بقلم: أحمد ولد بياه
اسمحوا لي أن أستخدم مصطلح “الورشة” لأول مرة، وأعاهدكم على أن تكون آخرة مرة!.
ألتمس من السيد الحسين ولد مدو ومعاونيه، أن ينظموا للصحفيين في النقابة، “ورشة” تثقيف تحت عنوان: (تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة).
إن تسمية الأشياء بأسمائها “العَلَمِيَّة” وليس الاصطلاحية “الفسادية” هي مساهمة جُلَّى في الإصلاح، يستحيل حسابها بالأرقام، وهي- فضلا عن ذلك- جوهر الأمانة المهنية للإعلامي، إزاء الرأي العام الذي يتشكل من “إفراز” الطاحونة الإعلامية “الدَّوَّارة”!.
جملة أدعياء الثقافة والسياسة عاجزون- إلى الآن- عن فهم الظاهرة العزيزية، وهم يحيلونها، كما هي عادة العقل مع كل ما يعجز عنه، إلى “اللغز”، والأحجية، و”الكرامة” والسحر!.
ليس ثمة لغز، ولا كرامة ولا سحر، ولا حتى “اختراع”، كل ما في الأمر أن الرجل- ببداهة الحس الطبيعي- سمى “بعض” الأشياء بأسمائها “العَلَمِيَّة”، وحصل ما ترون، وما ليس بوسع بعض الناس أن يراه!.
الفساد- وهو الاسم الجامع- “تضعضعت” أركانه، من تلقاء نفسها، بمجرد أن صدرت هويته باسمه العَلَم!.
على النقابة إعداد “جرد” بالأشياء التي “زور” لها الفساد أسماء، وإلزام الصحفيين باستخدام أسمائها الحقيقية!.
مساهمتي العاجلة في هذا الجهد “البناء” هي كلمة “الورشة” نفسها!.
تعلمون أن ثلثي الفترة الإخبارية في الإذاعة، والتلفزة، ومثل ذلك من صفحات الجريدة، ورشات “منطلقة” وأخرى مختتمة، وكلاهما: (الانطلاق والاختتام) بحفل ومجموعة خطابات “يرصعها” الصحفيون “بخرزاتهم” من طراز: قال، وأكد، وأوضح، وأضاف، وثََمَّنَ.. إلى آخره!.
هذا نشاط اغتصب اسم الورشة، وهو لا يمت لها بصلة، وليس من الصعب فهم دوافعه، وقد يكون أخفها الرغبة في “الحضور” الإعلامي من غير “استحقاق”!.
برامج الورشات الحقيقية ليس فيها: قال، وأوضح، وأضاف… ولكن فيها أزيز الماكينات، وغبار الآليات، والرجال على رؤوسهم الخوذات، وعلى أيديهم القفازات..
إذا لم “تقتصد” الوزارات في نشاطها “الورشوي” فستجد من “يذكرها” باسمه الحقيقي… اسمه العلم.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي