عاد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية والسيدة حرمه الى نواكشوط مساء اليوم الجمعة بعد المشاركة في القمة الاسلامية الحادية عشرة التي التأمت بالعاصمة السينغالية داكار يومي 13 و14 مارس الجاري.
وقد استقبل رئيس الجمهورية لدى سلم الطائرة من طرف الوزير الاول السيد الزين ولد زيدان والوزير الامين العام لرئاسة الجمهورية السيد يحي ولد أحمد الواقف وأعضاء الحكومة وقائد الاركان الخاصة لرئيس الجمهورية العقيد محمد ولد عبد العزيز وشخصيات سامية في الدولة ووالي نواكشوط ورئيس مجموعتها الحضرية.
وتمخضت القمة الاسلامية التي اختتمت بحضور رئيس الجمهورية الى جانب العديد من نظرائه قادة الدول الاسلامية عن اصدار بيان ختامي سمي باعلان داكار.
وقد أكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو لدى اختتام اعمال القمة ان قادة الدول الاسلامية تبنوا ميثاق المنظمة الجديد “بالاجماع”.
واوضح خلال مؤتمر صحافي “لقد تم تبني ميثاق المنظمة بالاجماع، انها لحظة تاريخية” بالنسبة للمنظمة التي يعود ميثاقهاالسابق الى العام 1972.
واضاف “ان هذه القمة تشكل منعطفا وحددت رؤية جديدة للعالم الاسلامي” من خلال الميثاق الجديد.
ويؤكد ميثاق المنظمة الجديد خصوصا في مواده الجديدة على تعزيز حقوق الانسان والحريات الاساسية وتعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية والسعي الى اشاعة قيم التسامح والاعتدال والتنوع ومكافحة الارهاب والاتجار في البشر وتهريب المخدرات.
كما يؤكد على التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي.
ويصبح الميثاق الجديد ساريا بعد تبنيه بغالبية ثلثي وزراء خارجية دول المنظمة وهو مفتوح للتصديق من الدول الاعضاء وفق قواعدها الدستورية.
وبدورها أدت السيدة ختو بنت البخاري حرم رئيس الجمهورية خلال وجودها في العاصمة السينغالية زيارات أمس واليوم شملت جزيرة غوري المحاذية لشواطئ العاصمة السينغالية وتفقدت معالم هذه اجزيرة رفقة فيفيان واد حرم الرئيس السينغالي والعديد من السيدات الاول في العالم الاسلامي.
ووشح عمدة الجزيرة بهذه المناسبة حرم رئيس الجمهورية بافادة اعتراف بصفتها سفيرة للسلم العالمي وحقوق الانسان.
كما حضرت السيدة ختو بنت البخاري حفل عشاء نظمته حرم الرئيس السينغالي على شرف نظيراتها تخللته وصلات موسيقية عكست مختلف جوانب الفولوكلور السينغال الى جانب عرض للازياء مثلت فيه جميع الولايات السينغالية.
وزارت حرم رئيس الجمهورية كذلك الوكالة الوطنية لكوخ الصغار التي تعنى بتربية الاطفال وتوفير الرعاية الصحية لهم من صفر الى ست سنوات برعاية حرم الرئيس السينغالي وحضرت حفل غداء أقيم بالقصر الرئاسي في السنغال.
ورافق رئيس الجمهورية في هذه الزيارة وفد ضم عددا من الوزراء والموظفين السامين في الدولة.
نواكشوط ـ وبعد عودة رئيس الجمهورية الى أرض الوطن أدلى السيد عبد الله ممادو با المستشار الناطق الرسمي باسم الرئاسة بالتصريح التالي للوكالة الموريتانية للانباء:
“تلبية لدعوة من أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة قام رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بزيارة رسمية للامارات العربية المتحدة الشقيقة أيام 10، 11 و12 مارس الجاري.
وأجرى رئيس الجمهورية خلال مقامه في أبوظبي ودبي سلسلة من اللقاءات مع أخيه وصديقه صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة تناولت مختلف أوجه العلاقات الاخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين.
واتفق الرئيسان على تعزيز تلك العلاقات وتوسيع مجالاتها لتشمل الاستثمارات الخصوصية البينية. كما التقى رئيس الجمهورية بعدد من المسؤولين السامين في دولة الامارات وعلى الخصوص الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية الاماراتي.
كما عقد رئيس الجمهورية اجتماعا مع اتحاد غرف الصناعة والتجارة بدولة الامارات قدم لهم خلاله عرضا عن فرص الاستثمار في موريتانيا والتسهيلات التي تتيحها الحكومة للمستثمرين.
ومن جهة أخرى عقد رئيس الجمهورية اجتماعا مع الجالية الموريتانية المقيمة في دولة الامارات العربية المتحدة دعاها فيه الى المشاركة الفاعلة في المجهود التنموي الجاري في البلاد ومواصلة نهج تحسين سمعة موريتانيا باحترام تقاليد وقوانين وأعراف البلد المضيف.كما استمع الى اقتراحات واستشكالات الجالية ورد عليها بصراحة ووضوح، راجيا منها المساهمة في تغيير العقليات لمواكبة متطلبات المرحلة.
وأشاد رئيس الجمهورية بالنهضة التنموية والطفرة العمرانية التي تشهدها دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة معتبرا اياها مثالا جديرا بالاقتداء.
وبعد ذلك توجه رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الى داكار للمشاركة في أشغال القمة الحادية عشرة لملوك ورؤساء دول وحكومات منظمة المؤتمر الاسلامي التي التأمت في العاصمة السينغالية يومي الخامس والسادس ربيع الاول 1429 هجرية الموافق ل 13 و ال 14 مارس 2008.
وألقى رئيس الجمهورية خطابا باسم الجمهورية الاسلامية الموريتانية ذكر فيه بالامال التي تعلقها شعوب الامة على خطة عمل منظمة المؤتمر الاسلامي الهادفة الى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الاعضاء كما أقرتها الخطة العشرية لقمة مكة الطارئة سنة 2005.
وطالب القمة باتخاذ اجراءات عاجلة لوقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني ووضع حد لما يعانيه من حصار وتجويع مستمرين. كما ندد رئيس الجمهورية بالارهاب بكافة أشكاله وصوره، رافضا ربط هذه الظاهرة المقيتة والغريبة بديننا وقيمه السمحة.
كما دان بقوة وحزم الرسوم المسيئة الى الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم أفضل مخلوق عرفته البشرية واعتبرها جرحا لمشاعر ما يزيد على مليار مسلم عبر العالم.
وعلى هامش القمة التقى رئيس الجمهورية بالعديد من نظرائه ملوك ورؤساء الدول الاسلامية واستعرض معهم آفاق التعاون الثنائي وسبل دفع العلاقات مع بلدانهم وتطويرها في مختلف المجالات”.