أكد عمدة بلدية جول السيد عمر لي عبد الله، أن مدينة جول التي تقع إلى الجنوب الشرقي من مقاطعة كيهيدي عاصمة ولاية كوركول، تعيش فيها مختلف فئات المجتمع من بولار وعرب وسوانكه، وتعتبر مدينة تاريخية، وقد تمسك ساكنتها بعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية والعربية العريقة وظلوا يحافظون عليها.
وأكد السيد العمدة في مقابلة مع الوكالة الموريتانية للأنباء، وهو يحضر لانطلاقة مهرجان جول الثقافي، أن التنوع الثقافي والتماسك الاجتماعي الذي تتميز به جول، يسهل عملية التنمية الاقتصادية المحلية.
وقال إن حياة ساكنة جول، تعتمد أساسا على الزراعة لما تشكله من نفع مادي عميم ومساهمة كبيرة في القوت اليومي من خلال محاصيل الخضروات والفواكه والمواد الغذائية الضرورية.
ويمارس سكان جول الصيد النهري، حيث تطلُّ المدينة على الضفة اليمنى لنهر السينغال، مما فتح المجال لبعض الشباب العاطلين عن العمل حيث انخرطوا في هذا القطاع مُوَّفرين للسوق المحلي ما يحتاجه.
وذكر السيد العمدة، أن التنمية الحيوانية ركيزة أساسية من ركائز التنمية، لتوفيرها أهمَّ مستلزمات الحياة الأساسية كاللحوم والألبان ، خاصة في الأرياف مشيرا الى ان بلديته تواكب تطورات برامج الدولة في مجال اللامركزية، ذاكرا مساهمة أبناء المدينة الذين يعملون خارج البلاد في مساعدة سكان البلدية وتمويل بعض المشاريع التي تعود بالنفع على مواطني المدينة حيث تمثل ذلك في المشاريع الصحية وفي دعم المدارس، وإقامة وُرَشِ الخياطة والأعمال اليدوية، والوقوف مع السكان في السراء والضراء، مشيدا بالمنتدى التنموي الذي قاموا بتنظيمه سنة 2022 لصالح الساكنة.
وذكّر السيد العمدة، بخطة تنموية أعدتها البلدية قبل فترة وأعادت تحيينها الآن، وتطمح هذه الخطة لإيجاد حلول مناسبة للمشاكل التنموية التي تعاني منها البلدية بالتعاون مع الحكومة، وبدعم المنظمات غير الحكومية الوطنية وغيرها، مبينا أن بلديته تتكون من 21 قرية تضم مايناهز ثمانية عشر ألف نسمة.
وفي إطار مهرجان جول الثقافي الذي تتوق له الساكنة في جول وعموم منطقة الضفة والوطن ككل، ثمن السيد العمدة ما قام به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من تعزيز لمكانة جول واختيارها كمدينة للثقافة والتنمية، شاكرا هذه المبادرة التي وصفها بأنها الأولى لفخامته في ميدان المهرجانات؛ فقد قرر بصفة استثنائية أن يكون هذا المهرجان سنويا وهذا حدث مهم بالنسبة لساكنة جول وولاية كوركول والضفة بصفة عامة .
وأشاد السيد العمدة بالجوانب التنموية للمهرجان، الذي تمثل في نزول الدولة إلى الميدان وأرض الواقع ولقاء المواطنين والاجتماعات والزيارات الميدانية التي مكنتهم من عرض مطالبهم ليتم تنفيذها من قبل الجهات المعنية، وهكذا تكفل كل قطاع من القطاعات الحكومية التنموية بما تحتاجه جول، وفي هذا السياق ذكر السيد العمدة أنه تم تزويد الأحياء السكنية والنائية في المدينة بالماء الصالح للشرب، كما تعهدت وزارة التنمية الحيوانية ببناء منشآت بيطرية ومخازن لعلف الحيوانات وقد بدأت الأشغال فيها، كما تعهدت مندوبية تآزر بدعم 100أسرة و20 تعاونية نسوية، و ستدعم مفوضية الأمن الغذائي 500 أسرة، مشيدا بتدخلات القطاعات الحكومية المتزامنة مع المهرجان الذي سيكون حدثا مهما لساكنة جول.
وذكَّر السيد العمدة، بمكانة جول الرعوية والبيئية بوصفها مدخل منطقة العطف ذات الغطاء النباتي الكثيف والتي تعتبر الخزان الرعوي الأكبر في البلاد وقبلة المنمين من مختلف أنحاء الوطن و المَمَرَّ للمنتجعين خارج البلاد وداخلها.