أهل السياسة الذين “قاوموا” الرئيس محمد ولد عبد العزيز، يدركون الآن أنهم كانوا أمام “نوع جديد” لا عهد لهم به من قبل.
وأهل السياسة في الجانب الآخر، ومنهم المؤتمرون لأول مرة في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ينبغي لهم أيضا أن يدركوا أن من يريدونه رئيسا لهم، هو “نوع جديد” لا عهد لهم به من قبل!.
إدراك هذه الحقيقة على جانبيْ الطبقة السياسية مفيد لموريتانيا، وإذا حصل فهو دليل على أنها بلغت “سن الرشد” في الممارسة السياسية!.
الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو الوحيد بين “التسعة” الرؤساء الذين حكموا.. هو الوحيد الذي أمتلك خاصية “التفاهم المباشر” مع الشعب، و”يُسْتَحَبُّ” لمن شاء أن يعود إلى دراسة الانتخابات الأخيرة بعقل “مؤهل”!.
خاصية التفاهم المباشر مع الشعب خطرة جدا، وهي “مكروهة” من المعارضة والموالاة بنفس الدرجة، لأنها تنطوي على “غِنًى ذاتِيٍّ” عنهما معا، وبنفس الدرجة أيضا!. ومرة ثانية، ادرسوا الانتخابات الأخيرة بعقول “مؤهلة”!.
جمال عبد الناصر- رحمه الله- أقام تنظيما سياسيا باسم الاتحاد الاشتراكي، فتحول هذا التنظيم إلى “مستودع” للاحراجات التي لا تنتهي، لأن “نبض” التفاهم المباشر بين الرئيس وجماهيره كان يتجاوز، ويُفَجِّرُ كلَّ الأُطُر التي حاولت الطبقة السياسية أن تفرض من خلالها نفسها “وسيطا” بين الرئيس والجمهور!.
على الموالاة أن لا تضيع الوقت في تفصيل “الأدوار الوهمية” لنفسها على أساس أن ثمة “مساحة” للوسيط، لأن هذه المساحة “أُلْغِيَتْ” وحصل الإلتحام بدونها، فلا مجال أمام الموالاة إلا “الريادة”!.
وعلى المعارضة إذا أرادت أن تؤسس لنفسها “ذكرى” في الذاكرة الشعبية، أن تقوم بواجبها في المراقبة والتقويم من موقع الحرص على الانجازات المقام بها، لا من موقع “المكابرة” العنادية المثيرة للإشفاق!.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي