بدأت أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم المباحثات الموريتانية ـ السودانية حيث ترأس السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية الجانب الموريتاني فيما ترأس الجانب السوداني الفريق عمر أحمد حسن البشير رئيس جمهورية السودان.
وأكد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية خلال هذه المباحثات، متانة العلاقات الثنائية، مشيدا بالانجازات التي حققها السودان المتمثلة في تحقيق السلام الشامل وإقامة مشروعات التنمية الكبري.
ودعا إلى ضرورة تقوية آليات التعاون بين نواكشوط والخرطوم ورحب بنتائج اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة الأخيرة .
وأوضح أن موريتانيا تسعى لبناء شراكة شاملة مع السودان وأن البلدين يمثلان جسرا ممتدا بين إفريقيا والعالم العربي، وعبر عن أمله في مواصلة التشاور لخدمة الشعبين الشقيقين.
وقال السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أن الحفاوة التي لقيها في السودان والوفد المرافق له وهو يزور السودان لأول مرة، تعكس عمق وثراء علاقات البلدين، مستذكرا التاريخ العريق الذي صنعه الموريتانيون والسودانيون معا.
وأضاف أن السودان ظل دائما في ذاكرة الشناقطة وهم في طريقهم إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج تاركين آثارا تشع علما ومعرفة.
وأكد دعم موريتانيا لوحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه ومصالحة أبنائه، مبرزا أن علاقات البلدين تجاوزت عوائق الجغرافيا عبر لحمة التاريخ المشع بالأمجاد المرتبطة بجسور التواصل والأخوة تلك الروابط التي تدفع البلدين إلى بناء علاقات شراكة وتعزيز التعاون بينهما وتوطيده.
وقال أن عوامل الدين والثقافة والجغرافيا تؤطر لوجود علاقات حقيقية يريدها الجانبان نموذجية في العالم العربي وإفريقيا.
وأكد رئيس الجمهورية على تطابق وجهات نظر البلدين خصوصا فيما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي والسعي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحرير الأراضي العربية المحتلة إضافة إلى استعادة العراق لمكانته في العالم وتفعيل الاتحاد الإفريقي سبيلا لبناء إفريقيا أكثر عدالة خالية من المرض والجهل والتهميش.
وتمنى السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في ختام كلمته أن تكون هذه الزيارة فاتحة عهد جديد في علاقات البلدين.
وبدوره أكد الفريق عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية أن الخرطوم ونواكشوط تربطهما أواصر الإخاء ووشائج القربى، مبينا أن العلاقات بين البلدين تعود لعهود بعيدة منذ هجرة علماء الشناقطة عبر السودان للأراضي المقدسة.
وأشار الرئيس البشير إلى نتائج أعمال اللجنة الوزارية المشتركة في دورتها الأولى التي انعقدت بالخرطوم مبينا أنها أول لجنة تعقدها موريتانيا منذ تولي الرئيس السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مقاليد الحكم في موريتانيا.
وأضاف الرئيس السوداني أن المباحثات بين الجانبين، ستشهد توقيع العديد من الإتفاقيات تشمل منع الازدواج الضريبي والتعاون في مجال الموانيء البحرية ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الفني بين وزارة الاستثمار السودانية والمندوبية العامة لترقية الاستثمار في موريتانيا إلى جانب مشروع اتفاقية تعاون في النهوض بالمرأة والأسرة والطفل وأخرى في مجال الشباب والرياضة.
وامتدح الفريق البشير الانتخابات التي جرت بموريتانيا وقال أنها كانت نزيهة وشفافة بشهادة المحافل الإقليمية والدولية مبينا أنها تمثل نموذجا يحتذى به في مسيرة العمل السياسي بالقارة الإفريقية.