بدأت اليوم الاثنين بمدينة سرقسطة الاسبانية فعاليات اليوم الوطني الموريتاني ضمن نشاطات معرض سرقسطة الدولي 2008، الذي حضرت له السلطات الاسبانية منذ ثلاث سنوات.
وقد تميزت انطلاقة هذا اليوم باشراف السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية الذي ألقى بالمناسبة خطابا ابرز فيه اهمية العلاقات التاريخية بين موريتانيا واسبانيا، منوها بجودة التنظيم والمساعدة التي ما فتئت تقدمها لموريتانيا في مجال تحقيق أهداف الالفية للتنمية.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم و صلي الله علي نبيه الكريم
السيد وزير الداخلية الاسباني
السيد المفوض العام لمعرض سرقسطة الدولي 2008
السادة المدعوون،
السيدات و السادة،
ضيوفنا الكرام،
إنه لشرف عظيم لنا أن نشارك في معرض سرقسطة 2008 تحت شعار: الماء والتنمية المستدامة. إنه، بحق، شعار يدخل في صميم الاهتمامات الإستراتيجية لبلدنا.
تواجه موريتانيا، كغيرها من دول الساحل، موجة من الجفاف انجر عنها تصحر زاحف يقلص، باطراد، من المساحات الخضراء و يجعل من الماء مادة نادرة، مما أدي إلي تدهور مستمر للعلاقة بين الإنسان والبيئة.
و تضع هذه الإشكالية أمام الجميع تحديا كبيرا يفرض علينا العمل لتوفير الماء ضمانا لتنمية متواصلة و مستدامة، و هو ما أنجزنا من أجله العديد من المشاريع بالتعاون مع أصدقائنا و شركائنا في التنمية.
إن مشاكل البيئة في عالم اليوم تشكل تحديا كبيرا لمستقبل الكرة الأرضية و تتجلي دقة هذا التحدي، بصورة أكثر، في تأثيراته علي قضايا التنمية، خاصة في الدول الأقل نموا كبلدنا.
فتدهور الوسط البيئي في موريتانيا يؤثر سلبا، و بالدرجة الأولي، علي سكان الأرياف، حيث يعيش أكثر من 70% منهم تحت خط الفقر.
إننا نأمل في أن تشكل مشاركتنا في هذا المعرض مناسبة خاصة للتعريف ببلدنا عموما، كما تمنحنا فرصة فريدة لتسليط مزيد من الأضواء علي المجهودات الجبارة التي نبذلها من أجل النهوض به و ترقيته بالعمل علي تقدمه الاقتصادي والاجتماعي بخلق الآليات الضرورية لمواجهة التحديات الكبرى المطروحة و علي رأسها ضرورة تمتع كل مواطن بخدمة الماء الصالح للشرب تكريسا لأهداف الألفية للتنمية.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر السلطات الأسبانية علي تنظيمها الجيد والمحكم لهذا المعرض المتميز الذي يجسد عبقرية الإنسان و قوة إرادته في مقارعة تحديات الطبيعة.
ولايفوتني كذلك أن أتوجه بالشكر الى مملكة اسبانيا على التزامها بتمويل مشروع مهم سيمكن سكان مناطق نائية في بلدي من الحصول على خدمة الماء الصالح للشرب.
كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلي الطاقم الإداري والفني الوطني الذي أبدع في تصميم و تجهيز الجناح الموريتاني في هذه التظاهرة الدولية الكبيرة.
أهلا و سهلا بالجميع في جناح بلدنا و في ظلال نافذته بسرقسطة و مرحبا بكم في موريتانيا التي ستسعد بزيارتكم لنا في أرضها المضيافة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته”.
وبدوره أشاد وزير الداخلية الاسباني في كلمة له بالمناسبة بالعلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين موريتانيا واسبانيا، مبرزا ان زيارة رئيس الجمهورية ستسهم في ترسيخ وتعزيز هذه العلاقات.
وقال ان علاقات موريتانيا واسبانيا تشمل مجالات عديدة كالامن ومكافحة الهجرة السرية والجريمة المنظمة، مشيرا الى ان نجاح المسلسل الديموقراطي الموريتاني في كنف الشفافية اسهم في توطيد هذه العلاقات.
وأكد التزام اسبانيا بمواصلة دعم موريتانيا في جميع المجالات خاصة ميادين التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ورحب المفوض العام الاسباني لمعرض سرقسطة الدولي 2008 السيد أميلو افرانديز كاستانو برئيس الجمهورية ، مشيدا بامكانيات البلاد الكبيرة التي أبرزها الجناح الموريتاني.
وكتب رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الكلمة التالية في السجل الذهبي لمعرض سرقسطة الدولي:
“ان الزائر لمعرض سرقسطة 2008، ليبقى معجبا بالعمل الجبار الذي قامت به مملكة اسبانيا في سبيل انجاح هذا اللقاء الهام بين شعوب ودول العالم حول اشكاليات معقدة ومهمة لمستقبل البشرية: البيئة، الماء، التقدم، التنمية المستدامة، وتحديات البقاء… موريتانيا فخورة بمشاركتها وتتمنى كل النجاح والتوفيق لنا جميعا في ايجاد حلول ناجعة من أجل تطوير الحياة على كوكبنا دون الاخلال بتوازناته الطبيعية. شكرا لاسبانيا على حسن التنظيم،
شكرا لسرقسطة على كرم الضيافة”.
واستمع رئيس الجمهورية والسيد حرمه رفقة وزير الداخلية الاسباني والمفوض العام الاسباني لمعرض سرقسطة الدولي 2008، في قاعة المعرض الى أناشيد وأغاني موريتانية حول أهمية الماء في الحياة الموريتانية.
وتوجه الوفد الرئاسي بعد ذلك الى الجناح الموريتاني الذي ضم فضاء للمعرفة تضمن الادوات المتعلقة باستغلال الماء بالطرق التقليدية والمساكن التقليدية في الوسطين البدوي والحضري وخاصة في مناطق الواحات القديمة مثل شنقيط، ولاته، وادان وتيشيت وكذا مناطق الضفة.
وشمل الجناح الموريتاني كذلك فضاء للاستجمام عكسته الخيمة الموريتانية والجمل والنخلة والشاي وبعض المقاطع الموسيقية التقليدية الموريتانية.
وتضمن الجناح فضاء ثالثا عن الذاكرة الموريتانية جمع الادوات التقليدية الاصيلة وصورا لبعض المقدرات السياحية التي تزخر بها الصحراء الموريتانية والعديد من ادوات الصناعة التقليدية والحلي والاحجار القديمة.
واشتمل الجناح كذلك على فضاء لاعمال بعض منظمات المجتمع المدني الموريتانية خاصة هيئة ختو بنت البخاري التي تقوم بجهود في مجال مساعدة السكان في الحصول على الماء الصالح للشرب.
وزار رئيس الجمهورية بعد ذلك اجنحة بعض الدول الشقيقة والصديقة في المعرض ودون فى السجل الذهبي بعد زيارته الجناح الاسباني الكلمة التالية:
” لقد سعدت كثيرا بزيارة جناح المملكة الاسبانية الصديقة في معرض سرقسطة 2008 وهو تعبير حي عن مدى جودة التنظيم ودقة العمل.
مع تمنياتي بالنجاح للمملكة الاسبانية في هذا المعرض العالمي الكبير.
رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية
سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله
سرقسطة بتاريخ 28 يوليو 2008″.