قبل انطلاقة مهرجان جول الثقافي، الذي أمر رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بتنظيمه، ليكون مضيئا على ثقافة تلك المدينة العريقة ومنطقة الضفة بشكل عام، فضلا عن كونه رافعة تنموية تساهم في تنمية المدينة والمنطقة بشكل عام والرفع من مستوى سكانها المعيشي، وفي أوج التحضيرات النهائية لذلك المهرجان، التقت الوكالة الموريتانية للأنباء، بوالي ولاية كوركل، السيد أحمدنَ ولد سيد أبَّ، وكان لها معه الحوار التالي:
الوكالة الموريتانية للأنباء: لقد أراد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن يكون مهرجان جول الثقافي، مُعبِّرا عن مختلف جوانب ثقافة منطقة الضفة الغنية والعريقة، ورافعة تنموية لمدينة جول والمنطقة، فكيف تم الإعداد له وماهي نتائجه المتوقعة؟
الوالي: لقد تم الإعداد للمهرجان من منطلق:
أولا: أهمية إبراز القيمة التاريخية والثقافية لمنطقة الضفة بشكل عام ومدينة جول على وجه الخصوص.
ثانيا: العمل على دعم البنية التحتية للمدينة وبعث المشاريع التنموية وتأسيسها، من أجل تحريك عجلة التنمية وتشجيع المبادرات الاقتصادية، الضرورية للرفع من مستوى دخل المواطنين وتوفير فرص العمل.
ومن أهم النتائج المتوقعة من هذا المهرجان:
أولا: ابراز التنوع الثقافي للمنطقة وخصوصيتها وعاداتها، والتعريف بها،وربطها بالموروث الوطني المشترك.
ثانيا: تنمية شاملة للبلدية من مختلف جوانبها
ثالثا: توفير الدعم الاقتصادي والاجتماعي للسكان عن طريق دعم الأسر الضعيفة وتمويل التعاونيات والشباب.
الوكالة الموريتانية للأنباء: عُرفت مدينة جول بإشعاعها الحضاري وكونها منطلقا لنشر التعاليم الإسلامية السمحة واللغة العربية في المنطقة وما حولها من بلاد، فكيف يساهم هذا المهرجان في تسليط الضوء على ذلك الدور وكيف نستفيد من ذلك الماضي في حاضرنا الوطني اليوم؟
والي كوركل: فعلا تعتبر منطقة الضفة منطقة غنية بالثقافة وذات تاريخ عريق، خصوصا مدينة جول، التي تعتبر نقطة إشعاع ثقافي بارزة في المنطقة من حيث تنوعها وثقافتها وتاريخها، حيث ساهمت كما هو معروف لدينا جميعا، في نشر تعاليم الإسلام واللغة العربية ومقاومة الاستعمار، الأمر الذي تجسد في إنشاء مدارس الفلاح التي أسسها المرحوم الحاج محمود با، والتي لا يخفى عليكم دورها الإشعاعي في المنطقة والقارة الإفريقية بشكل عام.
ويعتبر المهرجان فرصة هامة لتسليط الضوء على هذا التاريخ العظيم، الذي يشكل مصدر إلهام لنا جميعا في وقتنا الحاضر وللأجيال القادمة، باعتباره نموذجا من الجهاد، وتحدي الظروف في سبيل الدفاع عن القيم الإسلامية، ونشرها والتمسك بها، وعدم الانصياع لدعاة التفرقة، ورفض المساس بالوحدة الوطنية والقيم المشتركة.
وبالتالي فإن مهرجان جول يعد تثمينا لهذا الماضي وصيانته والدفع به عن طريق الوسائل الحديثة ليتواصل العطاء الإشعاعي لهذه المدينة وبلادنا بشكل عام.
الوكالة الموريتانية للأنباء: تتمتع المنطقة بأهمية اقتصادية كبيرة، وتكوِّن جزءا مهما من قطب زراعي ورعوي وطني، فماهي أبرز المشاريع التي تعمل الدولة على إقامتها فيها، وما هي الطريقة التي ترون بأنه يمكن للثقافة بها أن تخدم التنمية؟
الوالي: تعمل الدولة منذ وصول فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للحكم، على دعم وتشجيع الزراعة والتنمية الحيوانية باعتبارهما من أهم المصادر الاقتصادية الضامنة للاكتفاء الذاتي والتخلص من التبعية والاعتماد على الآخر في مجال الأمن الغذائي.
وبما أن بلدية جول والضفة بشكل عام تشكل منطقة زراعية بامتياز، فإن المهرجان يمثل فرصة لزيادة الاهتمام بالمنقطة في هذا المجال، عن طريق تأطير المبادرات وتوجيهها وتمويل المشاريع للتعاونيات والشباب، وتوفير المدخلات الزراعية للمزراعين.
الوكالة الموريتانية للأنباء: هل من كلمة تودون قولها في الختام؟
الوالي: في الأخير اشكر الوكالة الموريتانية للأنباء، على مواكبتها لهذا المهرجان وعلى الدور الإعلامي الرائد الذي تضطلع به على المستوى الوطني.
وأرجو أن تتحقق الأهداف التي يسعى لها هذا المهرجان، الذي كانت فكرته بالأساس مبادرة من فخامة رئيس الجمهورية، نظرا لاعتزازه وتقديره للتاريخ الحضاري لهذه المنطقة وإشعاعها الثقافي الذي عم مختلف أنحاء البلاد وما حولها.