أعاد تدشين شارع نيلسون مانديلا بالعاصمة نواكشوط أمس الى الأذهان ما قامت به موريتانيا مبكرا من مساندة لأهداف المؤتمر الوطني الافريقي لمقاومة الفصل العنصري ودعمها لشرعية أهداف المؤتمر لدى المنظمات شبه الإقليمية والدولية .
ويشكل تدشين شارع مانديلا في نواكشوط الذي أشرف عليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مرفوقا بكل من الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي ورئيس جنوب افريقيا، بالنسبة للكثيرين حدثا بارزا لتزامنه مع حدثين هامين مثل اولهما احتضان البلاد للدورة ال ٣١للقمة الافريقية ومثل الثاني مصادفة العام 2018 لمئوية الراحل .
وفي استطلاع لمندوب الوكالة الموريتانية للأنباء للآراء بشأن هذا الحدث أوضح السيد محمد فال ولد عمير المدير الناشر لجريدة” لاتربين ” الناطقة بالفرنسية أن تسمية شارع في نواكشوط باسم مانديلا يمثل استحضارا للدور الريادي الذي لعبته موريتانيا في مكافحة الميز العنصري في جنوب افريقيا ومحاولة لاسترجاع حضورها الفاعل في العمل الافريقي ووفاء لانسان يستحق الوفاء.
ومن جانبه أكد الخبير في الشؤون الافريقية السيد إسماعيل ولد الشيخ سيديا أن تخليد مئوية الراحل نيلسون مانديلا على أنغام أغنية الراحلة ديمي يمثل تصالحا لموريتانيا الجديدة مع موريتانيا القديمة من جهة ودليل قاطع على أهمية نضالات مانديلا لأكثر من عقدين من الزمن في سجون الاحتلال العنصري .
وقال ان تسمية الشوارع الموريتانية باسماء شخصيات اجتماعية افريقية هو بحد ذاته عناق مع النفس الافريقي المتصاعد في الاعتماد على الذات والوجدان الافريقي.
وبدوره أوضح السيد المختار الشبيه مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في موريتانيا ان شارع مانديلا في نواكشوط يمثل إعادة لقراءة التاريخ بنفس افريقي يمجد الحرية ويعكس طبع الموريتانيين في التعلق بها وتقديم النصرة للأشقاء الأفارقة والوقوف مع الإنسانية في محنتها.
واضاف أن وجود اسم مانديلا على شارع بنواكشوط يحمل دلالة رمزية خاصة مفادها أن موريتانيا مثلت وتمثل فضاء لتلاقي العرب والأفارقة على قيم الإنسانية والحرية.
هذا وقد ولد الراحل نيلسون مانديلا في العام ١٩١٨ وتابع دراسته في القانون واطلع مبكرا على الفصل العنصري ضد السود وانضم إلى المؤتمر الوطني الافريقي الذي تم حظره بعد مذبحة شاربفيل في مارس ١٩٦٠.
قرر مانديلا متابعة النضال السري ونظم عمليات مقاومة واضطرابات شاملة لإذكاء التمرد لكنه سجن سنة ١٩٦٢’وظل في السجن ٢٧ عاما حتى أطلق سراحه في ١١فبرائر ١٩٩٠.
واعتمادا على فكر يطبعه التسامح أيد مانديلا المصالحة والحوار وأصبح رئيسا للمؤتمر الوطني وعمل مع الرئيس ديكليرك على انهاء نظام لابارتايد حيث حصل الرجلان على جائزة نوبل للسلام سنة ١٩٩٣ كما اتفقا على حكومة متعددة الأعراق أعطت اول انتخابات في اعقابها الرئاسة لمانديلا.
ترك المهام لخلفه تابومبكى بعدما وضع سياسة مصالحة وطنية وانخرط مانديلا بعد ذلك في مناهضة الفقر والسيدا في افريقيا حيث تدهورت صحته و توفي ٢٠١٣عن عمر يناهز ٩٥ عاما.
تقرير/المختار الطالب النافع