احتضن السجن المركزى فى نواكشوط مساء امس الخميس محاضرة تحت عنوان ” الدعوة الى الله واساليبها “ألقاها الامام احمدو ولد لمرابطامام مجموعة الشباب التى يجرى الحوار معها حاليا.
واستهل الامام المحاضرة بعرض مفصل عن الدعوة الى الله منذ ان بزغ فجر الرسالة النبوية حيث استدل فى انتهاج اسلوب العلم والتروى والحكمة فى الدعوة الى الله التى اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه لإبلاغ الرسالة ونشر الاسلام.
واوضح المحاضر ان للدعوة شروطا لابد من توفرها فى الداعى الى الله، اولها ان يكون عالما بما يدعو اليه وان يكون مطبقا له فى نفسه قبل دعوة الاخرين اليه وان يكون راجيا للاستجابة ممن يدعوه لئلا تسبب دعوته الى ارتكاب امر افدح واعظم مما كان يريد صد المدعو عنه.
وأستدل الامام فى اسلوب التدرج فى الدعوة الى الله بالآيات التى وردت فى تحريم الخمر ، حيث يقول سبحانه وتعالى فى الاية الاولى “يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما” وفى الثانية ” ياأيها الذين ءامنوا لاتقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون”.وفى آيات التحريم “ياأيها الذين ءامنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”.
واختتم محاضرته بدعوة الشباب الى تحصيل العلم النافع والعمل به وتحكيم العقل فى النهج والسلوك،موضحا انه بذلك وبه وحده يستطيع الداعى الى الله ان يؤثر فى النفوس وان يساهم فى بناء صرح دولة الاسلام التى نسعى لإقامتها، معتصمين جميعا بحبل الله المتين.
وعقب على المحاضرة السادة حمدن ولد التاه ، وبونا عمر لى ، وعبدالله ولدامينو حيث اشادوا بالعرض الذى افاض فيه المحاضر، مذكرين بأن شروط الدعوة الى الله واساليبها هي التى عرضها المحاضر وفقا للشروط المنصوص عليها فى الكتاب والسنة واجماع علماء الامة .
وذكروا فى هذا السياق بالاسلوب النبوي فى التدرج بالدعوة الى الله ايام نشر الرسالة واسشهدوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها” لولا ان قومك حديثو عهد بالجاهلية لبنيت الكعبة على قواعد ابراهيم “.
اما المتحدث باسم مجموعة الشباب شياخ ولد محمد الشيخ فقد قدم عرضا عن فقه الخلاف” بين الواقع المنشود والواقع المشهود”قائلا ان هناك من ينظر الى فقه الواقع على انه نوع من التحايل على الاحكام الشرعية بتعطيلها او تأويلها على غير متأولها.
، والحقيقة يضيف المتحدث ان عدم النظر فى كتب اهل العلم ممن لهم قدم السبق فى معرفة مقاصد الشريعة، التى جاءت لتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد، هو الذى ادى الى هده النظرة القاصرة مستشهدا بقول ابن القيم رحمه الله ” حيث ماتكون المصلحة فثم شرع الله”.
واجمع المتدخلون الاخرون من الشباب، على ضرورة المذاكرة فى العلم مع العلماء والاستفادة مما اعطاءهم الله من العلم الذى فيه صلاح الدارين ، مثمنين الخطوة المتخذة من طرف العلماء والسلطات العليا لتغيير واقعهم بواقع افضل.
الموضوع الموالي