ثمن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ما تحقق من إنجازات في إطار منظمة الوحدة الافريقية منذ ان انشأ القادة المؤسسون سنة 1963 وحتى أصبحت فيما بعد الاتحاد الافريقي.
وامتدح السيد الرئيس في خطاب ألقاه اليوم الخميس في كيغالي أمام المشاركين في الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الافريقي في العاصمة الرواندية مساهمة البنك الافريقي للتنمية في برامج التنمية في البلدان الافريقية من خلال تدخلاته الواسعة في مجالات الاقتصاد المختلفة.
وقال إن القارة الافريقية بحاجة الى استثمارات ضخمة لتمويل البنى التحتية التي تشجع النمو والاندماج، خاصة في مجالات النقل والطاقة.
كما أنها بحاجة الى تنويع اقتصادها وجعله تنافسيا واستغلال مواردها أفضل استغلال.
في المجال الزراعي والثروة الحيوانية لإنقاذ شعوبنا من الفقر.
وفيما يلي نص الخطاب :
“فخامة الرئيس السيد أبول غامي رئيس جمهورية رواندا الشقيقة،
السيد رئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية،
السادة المحافظون، السادة أعضاء السلك الديبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية،
السادة المدعوين الكرام أيها السادة والسيدات،
يطيب لي في البداية ان أتوجه بجزيل الشكر لفخامة الرئيس السيد أبول كاغامي ومن خلاله الى الشعب الرواندي الشقيق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما والوفد المرافق لي منذ حللنا بهذه العاصمة الجميلة كيغالي.
كما أتوجه بالتهاني الى اصحاب الفخامة السادة رؤساء الدول والحكومات والى رئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لإنشاء البنك.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
اننا نثمن عاليا ما تحقق من إنجازات منذ ان انشأ القادة المؤسسون سنة 1963، منظمة الوحدة الافريقية التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الافريقي، وأداتها المالية البنك الافريقي للتنمية سنة 1964 الذي ساهم بشكل فعال في برامج التنمية في البلدان الافريقية من خلال تدخلاته الواسعة في مجالات الاقتصاد المختلفة.
لقد اثبت وجوده كمؤسسة رائدة في التنمية في أفريقيا وكأحد البنوك الرئيسية متعددة الأطراف المساهمة في تنمية الدول الأعضاء.
وقد ظل البنك الافريقي للتنمية رغم الظروف غير الملائمة احيانا، هيئة نشطة تساهم في مكافحة الفقر وفي تحسين الظروف المعيشية لسكان القارة وفي دعم النمو المستدام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الأعضاء.
وانتهز هذه الفرصة لتهنئنة رئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية وجميع معاونيه على تحقيق هذه النتائج المعتبرة.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
تنعقد الاجتماعات السنوية للبنك الافريقي للتنمية هذا العام تحت شعار “أفريقيا كما نريدها في الخمسين سنة القادمة”.
فقد تمكنت قارتنا رغم الأزمات الاقتصادية والمالية وخلال السنوات المنصرمة من المحافظة على نمو متواصل من أربعة الى خمسة في المائة، لكن ثمار هذا النمو يجب ان توزع بطريقة اكثر عدلا وتوجه الى خلق فرص للعمل من خلال تنمية القطاعات الواعدة.
ان الحفاظ على معدل النمو هذا ورفعه لا يمكن ان يتحقق الا في ظل الاستقرار والامن والسلام، فقد دمرت
النزاعات والتوترات اقتصادات بعض البلدان وعلقت الجهود في مجال التنمية، مؤثرة بشكل سلبي على نمونا الشامل، فنحن نتطلع الى أفريقيا مستقرة يسودها الحكم الرشيد ويزدهر فيها الاقتصاد والتسيير الشفاف.
ان قارتنا بحاجة الى استثمارات ضخمة لتمويل البنى التحتية التي تشجع النمو والاندماج، خاصة في مجالات النقل والطاقة وفي هذا الإطار يشكل انطلاق جمعية صندوق افريقيا خمسين المخصص للبنى التحتية، استجابة مناسبة لهذا المطلب.
ان قارتنا بحاجة كذلك الى تنويع اقتصادها وجعله تنافسيا والى الاستغلال الأمثل لمواردنا في المجال الزراعي والثروة الحيوانية لإنقاذ شعوبنا من الفقر.
وهنا تلتقي استراتيجيتكم العشرية وشعاركم لخمسينية انشاء المجموعة الشعار الذي تبنته القمة الاخيرة للاتحاد الافريقي لسنة 2014، “سنة الزراعة والامن الغذائي”.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
انني على يقين ان البنك الافريقي للتنمية الذي استطاع الصمود في مختلف الظروف من اجل دعم التنمية في الدول الأعضاء، سيظل متمسكا بطموحه المنسجم مع طموحات قادة القارة المعبر عنها من خلال اجندة 2063 لأفريقيا.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
اسمحوا لي في الختام ان أهنئ اخي وصديقي الرئيس أبول كاغامي والشعب الرواندي الشقيق الذي استطاع في فترة وجيزة التسامي على آلامه الجسام وتخطى تلك اللحظات المأساوية من تاريخه لبناء دولة عصرية يسودها الامن والوئام والاستقرار.
عاش الاتحاد الافريقي، عاش البنك الافريقي للتنمية
أشكركم والسلام عليكم