بدأت اليوم الاثنين في نواكشوط أشغال ورشة للتشاور حول أهداف ومجالات تطبيق الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمكافحة الألغام،منظمة من طرف وزارة اللامركزية والاستصلاح الترابي.
وتهدف هذه الورشة حسب مصادر وزارة اللامركزية إلى إشراك الفاعلين في مجال مكافحة الألغام في دراسة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام وأخذ آرائهم حولها لإعدادها في شكلها النهائي قبل المصادقة عليها في صيغتها النهائية.
ويشارك في هذه الورشة،التي تدوم يوما واحدا 30 مدعوا من وزارات الدفاع والداخلية واللامركزية والاستصلاح الترابي والبلديات المحاذية للسكة الحديدية،خاصة “بولنوار” و”اينال” و”اتميمشات”، علاوة على ممثلي شبكات المنظمات غير الحكومية المتواجدة في نواذيبو .
وأكد السيد بامدين وزير السياحة والصناعة التقليدية وزير اللامركزية وكالة على أهمية تنظيم هذه الورشة، باعتباره ستناقش مشكل الألغام التي قال أن الإنسان الموريتاني عانا منها في الماضي،كما عانت البشرية منها في مختلف بلدان العالم”.
وقال السيد با مدين أن هذه الورشة “تعد تتويجا للجهود الرامية إلى وضع إطار استراتيجي شفاف منهجي،يشرك جميع المتدخلين في مجال مكافحة الألغام.
وأعرب الوزير عن “يقينه بأن نتائج أعمال هذه الورشة ستؤدي إلى وضع استراتيجية وطنية ملائمة تمكن من بلوغ الأهداف المرسومة،طبقا للالتزامات التي تعهدت بها موريتانيا في هذا المجال”.
وكان المقدم علي ولد محمد الحسن المنسق العام للبرنامج الوطني لنزع الألغام الإنساني من أجل التنمية قد “أكد قبل ذلك أن التاريخ أثبت أن خطورة الألغام يستمر لفترات طويلة بعد انتهاء الحروب المسلحة بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجتمع الدولي في سبيل القضاء على خطرها،مضيفا أن احصائيات الأمم المتحدة في هذا المجال تشير إلى أن الألغام تحصد شخصين في كل دقيقة،في حين قتلت في سنة 2006 وحدها خمسة عشر ألف نسمة بينهم 6 أشخاص في بلادنا.
وأوضح أن هدف البرنامج الذي يرأسه يستهدف القضاء النهائي على الألغام المضادة للأفراد على المستوى الوطني،وذلك تمشيا مع الالتزامات التي أقرتها معاهدة أوتاوا التي صادقت عليها موريتانيا سنة 1999.
ونبه المقدم علي ولد محمد الحسن إلى أن برنامجه مكن من إدماج المنظمات غير الحكومية في مجال نزع الألغام من خلال التكوينات المستمرة المنظمة لصالحها،حيث “كون ما يزيد على 160 منعشا و20 دليلا سياحيا و30 معلما ومدير مدرسة”،بالإضافة إلى تكوين 45 وكيل في مجال التحسيس و30000 من الرعاة والبدو الرحل، مشيرا إلى أن هذا المجهود “أكسب المعنيين كفاءة عالية في توصيل المعلومات بطرق فعالة”.
وأشارت ممثلة برنامج الأمم المتحدة للتنمية إلى أهمية هذه الورشة في مكافحة الألغام التي اعتبرتها من أهم عوائق التنمية في العالم لما تسببه من أضرار بشرية ومادية .
وثمنت الجهود التي قامت بها الدولة الموريتانية في مجال نزع الألغام والمجسدة في المجهود الذي تقوم به وزارة اللامركزية والاستصلاح الترابي من خلال وضعها لهذه الاستراتيجية موضوع التشاور ،معربة عن استعداد برنامجها لمساعدة موريتانيا في مكافحة نزع الألغام .
وجرى الحفل بحضور وزيري الدفاع الوطني والداخلية والأمينة العامة لوزارة اللامركزية والاستصلاح الترابي، إضافة بعض سفراء الدول الأوربية وممثل اليونيسيف في موريتانيا.