تسعى المؤسسة الوطنية لحماية المدن القديمة -التى هى مؤسسة وطنية ذات طابع ادارى-الى حماية وصيانة التراث المادى وااللامادى فى اربع مدن من أقدم المدن الموريتانية هى: شنقيط، وادان، تيشيت، ولاته.
وبعيد تأسيسها سنة 1996 قامت المؤسسة بتسجيل هذه المدن الاربع على قائمة التراث العالمى لدى اليونسكو.
ويرى السيد محمد محمود ولد محمدالامين المدير العام للمؤسسة أن مهمتها تتلخص فى شقين: أحدهما تراثى، والثانى استراتيجي اجتماعى، فعلى المستوى التراثى أنجزت المؤسسة بعض الدراسات المتعلقة باعداد المخططات العمرانية والتراثية فى هذه المدن.
وقال إن ذلك يقتضى أن يضبط تخطيط هذه المدن بشكل دقيق يبين تاريخ إقامة المنزل ومساحته وموقعه وحدوده، على أن لا يتم أى تغيير أو ترميم فى هذه المنازل الا بترخيص من البلدية والحاكم وهيئة المدن القديمة.
وشدد مدير المؤسسة على أن التغيير يجب أن يكون وفيا إلي أبعد مدى، لمميزات البيت القديم، بما فى ذلك مواد البناء المستخدمة وألوان الصباغة.
وقال ان بعض هذه المدن، يمكنه أن ينمو ويتمدد، مسهما فى الاشعاع الحضارى نظرا لموقعه الجغرافى، ومنها ما تعيق وعورة تضاريس المنطقة التي يوجد بها نموه، مثل مدينة ولاته.
ونبه السيد محمد محمود ولد محمد الامين، أن الكثيرين لا يفرقون بين المدن القديمة وتلك الاثرية، موضحا ان الاخيرة هى التى أصبحت مهجورة، ولهذا تعمل المؤسسة الوطنية لحماية المدن القديمة على تثبيت سكان المدن القديمة فيها وتشجيع الذين هجروها على العودة إليها مجددا.
وأوضح أنه في هذا الإطار، تقوم المؤسسة بتفعيل الأنشطة التنموية في هذه المدن عبر عدة نشاطات من بينها دعم الزراعة تحت الواحات.
وأشار السيد محمد محمود ولد محمد الامين الى أن هذه المدن تتوفر، رغم قلة سكانها ونأيها، على مؤسسات تربوية في مختلف مراحل الدراسة ومرافق صحية وشبكات للمياه والكهرباء، كما وضعت علامات في جنبات الطرق المؤية إليها لتسهيل الوصول إليها، “وذلك بفضل الدعم المتواصل من منظمة اليونسكو وتمويل من الدولة ومتابعة جاهدة من المؤسسة”.
وأبرز مدير المؤسسة، تركيز هيئته على الجانب الثقافى لهذه المدن، من خلال العناية بالمخطوطات والحرف (الصناعات الجلدية -الصناعات الفخارية..) وكذا العادات الاجتماعية واساليب الطبخ التقليدية، إضافة الى التراث المادى (البناء فى المدن وطرق صيانتها وترميمها وحفظها).
ورغم كل تلك الجهود، فإن هذه المدن تبقى بحاجة إلي جهد إنقاذي أكثر فعالية، لذا فإن مساهمة الجميع فيه تبقى أمرا أكثر من مطلوب.
– (و م ا) –