رئيس الدولة: قررنا زيادة رواتب كافة عمال الدولة بنسبة 50% ابتداء من فاتح ينايرالقادم و20% للمتقاعدين
توجه العقيد اعل ولد محمد فال، رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية،رئيس الدولة اليوم الاثنين الى الأمة بخطاب هام، بمناسبة الذكرى ال:46 لعيد الاستقلال الوطني.
وفيما يلي نص الخطاب:
” بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
مواطني الاعزاء،
تحتفل بلادنا غدا بالذكرى السادسة والاربعين لعيد الاستقلال الوطني.
وبهذه المناسبة السعيدة أتوجه الى كافة أفراد الشعب الموريتاني بأحر التهانئ،
متمنيا للجميع عيدا سعيدا، وراجيا من الله العلي القدير أن تجتاز بلادنا بنجاح هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها وأن نحقق الأهداف الوطنية الكبرى التي رسمناها معا غداة تغيير الثالث من اغشت 2005.
مواطني الأعزاء،
إن المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية استجابة لنداء الواجب الوطني، وطبقا لروح الأيام الوطنية للتشاور، أخذ على عاتقه مسؤولية جسيمة، بأن يمكن الشعب الموريتاني من التحكم في مصيره واختيار من يمثلونه بصورة عادلة، عن طريق انتخابات حرة، نزيهة وشفافة، من أجل بناء دولة قانون، ديمقراطية، مستقرة ومزدهرة.
مواطني الأعزاء،
إنكم تدركون لا محالة أن الكثير قد تحقق ولله الحمد خلال الفترة المنصرمة:
– فعلى المستوى السياسي والمؤسسي: تم تنظيم إحصاء إداري ذي طابع إنتخابي، مكن من اعداد لائحة انتخابية دقيقة ومرضية للجميع، وأنشئت لجنة وطنية مستقلة للانتخابات، تم اختيار أعضائها عن طريق التشاور بين السلطة الوطنية وكافة الفاعلين السياسيين.
وتمت مراجعة الدستور لضمان التناوب السلمي على السلطة، وصادق عليه الشعب الموريتاني في استفتاء أشاد به الجميع.
كما جرت المصادقة على قانون اصلاح العدالة وقانون حرية الصحافة وأنشئت هيئة مستقلة عليا للصحافة والسمعيات البصرية ولجنة وطنية لحقوق الإنسان.
وتمت مراجعة القوانين الانتخابية وأقر قانون جديد يضمن تخصيص نسبة (20%) من المجالس البلدية والنيابية للمرأة.
وفي الاسبوع الماضي أجريت الانتخابات البلدية والانتخابات التشريعية في شوطها الأول في جو من الحرية والشفافية والتنافس الإيجابي نال رضى المشاركين واعجاب المراقبين.
– وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي: مكن انتهاج سياسة الحكم الرشيد من عقلنة التسيير، وترشيد الانفاق، وتعزيز قيمة العملة الوطنية، وإلغاء المديونية، ومراجعة الاتفاقيات المجحفة، واستعادة ثقة الممولين والشركاء.
وقد أدت هذه العوامل مجتمعة الى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
– وعلى المستوى الخارجي: استعادت الجمهورية الاسلامية الموريتانية مكانتها الطبيعية في محيطها العربي والافريقي بعد تنقية الأجواء، كما استعادت حضورها البارز على المستوى الدولي وأصبحت محل اهتمام وتقدير في سائر المحافل الدولية.
مواطني الأعزاء،
لقد أنجزنا جميعا عملا عظيما خلال فترة وجيزة وخطونا، خطوات كبيرة على طريق الديمقراطية الحقة والعدالة والتسيير الحكيم والمعقلن،مبرزين قدرة بلدنا وشعبنا على أخذ زمام المبادرة والسير بحزم وثبات على درب العصرنة والتقدم.
وكلي ثقة في مستوى الوعي لدى الشعب الموريتاني، وأنا على يقين من أن ما تبقى من برنامج المرحلة الانتقالية سيكتمل ان شاء الله بروح المسؤولية نفسها التي ميزت مسارنا حتى الآن.
مواطني الأعزاء،
لقد قررنا زيادة رواتب كافة عمال الدولة بنسبة 50% ابتداء من فاتح يناير 2007 و20% للمتقاعدين على أساس مستوى الراتب في 31 دجمبر 2005.
كما قررنا توسيع خدمات الصندوق الوطني للتأمين الصحي لتشمل كافة عمال الدولة والمتقاعدين والبرلمانيين وأسرهم ابتداءا من التاريخ نفسه.
وسنواصل بحول الله السعي الجاد لتخفيض اسعار المواد الأساسية كلما أمكن ذلك، كما حصل مؤخرا بالنسبة لأسعار المحروقات.
وفي الأخير، وتجسيدا لروح التسامح التي تعتبر عنوانا للمرحلة الانتقالية، فإن اجراءات عفو عن الوقائع المنسوبة لمرتكبي جريمة المساس بأمن الدولة عن طريق التآمر على النظام الدستوري، ستتم قريبا.
وإنني لعلى قناعة تامة من أن مستقبلنا واعد وأن شعبنا العظيم سيصون كل هذه المكتسبات ويواصل بخطى ثابتة مسيرته المظفرة من اجل موريتانيا حرة موحدة ومزدهرة.
وفقنا الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”