AMI

الآباء قدوة النشء

وينشأ ناشئ الفتيان فينا

على ما كان عوده أبوه

بيت عربي قديم سائر على الألسن.. مثل خلاصة تجربة أمة في تربية النشء، مذكرا الجمهور بالعلاقة السببية والتأثير التلازمي بين: سلوك المربي الأول “الأب” من جهة، وسلوك من اتخذوا منه قدوة تقتفى ومثالا يحتذى.. و ملهما يتبع، ألا وهم أبناؤه.

البيت المذكور الذي تناقله الرواة، لم يكن في الأصل بيتا يتيما كما قد يتصور بعض المتلقين. بل كان الخامس رتبة، ضمن مقطوعة امتطت البحر الوافر، وجاءت مضامينها علي شكل حوار دار بين شخصية ” الأب” التي يمثلها طائر ” الطاووس” و شخصية الأطفال التي يمثلها” أبناؤه”.

مشى الطاووس يوما باختيال

فقلد شكل مشيته بنوه

فقال علام تختالون؟ قالـوا

بدأت به ونحن مقلدوه

فخالف سيرك المعوج واعدل

فإنا ـ إن عدلت ـ معدلوه

أما تدري أبانا، كل فرع

يجاري بالخطى من أدبوه

وينشأ ناشئ الفتيان فينا

على ما كان عوده أبوه

المقطوعة عكست.. أسلوبا معتمدا.. ووسيلة متبعة في ثقافتنا العربية الإسلامية ، اتخذ من أنسنة الطبيعة وقصص الحيوانات أنجع وسيلة لتبليغ المضمون.. و مشيرة في الوقت ذاته إلى أن للتربية دورا محوريا في توجيه بوصلة النشء حتى نضمن خيرهم.. و نؤمن شرهم.
ما يتطلب من الإباء في كل مكان اتخاذ الحيطة، ولزوم الحذر حتى لا يذهب أطفالهم ضحايا إهمال آباء و أمهات وربما ضحايا مجتمع بأسره.

علي كل أب موريتاني مهتم بالتربية أن يستلهم المعنى المقصود.. و يتخذ من تصرفاته اليومية ممارسات سلوكية ايجابية .. يتعلم منها النشء العادات ، باعتبار ذلك حقا مكفولا.. تنزل ضمن واجبات كبار، تجاه فلذات الأكباد.

بقلم: فاطمة السالمة بنت محمد المصطفى

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد