AMI

التفكير الإيجابي بقلم/ محمد محمود لد محمد احمد

عنوان هذا المقال اقتبسته مباشرة من الكاتبة البريطانية الكبيرة فيرابيفر (vera peiffr) صاحبة الكتاب الذي ملأ الدنيا وشغل قراء العالم، سمته بلغتها الأم (positiv thinking) وترجم إلى العربية بـ (التفكير الإيجابي).
رغم أن هذا الكتاب صدر في طبعته الأولى الانجليزية سنة 1989 بالمملكة العظمى، إلا أنه لازال من أكثر الكتب تداولا حتى وقتنا الحالي، نظرا لقيمته المعرفية الكبيرة.
ترجمته إلى العربية مكتبة جرير السعودية عام 2003، وهذه النسخة الأخيرة هي التي ستكون مرجعي الرئيسي.
أرادت “فيرا بيفر” أن يكون هذا الكتاب المرشد والدليل إلى النجاح للإنسان في أي مكان من العالم وأي زمان.
تحدثت في مقدمتها الطريفة عن المعرفة النظرية باعتبارها لا تكفي وحدها لإحداث تغيير إيجابي في حياة الإنسان وتحويله من شخص تعيس إلى شخص سعيد، أو من شخص فاشل إلى شخص ناجح.
فهي تقول: “المعرفة النظرية شيء رائع، فهي تزيد من احترامك لذاتك، وتبدو جيدة على ورق سيرة الذاتية، كل ذلك مرغوب فيه بالتأكيد، لكن المعرفة النظرية لا يمكنها إحداث تغيير”.
إذا ما السبيل إلى تغيير حياة الإنسان إلى الأفضل؟ تجيبنا بايفر بما هو آت:
“لكي تغير حياتك للأفضل، فأنت تحتاج إلى ما هو أكثر من المعرفة النظرية، يعني ذلك أنه يجب (عليك) أن تتولى مسؤولية سعادتك، وأن تكف عن إلقاء اللوم على الآخرين لأي خطإ في حياتك، وذلك ليس سهلا، لأنك تستحسن أن تلوم أفراد عائلتك أو الحكومة أو الطقس لعدم استطاعتك التأقلم من نواح محددة في الحياة، وبالتالي مازلت ملتصقا بنفس الوظيفة القديمة، أو مازلت بدون شريك، أو تعيسا كما كنت منذ عامين.
على المدى الطويل، فإن تحملك مسؤولية أفعالك هي خطة الفوز، لأنها تفتح المجال أمام عدد جديد من الاحتمالات لكي تصبح شخصا ناجحا، والنجاح سيكون في مجالات متعددة مثل الصحة والثراء والسعادة وإثبات الذات.
تذهب مؤلفة الكتاب مذاهب شتى لتساعد قارئها على إيجاد الطرق الأمثل للتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، وبالتالي العثور على الكنز المفقود.. السعادة في الحياة المهنية والاجتماعية.
وسأدعكم تنصتون إلى نصائحها وأمثلتها الشيقة، فهي تبدأ كلامها بمسلمة تقول “حقيقتك هي أفكارك”. ثم تستطرد: “فكر في الموقف التالي: في الساعة السابعة والنصف صباحا تستيقظ وعندما تبدأ في فتح عينيك يبدأ عقلك الواعي ببطء في العمل وتفكر في اليوم الذي ينتظرك، كالتفكير في اجتماع عليك حضوره في الصباح، وعليك فيه أن تعترف بعدم قدرتك على حل مشكلة طارئة، وفوق ذلك ستقابل عميلا مزعجا بعد الظهر، ورغم أن الساعة لا تزال السابعة والنصف صباحا، وأن شيئا لم يحدث بعد، فقد أصبحت في حالة مزاجية سيئة.
يمكنني الآن أن أسمع بعض الاحتجاجات مثل: أريد أن أراك في مكاني تتعامل مع هذا الحشد من غير المتعاونين، أو من قبيل: لو كنت بهذا الذكاء لم لا تأتي لتتعامل مع عميلي؟ فهو لا يفعل شيئا سوى الصياح طوال الوقت”، وهكذا… لكن مهلا، أنا لا أنكر أن الاجتماع صعب وأن عميلك شخص غريب الأطوار.
إن ما أريد قوله هو أنك لن تستفيد شيئا لكونك سيء المزاج بالإضافة إلى أنه يزيد الأمور صعوبة.
فلو كان مزاجك سيئا، فلن تكون ببساطة في أفضل حالاتك، بل ستكون متوترا وسهل الانفعال، وبالتالي فاقد السيطرة، ولن تستطيع التركيز وسوف تشعر بالخوف والذعر، ولن تنتهي الأمور عند هذا الحد، فلأن مزاجك سيء، ستكون مزمجرا في حديثك على مائدة الإفطار وهذا لن يجعلك محببا إلى عائلتك ولن تكون ودودا مع زملائك في العمل فيقومون بدورهم بالتعليق على حالتك المزاجية مما يستدعي تفكيرك الدفاعي “لم لا يهتمون بما يعنيهم؟” ثم يتأجل الاجتماع للأسبوع التالي.
ويمكن أن يكون هذا أسوأ شيء يحدث، لأنه يعني أنك ستمر بأسبوع آخر من القلق حتى ينتهي الأمر، أما لو تم الاجتماع في ذلك اليوم فقد أهدرت طاقتك الثمينة كلها في الاستعداد، وفي المساء تعود للبيت مرهقا، وتتساءل هل تتقاضى راتبا كافيا مقابل هذا العمل المرهق. في هذا الوقت يجب أن تضيء فكرة في ذهنك، سأقولها لك: أنت المسؤول عن إهدار طاقتك بهذا الشكل، إنه أنت وليس العمل، إنه تفكيرك السلبي في بداية اليوم الذي وضعك على الطريق الخطأ.
هناك أمور معينة في حياتك لا يمكنك القيام بشيء حالها، فالاجتماعات يجب أن تتم، والزبائن لابد أن يكونوا مزعجين في بعض الأحيان، لكن بالتأكيد يمكنك تغيير الطريقة التي تنظر بها لهذه الأمور، فعندما تضع نفسك في إطار عقلي إيجابي فلن تشعر بإحساس أفضل بداخلك فحسب، ولكنك – وهو الأهم – ستؤثر تأثيرا إيجابيا على البيئة المحيطة، فالناس يفضلون صحبة الشخص السعيد الهادئ الأعصاب، وسوف ينعكس سلوكك الإيجابي على الطريقة التي يتعامل بها الناس معك”.
انتهت توجيهات الكاتبة الرائعة “فيرا بيفر” التي اخترت لكم هذه الشذرات من كتابها “التفكير الإيجابي” وذلك لما لهذه الأفكار من أهمية على الحياة الوظيفية لكل واحد منا، وسوف أتناول في الأسبوع القادم موضوعا آخر من مواضيع هذا الكتاب القيم، ألا وهو: “كيف تكون شخصا ناجحا”، وذلك لتعميم فائدة ما احتواه هذا الكتاب.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد