AMI

رئيس الجمهورية يفتتح الأيام الوطنية للتشاور والتعبئة حول عودة اللاجئين

ترأس السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية صباح اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط، حفل افتتاح الأيام الوطنية للتشاور والتعبئة حول عودة اللاجئين الموريتانيين من السينغال ومالي وتسوية الارث الانساني.
وأكد السيد رئيس الجمهورية ان هدف عقد هذه الايام، هو تعزيز الاجماع الذي تحقق والاتفاق على حزمة من الاجراءات الضرورية لتنظيم عمليات عودة اللاجئين الموريتانيين من السينغال ومالي وتسوية ملف الارث الانساني.
وأضاف انه يراهن في ذلك على الحس الوطني لكل الموريتانيين وعلى دعم اصدقاء البلاد واشقائها وحسن تعاونهم فيما تسعى اليه موريتانيا من ترتيب عودة كريمة الى الديار ومن ادماج العائدين ومن حولهم في الحياة النشطة المنتجة.
وقال “لن نتوانى بحول الله عن دراسة مسألة المسفرين لمعرفة ما انجز في الماضي وما يمكن ان ينجز في المستقبل لصالح هؤلاء المواطنين”.
وفيما يلي نص خطاب السيد رئيس الجمهورية: الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

السيد الوزير الأول؛
السادة الوزراء الأولون؛
السيد رئيس مجلس الشيوخ؛
السيد رئيس الجمعية الوطنية؛
السيد زعيم المعارضة الديمقراطية؛
السيدات والسادة الوزراء؛
السيد ممثل المفوضية السامية للاجئين
السيدات والسادة أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلو المنظمات الدولية؛
السيدات والسادة المدعوون؛
السيدات والسادة المشاركون؛
يسرني أن أشرف اليوم على افتتاح الأيام التشاورية والتعبوية حول الإجراءات التنظيمية والتنفيذية لعودة ودمج مواطنينا اللاجئين وتسوية ملف الإرث الإنساني. وهي ـ كما لا يخفى عليكم ـ أيام تمثل محطة حاسمة على طريق الوفاء بالوعد الذي قطعته على نفسي أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، وأكدته في خطاب التكليف الذي وجهته إلى الوزير الأول، وكان محورا بارزا في خطاب السياسة العامة الذي عرضه الوزير الأول أمام البرلمان، ذلك الوعد الذي أفردت له خطابا خاصا توجهت به إلى الشعب يوم 29 يونيو 2007.
لقد وعدت ـ وأرجو من الله التوفيق في إنجاز وعدي ـ بترتيب عودة اللاجئين الموريتانيين في السنغال ومالي إلى وطنهم معززين مكرمين، وتسوية ملف الإرث الإنساني، بما يقوي اللحمة الاجتماعية ويوطد الوحدة الوطنية، في كنف المساواة والعدل، ووفقا لما تمليه علينا قيمنا الدينية وأعرافنا الحميدة.
وسعيا إلى إنجاز هذا الوعد، بادرنا بعيد تشكيل الحكومة بإنشاء لجنة وزارية، أطلقت، على مدى الشهور الماضية، مسارا تشاوريا واسع النطاق شمل غرفتي البرلمان وجميع قوانا السياسية والمجتمعية، وامتد إلى المواطنين العاديين في بلادنا وخارجها، بما في ذلك المعنيون مباشرة.. كما امتد إلى الجارتين الشقيقتين السنغال ومالي وإلى المفوضية السامية للاجئين.
ولقد مكنت هذه المشاورات من خلق مناخ ملائم، يطبعه إجماع الموريتانيين، على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والسياسية على تزكية الخيار الذي تـبـنـيناه، خيار لـم الشمل، وإحقاق الحق، وتدعيم الوحدة الوطنية. كما مكنت من التفاهم مع شركائنا على الأطر التمهيدية لعودة اللاجئين، وهو تفاهم كرسناه، يوم 12 نوفمبر الجاري، بتوقيع اتفاقية مع كل من السنغال والمفوضية السامية للاجئين. وأود في هذا المقام، أن أتوجه بالشكر الخالص إلى كل من السنغال ومالي والمفوضية السامية للاجئين وإلى كل شركائنا الذين آزرونا، أو أعلنوا استعدادهم لمؤازرتنا فيما نحن بصدده.
أيها السادة والسيدات
لقد أردنا بعقد هذه الأيام التشاورية أن نعزز الإجماع الذي حققناه، وأن نتفق على حزمة من الإجراءات الضرورية لتنظيم عمليات العودة وتصفية ملف الإرث الإنساني. ونحن نراهن في ذلك على الحس الوطني لكل الموريتانيين، وعلى دعم أشقائنا وأصدقائنا وحسن تعاونهم معنا فيما نسعى إليه من ترتيب العودة الكريمة إلى الديار، ومن إدماج العائدين ومن حولهم في الحياة النشطة المنتجة.
إن حل المشكلة الموروثة لا ينحصر في فتح باب العودة، بل يتعدى ذلك إلى ضمان العيش الكريم. وفي هذا الصدد، ستتعزز عملية العودة إلى الوطن بصياغة برنامج وطني يهتم باستصلاح الأرض، ودعم الزراعة والتنمية الحيوانية، وتأمين فرص العمل والنشاطات المدرة للدخل، وتوفير البنى التحتية الأساسية، خاصة ما يتصل منها بالمياه والتعليم والصحة. وسيعرض هذا البرنامج على المجموعة الاستشارية للممولين في بداية الشهر القادم، وعلى كل شركائنا وأشقائنا وأصدقائنا المهتمين. وسيندرج هذا البرنامج ضمن خطة شاملة تستهدف الرفع من مستوى معيشة المواطنين في كل ولايات الوطن، وتسعى إلى خلق المزيد من أقطاب التنمية في وطننا، على غرار ما أعلنـاه مؤخرا في نواذيبو.
أيها السادة والسيدات..
إن عزمنا الأكيد على فتح باب العودة الكريمة لمواطنينا وتسوية تبعات الإرث الإنساني لا يعني ، كما قد يتوهمه البعض ، إيثارا لبعض مواطنينا على بعض، بل إن آلام الجميع هي آلامنا، وحقوق الجميع محل اهتمامنا وعنايتنا، فنحن جسد واحد.. لكن من الحكمة أن نرتب الأولويات، وأن نبدأ برفع الظلم عن من وقع عليهم الظلم من قبل دولتهم، وأن نخلق مناخا يعيننا على التصدي لجميع مشاكلنا بمزيد من الوحدة والقوة والاقتدار. ونحن فيما نسعى إليه، لا نريد أن ننكأ الجراح بل نريد أن نضمدها، ولا نريد أن نصفي الحسابات بل نريد أن نرفع المظالم ونؤلف القلوب، ولا نريد أن ننبش الماضي ونتـتـبـع العورات، بل نريد أن نصون الحاضر ونؤمن المستقبل.
هذا ولن نتوانى بحول الله عن دراسة مسألة المسفرين لمعرفة ما أنجز في الماضي و ما يمكن إنجازه في المستقبل لصالح هؤلاء المواطنين.
ونحن واعون كل الوعي بأن نجاحنا في مسعانا للم الشمل وطي الماضي رهن بمدى انخراطكم جميعا فيه، وبمدى استعدادكم للمساهمة في بناء موريتانيا جديدة، موريتانيا متلاحمة متراحمة، متشبثة بقيمها، متمسكة بهويتها، متصالحة مع ذاتها، منفتحة على محيطها وعلى عصرها.. موريتانيا قادرة على خلق المعجزات، في مسارها الديمقراطي، وفي جرأتها على مراجعة أخطائها وتصحيحها، وفي قدرتها على الصفح والتجاوز، وفي انتهاجها سنة الحوار البناء، واحترامها للرأي والرأي الآخر، وتغليبها المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة الآنية.. موريتانيا التي نريدها حمى منيعا وكنفا أمينا لكل أبنائها.. موريتانيا التي نريدها وطنا يعتز أبناؤه، كل أبنائه، بالانتماء إليه.
تلك هي أحلامنا لهذا الوطن العزيز، وهي لا شك أحلامكم جميعا، فلتجعلوا من هذه الأيام فرصة ثمينة لسلوك الطريق الذي يؤدي بنا إلى تحقيق هذه الأحلام.
بذلكم، أيها السادة والسيدات، أعلن افتتاح ملتقاكم هذا متمنيا لكم التوفيق والنجاح…
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد