أكد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية أن مباحثاته مع نظيره الألماني هورست كولر تركزت، بين أمور أخرى، حول مشاكل الإرهاب والمخدرات والهجرة السرية.
وأوضح رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الألماني مساء اليوم الأربعاء بالقصر الرئاسي في نواكشوط، أن هذه القضايا مترابطة، وأن مشكلة الهجرة السرية تعني الكثير من البلدان باعتبارها مسألة افريقية-اوروبية.
وأضاف السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في هذا الصدد أن موريتانيا بلد عبور وليست دولة مصدرة للهجرة، وابرز أن هناك حاجة للتعاون في هذا المجال ليس فقط من أجل إعادة المهاجرين إلى بلدان المنشأ أو الانطلاق وإنما من أجل معالجة أسباب هذه الظاهرة.
وأكد رئيس الجمهورية أن موريتانيا بلد مسالم وليست مصدر للإرهاب واستدل على ذلك بأحداث الثامن من يونيو 2003 حيث غاب الأمن مدة 36 ساعة ورغم ذلك، يضيف رئيس الجمهورية، لم يعتدي على أحد خلال هذه الفترة ولم يلحق أذى بأي سفارة نظرا للطبيعة المسالمة للمجتمع الموريتاني..
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة تبادل المعلومات وتكثيف التعاون متعدد الأطراف لمواجهة هذه الظاهرة لان الإرهاب يمكن أن يعبر إلينا في أي وقت من جهات أخرى.
وبخصوص المخدرات، أوضح رئيس الجمهورية ان موريتانيا دولة عبور للمخدرات خاصة من جنوب أمريكا ومن بلدان أخرى حيث تمت مصادرة كميات كبيرة من هذه المادة في الأشهر الأخيرة.
وأشار إلى أن ذلك لا يعني أن المخدرات لم تكن في البلاد سابقا لكن الجهود التي تقوم بها الدولة لمواجهتها حققت نتائج ملموسة.
وردا على سؤال حول قدرات الشرطة الوطنية، قال رئيس الجمهورية أن هذا القطاع يحتاج إلى مزيد من التأهيل والتأطير لتطوير قدراته، وان الحكومة تعمل بصدد ذلك وتبذل جهودا كبيرة لتحقيقه.
وأضاف رئيس الجمهورية أن الذي يهدد الديمقراطية في هذا البلد هو الفقر، مبرزا أن الديمقراطية والفقر ضدان لا يتعايشان أبدا.
وأوضح أن الديمقراطية تقوم على محورين أولهما الانجاز الذي حققته البلاد وهو إرساء مؤسسات ديمقراطية عبر انتخابات شفافة، والثاني تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
وأضاف أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها موريتانيا ناتجة عن ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية للمواطنين مؤكدا انه مطلع على ذلك ويتألم له أكثر من الذين يدعون التألم له.
وقال السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أن الدولة بصدد معالجة هذا الأمر، وان من يمتلك أدنى مستوى من المسؤولية يعرف حدود الممكن وهو ما قال إن الطبقة السياسية الموريتانية تتجاهله للأسف الشديد.
من جانب آخر شكر الرئيس الألماني هورست كولر رئيس الجمهورية على حرارة الاستقبال الذي خصص له.
وأشار الرئيس كولر إلى أن زيارته لموريتانيا تدخل في إطار تعزيز وتقوية علاقات التعاون بين البلدين، مبرزا أن الجمهورية الألمانية تتابع باهتمام بالغ ما يدور في موريتانيا.
وأضاف أن المانيا تقوم الآن بمراجعة تعاونها الدولي وأن موريتانيا تحتل موقعا جيدا في رؤية التعاون الجديد.
وذكر الرئيس هورست كولر أن بلاده تقوم خارج الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالتدخل في التسيير المستديم لقطاع الصيد وكذلك الرقابة البحرية.
وقال إن التعاون في هذا المجال سيتركز على إنشاء صندوق للصيد وإقامة مصانع لمعالجة الموارد البحرية.
وفي حديث عن البيئة والطاقة المتجددة أشار السيد كولر أنه من الضروري اتخاذ إجراءات استعجاليه للحد من الانحباس الحراري وللوصول إلى ذلك يرى، هورست كولر، أن على الدول المتقدمة إعطاء المثال الأحسن.
أما بخصوص الفقر فيرى الرئيس الألماني أن مثالية الديمقراطية الموريتانية ستظل عاملا حاسما للقضاء على هذه الظاهرة، مضيفا أن موريتانيا تتعرض لانعكاسات الأوضاع التي يشهدها الشمال الإفريقي.
وخلص إلى أن محاربة الفقر هي أهم مجال يشمله التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي وإفريقيا الشمالية.
الموضوع السابق