دان أئمة وعلماء وشيوخ محاظر وحفظة قرآن موريتانيون مساء اليوم الأربعاء عملية الاعتداء التي تعرض لها سياح فرنسيون الاثنين الماضي و قتل جراءها أربعة أشخاص وجرح الخامس.
وأجمع الأئمة وشيوخ المحاظر خلال لقاء عقدوه في معهد أبن عباس للتنديد بالاعتداء على مخالفة هذه “الفعلة الشنيعة للشرع والقيم المثلى للمجتمع”.
وجدد السيد الإمام ولد تكدي، وزير العدل، وزير التوجيه الإسلامي وكالة الذي ترأس اللقاء تصميم الحكومة على مواصلة البحث عن الجناة حتى يقدموا للمحكمة وينالوا جزاءهم،مستنكرا بشدة هذه العملية ومشددا على أن الحكومة لن تتساهل في حفظ الأمن والاستقرار.
وقال الوزير أن بلادنا كانت في منأى عن مثل هذه الأعمال التي وصفها بالبشعة، مطالبا الأئمة والعلماء وقادة الرأي الوطني بالتصدي لهذه الظاهرة من خلال إشاعة فكر وسطي إسلامي يبتعد عن الغلو والتطرف ونشره في أوساط الرأي العام وخاصة بين صفوف الشباب.
واستعرض الوزير المواثيق والعهود التي أقرتها الشريعة الإسلامية والمحرمة لدم غير المسلم المستأمن من طرف الدولة الإسلامية،مذكرا بقيم التسامح والسلم التي يتحلى بها الشعب الموريتاني والتي تنبذ العنف والتطرف.
وتطرق العلامة حمدا ولد التاه الامين العام لرابطة الأئمة والعلماء إلى جملة من المسلمات الشرعية إلى تحرم مثل هذه الأعمال، مشيرا إلى أن ولاة الأمر في البلد منتخبون من طرف الشعب وما يترتب على ذلك من وجوب احترام كل ما تبرمه هذه السلطة من عهود ومواثيق تصب في المصلحة العامة.
وبين الامين العام أن قرارات ولي الأمر الشرعي تلزم عامة المسلمين،مؤكدا أن ذلك يجد مسوغه وتأصيله فى الشرع الإسلامي من خلال ما يعرف في الفقه الإسلامي بتقدير الحاكم،الذى يتمتع به ولى الأمر ولا يجوز الخروج عليه.
وقال حمدا أن مثل هذه العملية مجلبة للضرر ومن شأنها المساس بشرف بلادنا وسيادتها ،علاوة على كونها تمثل تهديدا للأمن والاستقرار في حالة تكرر حصولها.
وأكد العلامة حمدا على أهمية التحكم في العواطف الدينية التي لا تخضع للضوابط الشرعية المنصوص عليها في الإسلام،مضيفا أن أية عاطفة دينية لا تخضع لهذه الضوابط تعتبر ضلالة كما ورد في أصول الشريعة الإسلامية.
ومن جانبه شجب السيد محمد لحبيب ولد أحمد باسم روابط العلماء والأئمة وحفظة القرآن العملية،التي قال انها لا يمكن أن تصدر إلا عن جهل أو عمالة، مطالبا بالوقوف في وجه كل من يثير البلبلة ويحاول المساس بأمن الوطن أو يشوه سمعته.
وأعرب الشيخ عن إدانته الشديدة لكل أنواع التطرف وكل أشكال الفساد في الأرض، داعيا إلى ترسيخ قيم التسامح ومنبها إلى أهمية دور العلماء والخطباء وكل قادة التوجيه والراى في اجتثاث ظاهرة الغلو والتطرف.
و اعتبر فضيلة الشيخ احمد ولد لمرابط العملية جريمة “نكراء”،مبينا براءة الشرع منها وكونها خرقت كل أصول وقواعد الشريعة الإسلامية،إضافة إلى انتهاكها للحرمات ومناقضتها لأوامر الله تعالى.
وطالب الشيخ بتضافر الجهود من أجل مواجهة مثل هذه الأعمال بكل الوسائل لدفع ضررها واقتلاع جذورها.
وبدوره عبر فضيلة الشيخ بال محمد البشير عن شجبه وتنديده بالعملية التي وصفها بالخطيرة،مطالبا بعدم التسامح مع منفذيها وتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا جزاء فعلتهم.
وقال الشيخ أن بلادنا كانت بمنأى عن مثل هذه الظواهر،حيث عرفت بالتسامح والوسطية والانفتاح، مضيفا أن مرتكبي العملية يحاولون من خلال تصرفاتهم الشاذة إشاعة الفساد البلاد.