AMI

رئيس الجمهورية ينظم حفل عشاء على شرف الرئيس الألماني وحرمه

أقام السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية مساء اليوم الأربعاء بالقصر الرئاسي في نواكشوط حفل عشاء فاخر على شرف رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية السيد هورست كولر وحرمه.
والقى الرئيس الألماني خطابا بهذه المناسبة قال فيه:
“إننا نعيش اليوم حدثا استثنائيا في تاريخ بلدينا، ويغمرني الفرح أن أكون أول رئيس ألماني يحل ضيفا في موريتانيا منذ أربعين عاما.
لقد واكبت ألمانيا موريتانيا في أيام اليسر والعسر وستبقى إلى جانبها كصديقة وشريكة في مجال التنمية خاصة في هذه المرحلة المهمة من تاريخها.
ولم تكن هذه الزيارة متأتية قبل سنتين، حيث لم يكن بوسع أي أحد أن يتنبأ بما سيؤول إليه الوضع في بلدكم بعد سقوط النظام في تلك الفترة.
وقد تبددت شكوك الذين لم يثقوا، بداية، في نوايا العسكر، عندما نظم هؤلاء مسلسلا ديمقراطيا على جميع الأصعدة، خلال فترة انتقالية محددة وانسحبوا من السلطة.
وقد أخذت السلطات الانتقالية الوعود التي قطعتها على نفسها مأخذ الجد، من خلال تنظيم استفتاء على دستور معدل في سنة 2006 وتنظيم انتخابات برلمانية وبلدية.
وأود أن أقول في هذا الصدد، أن دعم ألمانيا في مجال الانتخابات والبرلمان كان قويا، وان الشعب الموريتاني أكد من خلال مشاركته في هذه الانتخابات انه يرغب في عهد سياسي جديد.
وقد اكتمل المسلسل الديمقراطي بانتخابكم،السيد الرئيس وتشكيل الحكومة حيث عرفت موريتانيا للمرة الأولى في تاريخها تناوبا ديمقراطيا شرعيا على السلطة يعتز به الموريتانيون، ونحن في ألمانيا مسرورون جدا للوقوف بجانبكم.
وقد ساق الفيلسوف الألماني “كارل جاسبير” مقولته الشهيرة ومفادها أن “الديمقراطية كنظام سياسي بعيدة من ضمان الديمقراطية كفكرة”.
فعندما تكون الديمقراطية كفكرة راسخة في أذهان الرجال، لا يمكن ان تستمر العودة للأشكال السلطوية من الحكم وان الرغبة في الحرية والعدالة مسألة عالمية.
وقد شكل استصدار قانون لتجريم ومعاقبة الاسترقاق فرصة للبرلمان الموريتاني لمناقشة قضية مهمة تمس السياسة وحقوق الإنسان، كما ترجمت المصادقة بالإجماع على هذا القانون،الإرادة السياسية القوية لبلدكم في احترام قواعد المساواة في الحقوق لجميع المواطنين، وهو ما تأكد في إرساء استقلالية العدالة، والتي نالت إعجاب الألمان مثلما ناله قراركم بضمان عودة كريمة للاجئين اثر النزاع مع السنغال، حيث عانى آلاف جراءه من الظلم والأبعاد.
أن ألمانيا تقدر كثيرا جهودكم في تسوية تجاوزات الماضي من أجل ضمان المصالحة الوطنية وهو ما من شأنه أن يجعل موريتانيا مثالا يحتذى لكثير من المجتمعات، كما نساند وضع قراركم موضع التنفيذ.
أن اهتمام المواطنين بدولتهم نابع من ثقتهم في مؤسساتها وان أي لقاء مع مسؤول في أي دولة يشكل اختبارا لمدى ديمقراطيتها وتكبر ثقة المواطنين كلما تمت معاملتهم بعدالة.
وتشكل حرية واستقلالية وسائل الإعلام أحد أهم مرتكزات الديمقراطية الحقيقية حيث يتأتى للرأي العام من خلال وسائل الإعلام مراقبة عمل الحكومة والإدارة في حالة الرشوة وقصور الأداء حيث من السهل على الصحافي أكثر من الإنسان العادي أن يكتشف الخلل.
ويغمرني الفرح أن تكون هذه الحرية ليست مقتصرة على موريتانيا وحدها بل فريدة في العالم العربي.
وتنتهج موريتانيا بكل جدية مبدأ الشفافية في مجالات أخرى، ويشكل انضمامها الى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية ونشرها لمداخيلها البترولية وتقرير مستقبل قطاعها المعدني على الانترنيت دليلا على ذلك”.
وأشار الرئيس الألماني إلى أن المصايد البحرية الموريتانية التي تمثل جانبا معتبرا من الثروة الوطنية وهي من أغنى الثروات في العالم قد تتأثر بسبب الصيد المفرط وعدم عقلنة استغلالها وانه للحفاظ على هذه الثروة للأجيال القادمة يتعين وضع إستراتيجية لتسييرها بشكل مستديم.
وقال “أن موريتانيا لا تتحمل المسؤولية وحدها ويتعين على الدول الأخرى أن تتحلى بقدر من المصداقية في هذا المجال، حيث لا ينبغي أن تطبق ازدواجية المعايير في التعامل مع الدول النامية وان ألمانيا ستواصل دعم موريتانيا في وضع هذه الإستراتيجية وفي الرقابة الملموسة للمصادر البحرية.
وينتظر السكان الكثير من الديمقراطية على صعيد التنمية الاقتصادية حيث تضاعف سكان مدينة نواكشوط عشرين مرة عن مستواهم سنة 1970 وهم بحاجة إلى التموين والمستشفيات والمدارس، وهو ما يعتبر التكوين الملائم للشباب الموريتاني وحده ضمانا لبلوغه.
ان العمل يعطي آفاقا جديدة للإنسان ومن شأن الديمقراطية خلق ظروف عامة للاستقرار، دون تحقيق للمعجزات، عبر عون الدول المانحة وعائدات البترول.
ويتعين على الدول المانحة في الشمال،الالتزام بخلق ظروف منصفة للتجارة مع دول مثل موريتانيا التي يمكنها بإتباع سياسة اقتصادية حازمة ومعقلنة لثرواتها وضع اقتصاد تحويلي يخلق قيمة مضافة وفرص عمل وهو ما يتطلب السرعة وضخ استثمارات،خاصة وأن الشعب الموريتاني استطاع الصمود في محيط قاس ولا يمكن إلا أن يرفع التحديات.
وعندما أرى هذا المكان الجميل الذي ينتظم فيه هذا الحفل، اعتقد أن الضيوف الألمان بإمكانهم أن يتعلموا الكثير من الثقافة الموريتانية الرحالة”.
وقال “اسمحوا لي أن ادعوكم لرفع الكؤوس من أجل صحة رئيس الجمهورية وحرمه وصحة الشعب الموريتاني والصداقة الموريتانية الألمانية التي لايخامرني شك في أنها ستتعمق باستمرار”.
وحضر الحفل الوزير الأول السيد الزين ولد زيدان والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية السيد يحي ولد أحمد الواقف ورئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية وزعيم المعارضة الديمقراطية وأعضاء الحكومة والشخصيات السامية في الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد