افتتح رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي السيد محمد ولد عبد العزيز، بعد ظهر اليوم الأربعاء بمقر الاتحاد الاوروبي الى جانب رئيس المجلس الاوروبي، أشغال القمة الرابعة لأفريقيا وأوروبا التي تحتضنها بروكسيل.
وشكر رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي في بداية خطابه كل من ساهم من قريب او بعيد في إنجاح هذه القمة وكل من وفر لها أسباب النجاح.
وفينا يلي نص خطاب رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
– أصحاب الفخامة و المعالي رؤساء الدول و الحكومات
– – السيد رئيس المجلس الأوروبي
– السيد رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي
– السيدة رئيسة لجنة الاتحاد الإفريقي
– أصحاب المعالي و السعادة
– أيها الحضور الكريم
– أيها السادة والسيدات،
يسعدني، ونحن نلتقي اليوم في الدورة الرابعة لمؤتمر القمة بين إفريقيا و الاتحاد الأوروبي، أن أشكركم جميعا على المشاركة في هذا اللقاء الهام.
كما يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر باسم زملائي رؤساء دول وحكومات إفريقيا إلى نظرائنا في الاتحاد الأوروبي على روح التعاون التي يتحلون بها و على حرصهم الدؤوب على توطيد و تطوير التعاون بين مجموعتينا.
ولا يفوتني هنا أن أشكر مفوضية الاتحاد الأوروبي و لجنة الاتحاد الإفريقي على العمل الممتاز الذي قامتا به في إطار التحضير للقائنا اليوم.
كما أشكر كل من ساهم في إعداد و تحضير قمتنا هذه وكل من وفر لها أسباب النجاح.
أصحاب الفخامة و المعالي
أيها السادة والسيدات،
يأتي انعقاد مؤتمر قمتنا الرابع هذا تكريسا لنهج التشاور الدوري الذي تبنيناه بدءا بمؤتمر القاهرة و مرورا بمؤتمري لشبونة و طرابلس.
كما يجسد هذا اللقاء حرصنا المشترك على الارتقاء بالتعاون بين فضائينا على هدي الإستراتيجية المشتركة بين إفريقيا و الاتحاد الأوروبي التي صادقنا عليها في لشبونة عام 2007.
إننا نتطلع جميعا إلى أن تكون قمتنا هذه بداية مرحلة جديدة في تاريخ تعاوننا تتعزز فيها المكتسبات و تتحقق من خلالها الطموحات المشروعة لشعوبنا في شراكة متكافئة الأطراف تشمل مختلف الميادين وخصوصا الجوانب السياسية و الأمنية علاوة على التجارة و الاستثمار.
أصحاب الفخامة و المعالي
أيها السادة والسيدات،
إن المحاور الثلاثة التي تم اختيارها عنوانا لمؤتمرنا تعكس بصدق اهتمامات بلداننا و أولويات السياسات التي نسعى لتنفيذها. فالاستثمار في السكان يعني بالنسبة لنا في المقام الأول الاستثمار في الشباب تعليما و تكوينا و تأهيلا لتمكينه من ولوج سوق العمل بكفاءة وهو ما يتطلب منا مضاعفة الجهود لضمان نمو قوي و متواصل يفضي لخلق فرص العمل اللازمة لاستيعاب الشباب. ولن يتأتى ذلك دون تحرير القدرات الإبداعية و تشجيع روح المبادرة الحرة في كنف مناخ استثماري جذاب. وبذلك نجنب شبابنا مخاطر ركوب الأمواج بحثا عن حياة أفضل ونجفف، في نفس الوقت، واحدا من أكبر منابع الهجرة السرية. كما يعني الاستثمار في السكان، بالنسبة لنا، حماية رأس المال البشري من خلال مكافحة الأوبئة الفتاكة عبر تطوير منظومة صحية تركز على صحة الأم و الطفل، من بين أمور أخرى عديدة.
و فيما يخص محور الاستثمار في الازدهار يتحتم علينا العمل على تعزيز التعاون التجاري و الاستثماري سبيلا لتحقيق منافع مشتركة، في ظل النمو القوي الذي تشهده اقتصاديات الدول الإفريقية و مؤشرات تعافي دول الاتحاد الأوروبي من مخلفات الأزمة المالية. لقد خطا الاتحاد الإفريقي خطوات هامة في هذا الاتجاه من خلال تبني أعضائه سياسات الحكامة الرشيدة الهادفة إلى وضع خطط تنموية تلائم البيئة الطبيعية والاجتماعية، تركز على محاربة الفقر والبطالة والأوبئة، وترسخ الديمقراطية، روحا وممارسة، وتشجع حرية المبادرة. لكن تحقيق الأهداف التنموية القائمة على الشراكة بين المجموعة الإفريقية والاتحاد الأوربي يبقى رهينا، بتنفيذ ما قطعنا على أنفسنا من التزامات.
أما السلم، وهو ثالث محاور هذا اللقاء، فمن المسلم به أنه لا يمكن تصور تنمية بدون أمن و استقرار و في المقابل لا يتأتى السلم بدون تنمية اقتصادية و اجتماعية شاملة. هذا التلازم بين الأمن والتنمية دفع البلدان الإفريقية عموما، وبلدان منطقة الساحل خصوصا، إلى تنسيق سياساتها الأمنية لمواجهة الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية. وقد أثمر هذا التنسيق الأمني نتائج ملموسة تمثلت في تراجع العمليات الإرهابية في المنطقة. لقد تحققت كل هذه النجاحات بالتعاون مع شركائنا الدوليين، خاصة الاتحاد الأوروبي الذي نتطلع إلى أن يضاعف جهوده للإسهام بصفة فعالة في تعزيز قدرات الدول الإفريقية على مواجهة التحديات، و إدارة الأزمات.
أصحاب الفخامة و المعالي
أيها السادة والسيدات،
يطيب لي في الختام أن أكرر الشكر لكم جميعا على حضوركم لقاءنا هذا، ونتطلع إلى مساهماتكم البناءة في تعزيز الشراكة الاسترتيجية بين إفريقيا و الاتحاد الأوروبي.
أتمنى لأعمالنا التوفيق و النجاح.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.