تشكل صناعة شباك الصيد بمختلف أنواعه حرفة رائجة يمتهنها بعض المواطنين في نواذيبو لتوفير قوتهم اليومي وذلك بسبب ارتباطها بقطاع حيوي يعتبر الشريان الرئيسي للاقتصاد الوطني بصفة عامة وولاية داخلت انواذيبو بصفة خاصة.
وتصنع هذه المعدات في اغلب الأحيان من خيوط واحبال ومواد بلاستيكية وبعض الكرات المعدنية ويستخدمها البحارة في اصطياد أنواع متعددة من الأسماك .
وتستقطب هذه المهنة كغيرها من المهن المرتبطة بقطاع الصيد شريحة واسعة من العمالة في المدينة خاصة في بعض الفترات التي تتميز بوفرة في المنتوج السمكي حيث يرتبط انتعاشها حسب العاملين فيها بازدهار هذا القطاع .
و يجمع اغلب العاملين في صناعة شباك الصيد في مدينة انواذيبو على صعوبة هذه الحرفة التي يشترط في امتهانها أن يكون الصانع على دراية كاملة بأسرار مهنة الصيد ولديه خبرة كافية بأصناف الأسماك.
وفي هذا الإطار أوضح محمدن ولد عبيدات عامل في هذا المجال أن صناعة شباك الصيد تحتاج إلى جهد كبير وقدرة على التحمل فضلا عن أن موادها ذات كلفة عالية مشيرا إلى أنها من المهن اليدوية التي تزدهر في انواذيبو وتتطلب فترة زمنية حسب نوعية الشباك المراد خياطته من حيث الطول والعرض إضافة إلى نوعية الأسماك والحبال التي تستخدم في صناعتها.
وأشار ولد عبيدات إلى وجود أنواع متعددة من الشباك تنسج بطريقة مختلفة حسب الحاجة المستخدمة لها ، موضحا في هذا الإطار أن هناك نوعين من شباك الصيد ثابت وهو الذي يتم القاؤه في البحر في منطقة واحدة ويتراوح طولها ما بين 200 م إلى 400 متر مخصصة لنوعيات من السمك، والثاني عائم تستخدمه السفن العائمة على سطح البحر ويصل طولها إلى حدود 2000 م.
وأشار محمدن إلى بعض المشاكل التي تواجه هذه الصناعة تتعلق أساسا بغلاء اليد العاملة حيث تصل أجرة العامل يوميا في بعض الأحيان إلى 5000 أوقية.
أما الداه ولد امبارك فيرى أن صناعة الشباك تستقطب شريحة كبيرة من السكان في المدينة بسبب المردودية الاقتصادية لها لكنها تحتاج إلى دقة شديدة وتركيز تام والجلوس لساعات لإتمام المهمة، مبينا أن صناعتها تتعلق بنوعية الأسماك المراد اصطيادها فلكل نوع من الأسماك شباكه الخاصة.
وأشار ولد امبارك إلى أنه يعمل في هذا الميدان منذ عدة سنوات حيث يقوم بصناعة نوعية محدودة من الشباك مخصصة لعينة من الأسماك تسمى (أبونه) أو الأسماك العائمة والتي تشهد هذه الفترة عادة من كل سنة زيادة مطردة في منتوجها الأمر الذي يساهم بشكل كبير في انتعاش هذه الصناعة مما ينعكس بشكل ايجابي على الظروف المعيشية للبحارة .
وأضاف أن هذا الانتعاش الملاحظ في هذه العينات من الأسماك خلال هذه الفترة ساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج شباك الصيد حيث يقوم بخياطة مابين 300 إلى 600 متر من الشباك يوميا مع إمكانية مضاعفة هذا العدد في حال توفر العمال.
وقال إنه بالرغم من العائدات الناجمة عن هذه المهنة إلا أنها لا تخلو من مخاطر، فقد تتعرض شباك الصيد أثناء رميها في البحر للتمزيق من طرف البواخر الكبيرة كما ان ضياعها في البحر وارد أو تعرضها للاتلاف بسبب الحجارة في قاع البحر.
أما التاه ولد إبراهيم وهو في العقد الخامس من العمر فيرى أن معظم صانعي الشباك هم من كبار السن الذين احترفوا نسجها واعتادوا على منحها الكثير من الوقت مبينا أن العمل في صناعة الشباك متعب نوعا ما نظرا للجهد والوقت اللذان تتطلبهما هذه المهنة.
وأشار ولد إبراهيم إلى أن شباك الصيد متنوعة رغم أن طرق صناعتها متشابهة في اغلب الأحيان ولا تختلف إلا باختلاف حجم الفتحات أو بنوعية الخيوط والحبال المستخدمة في صناعتها مبرزا أن ازدهار هذه الحرفة موسمي في اغلب الأحيان يرتبط بشكل وثيق مع تصاعد حركة الصيد بحيث تعرف فترة انتعاش القطاع زيادة في إنتاج صناعة شباك الصيد و يتراوح ذلك الإنتاج مابين 7 إلى 8 من الشباك شهريا.
وبين التاه ولد ابراهيم أن هذه المهنة تستقطب العديد من العمالة في هذا القطاع الذى يعد حيويا وركيزة أساسية في تنمية المدينة لكن هذه المهنة تواجهها بعض التحديات ومن أبرزها غياب معاهد متخصصة في هذه الحرفة تعمل على تطويرها مشيرا إلى أن اغلب العاملين في هذا الميدان احترفوا نسج هذه الصناعة بالتجربة رغم أن ذالك يتطلب جهدا كبيرا والقدرة على التحمل كما تطرق التاه لبعض المشاكل الاخرى تتعلق بمزاحمة الأجانب لهم في كسب رزقمهم مشددا على
ضرورة حمايتهم وان تقتصر هذه المهنة على المواطنين .
تقرير:البو ولد الواقف