عقد معالي وزير البترول والمعادن والطاقة، الناطق باسم الحكومة، السيد الناني ولد اشروقة، صباح اليوم الخميس بنواكشوط، اجتماعا مع بعثة أوروبية للصناعيين والفاعلين في مجال الهيدروجين الأخضر والاستثمار، تزور موريتانيا حاليا، برئاسة سعادة السيد كويليم جونز، السفير رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بموريتانيا.
وتهدف زيارة هذه البعثة، التي تنظمها بشكل مشترك ممثلية الاتحاد الأوروبي في موريتانيا ووزارة البترول والمعادن والطاقة، على مدى يومين (25 و26 أبريل 2024)، إلى تقوية الروابط بين الشركاء والسلطات الموريتانية، بهدف تعزيز حضور الفاعلين الأوروبيين في قطاع الهيدروجين منخفض الكربون وتسريع التحول الطاقوي في موريتانيا.
وتم خلال الاجتماع مناقشة الاحتياجات في سياق تنفيذ مدونة الهيدروجين وخطة عمل خارطة الطريق لتطوير الهيدروجين منخفض الكربون.
كما ناقشت البعثة، خلال الاجتماع، سبل تعزيز حضور الفاعلين الأوروبيين من أجل تسريع التحول الطاقوي في موريتانيا.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال معالي وزير البترول، إن هذه البعثة تأتي في إطار مواصلة الجهود التنفيذية المشتركة لتعاون الحكومة الموريتانية والاتحاد الاوروبي في مجال الطاقة، وخاصة قطاع الهيدروجين، بعد أن كانت موضوع زيارة قامت بها السيدة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي لموريتانيا.
وأشار إلى أن هذه المهمة تأتي أيضا كجزء من تنفيذ مبادرة البوابة الأوروبية الكبرى التي تهدف إلى ضمان مصادر مستقرة ومستدامة للطاقة لأوروبا.
وأضاف أن موريتانيا تود أن تقدم للبعثة المزايا والمقدرات التي لم يتم استكشافها كثيرًا بالنسبة للبعض، ولكنها واعدة ومثبتة وآمنة في مجملها بفضل إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة، وأراضيها الشاسعة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وتربتها الغنية بالموارد المعدنية وموقعها الجغرافي الذي لا مثيل له.
وأضاف أن موريتانيا توفر فرصا ممتازة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسعر تنافسي، بالإضافة إلى مصادر أخرى منخفضة منتجات البصمة الكربونية مثل DRI (الحديد المخفض المباشر) والفولاذ الأخضر.
من جانبه استعرض سفير الاتحاد الأوروبي بموريتانيا، السيد جويليم جونز، القضايا المتعلقة بالهيدروجين الأخضر وإمكانيته لأن يكون أداة لتسريع التنمية، مشيدا بأهمية هذا اللقاء وبموقع موريتانيا الجغرافي، كما أكد على سعي الاتحاد الأوروبي إلى تطوير الشراكات مع موريتانيا .
وتضم البعثة قادة أوروبيين من 16 شركة تعمل في سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر وممثلي وكالات التنمية AECID، وAFD، وGIZ، ووكالة التجارة الخارجية الإيطالية والمعهد الإسباني للتجارة الخارجية وبنك الاستثمار الأوروبي والمديرية العامة للشراكات الدولية في المفوضية الأوروبية.
وتجسد هذه المهمة التاريخية الاهتمام القوي للقطاع الخاص الأوروبي بتطوير الهيدروجين منخفض الكربون ومنتجاته المشتقة في موريتانيا، مثل الأمونيا والصلب الأخضر، في الوقت الذي تسعى فيه قارة أوروبا، المستورِد الأول للطاقة في العالم، إلى تنويع مصادر إمداداتها وتعتزم إزالة الكربون من صناعتها بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية “للخطة الخضراء لأوروبا”.
وينسجم هذا الاهتمام مع طموح موريتانيا المزدوج للتموقع كقطب عالمي مستقبلي للهيدروجين الأخضر، وزيادة الولوج إلى الطاقة محليا بهدف النفاذ الشامل إلى الكهرباء في أفق 2030.
جرى الاجتماع بحضور الأمين العام لوزارة البترول، وممثلي المؤسسات والشركات والمستثمرين ومطوري المشاريع