AMI

إضاءة

بقلم: أحمد ولد بياه
اتفقوا قبل خمسين عاما على أن يكون اسمها: الجمهورية الإسلامية الموريتانية!.
لكن الأسماء- المشتقة خصوصا- تُفَصَّلُ في الغالب على مقاس المسمَّى، وتعكس رغبة من يُسمِّي، وتكون دائما ذات مضمون “زمني” كالموضة تماما!.
جاءت جمهورية لأنها كانت محل “دعوى” ملكية، اقتضت إبراز عنصر التمايز والاختلاف.
وجاءت إسلامية لأنهم لاحظوا “بُذُورَ” التنوع الاتني، فاقتضاهم ذلك إبراز “البُعْدِ” الجامع.
وجاءت موريتانية، للتأكيد على تبعية الهوية للأغلبية، نسبة إلى “المُورْ”: البيضان.
المقاسات “متغيرة” باستمرار من النحافة إلى السمنة، أو العكس.. ومن الرشاقة إلى “الثخونة” أو العكس، ومن القزامة إلى العملقة!.
والذوق “الموضوي” متقلب باستمرار، من المحتشم، إلى الصارخ، إلى “الصرعة”، إلى الشذوذ، إلى اللاَّذَوْق، إلى الجنون!.
هذا الجسم “كًبُرَ” على المقاس القديم، وهو يكبر بمتتالية هندسية غير مألوفة، إذا زاد في الطول “سنتيمترا” واحدا زاد في العرض عشرين “مترا”!.
أما ذوقه “الموضوي” فهو “مُرَقَّعَةٌ” من كل الأذواق تجمعها “باخرة” من “افّك جاي”!.
لم يبق شيء من “المعطيات” القديمة.. معطيات التأسيس الأول اندثرت وأنتم متمادون في الغفلة.
البعد “الجامع” لم يعد جامعا، أصبح هو بذاته “مولدا” للتنافر، و”مرساة” الأغلبية التي كانت تُثَبِِّتُ السفينة أكلتها “الأملاح” في القاع!.
أنتم نيام على ظهر سفينة تحملها الأمواج إلى هناك.. إلى حيث “تتصادم” التيارات في المياه “الدولية”، حيث لا “هلال” ولا “صليب” من أي لون!.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد