AMI

الإجازة الصيفية… والاستغلال الأمثل بقلم أحمد أبو المعالي

وأخيرا… وبعد حول كامل من النشاط والتعلم والمثابرة.. وبعد عام من الاجتهاد والحرص على تلقي المعارف والعلوم المختلفة… يؤذن العام الدراسي الحالي بالانصراف يلملم شتات أوراقه ويضع اللمسات الأخيرة على لحظات الوداع.
صحيح أنه كان حافلا بكل ما فيه مصلحة هذا البلد.. وأن المؤسسات التعليمية التي كانت أبوابها مشرعة على مصراعيها أمام الطلاب قد أدت الأمانة.. وصحيح أنه سيؤثر كثيرا في مستقبل أيام الكثيرين وسيؤهلهم لتولي المهام بعد ترجل الأجيال الحالية.. وصحيح أن ذلك الحراك العلمي الذي كانت تشهده أروقة المدارس سوف يهدأ.. وستوصد تلك المباني أبوابها لفترة من الزمن ليأخذ أبناؤها قسطا من الراحة.
كل ذلك صحيح.. ولكن ذلك لا يعني سوى الاستعداد النفسي والبدني والذهني لدورة قادمة من التعلم والتحصيل الدراسي بحر السنة الدراسية المقبلة إن شاء الله.
وإذا كان الطلاب قد عمروا أوقاتهم بالتحصيل والتعلم طيلة العام الدراسي.. ومن حقهم أن يتنفسوا الصعداء قليلا حتى لا يسأموا ويملوا فإن الأمر لا يعني أبدا أن تكون العطلة الصيفية بعيدة كل البعد عن المجال العلمي والثقافي.. أو أن تكون فرصة للنفور والشرود وتضييع الأوقات بحثا عن الراحة والمتعة فقط …
بل لابد من استغلالها استغلالا سليما حتى لا ينقض أولئك الطلاب غزلهم بعد القوة.. وحتى لا تصبح تلك الأيام الجميلة والرائعة وبالا ومأساة في حياة أبناء هذا الوطن وفلذات كبده… ومن ثم فإن الأمر يتطلب استنفارا وجهدا من قبل الجهات الوصية على الشباب والسلطات العليا فضلا عن أولياء الأمور.
فمن المفترض أن تقوم الدولة بتشجيع الشباب على الانضمام للنوادي الثقافية والرياضية وذلك من خلال خلق جو مناسب ومشجع يجعل التلميذ راغبا في الاستفادة والعطاء وتنمية مواهبه..
فكثيرا ما كانت هذه الأندية ونشاطاتها سبيلا لظهور وبروز وتقييم وتقويم مواهب صاعدة لولا هذه النوادي لظلت طي النسيان. وقد تضيع فرصة التعرف عليها وإلى الأبد… ولا بد أن تعم هذه النوادي عواصم الولايات والمقاطعات.. وأن يكون ثمة نشاطات حية وتنافسية تشجع التلاميذ على المبادرة والإبداع.. وبالتأكيد فإن رعاية السلطات لمثل هذه النشاطات ودعمها ماديا ومعنويا سيشجع التلاميذ على الانخراط فيها خاصة ذوو المواهب والإبداع.
فمن غير المقبول أن تتنازل الدولة عن دورها في هذا السياق وأن تكتفي بالتفرج على أولئك التلاميذ وهم في استراحتهم الصيفية لا يجدون من يأخذ بأيديهم نحو استثمار الوقت والجهد استثمارا سليما يعود على أولئك التلاميذ بالفائدة وعلى الوطن بأكثر بالخير والسعادة.
وللموضوع تتمة لاحقا إن شاء الله

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد