AMI

الرئيس السنغالي ينهي زيارة صداقة وعمل لبلادنا

غادر الرئيس السنغالي الأستاذ عبد الله واد نواكشوط مساء اليوم بعد أن أدي زيارة صداقة وعمل لبلادنا دامت يوما واحدا.

وقد ودع الرئيس السنغالي في المطار من طرف العقيد اعل ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية، رئيس الدولة.

وبعد ان استمع الرئيسان الي النشيدين الوطنيين الموريتاني والسنغالي واستعرضا تشكيلة من القوات المسلحة الوطنية أدت لهما تحية الشرف، صافح الرئيس السنغالي الوزير الأول السيد سيدي محمد ولد بوبكر وأعضاء الحكومة وديوان رئاسة الدولة وكبار الشخصيات التي حضرت لتوديعه،وممثلي الجالية السنغالية المقيمة في بلادنا وأعضاء بعثة الشرف الموريتانية المرافقة.

وأدلي الرئيس السنغالي الأستاذ عبد الله واد في المطار بتصريح قال فيه:”اغتنم هذه الفرصة لاشكر السيد الرئيس علي الدعوة الكريمة لزيارة هذا البلد الشقيق كما اشكر الشعب الموريتاني الذي خصني باستقبال متميز،أقدره عاليا، حيث امتدت حشود المستقبلين من المطار الي مقر اقامتي وهو الفرح العارم الذي اشيد به واعرف انه موجه للشعب السنغالي.

لقد اجريت لقاءا علي انفراد مع السيد الرئيس وتناولنا جميع مجالات التعاون الثنائي ومشاكل شبه المنطقة والقارة والعالم، في وقت عكف فيه الوفدان الموريتاني والسنغالي علي استعراض ودراسة جوانب التعاون بين البلدين وتوصلا الي ما يدعم التعاون الثنائي ، والتقي رجال الأعمال السنغاليون بنظرائهم الموريتانيين.

ان العلاقات الموريتانية السنغالية ممتازة وتناولها بالبحث سعي لتعزيزها وتوطيدها، وأشير هنا فقط الي إرادتنا في ان يتم تشييد جسر روصو في أقرب الآجال الممكنة خاصة انه مشروع متقدم يحظى بدعم البنك الإفريقي للتنمية ولاشك أنه عند الاقتضاء، سيجد المساندة اللازمة من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وأصدقاءنا العرب.

وعلي ما اعتقد فانه ليس ثمة مشكل أمام مشروع هذا الجسر، مع العلم بأنني هنأت السيد الرئيس علي ما قامت به موريتانيا من عمل علي محور طريق الدار البيضاء- نواكشوط- داكار.

ان هذا المحور بالغ الأهمية ليس بالنسبة لنا فحسب وإنما بالنسبة لإفريقيا بشكل عام لأنه الامكانية الجغرافية الوحيدة المتاحة لربط القارة الإفريقية بقارة أوروبا، وهو بذلك الجزء الأول من مشروع كبير أظهرنا من خلاله في المغرب وموريتانيا وقريبا في السنغال تعلقنا بوحدة القارتين وعمل ما بوسعنا التماسا لان تقوم أوروبا بإكمال ما يعنيها من المشروع .

نعرف ان ثمة ترددا، لكن ذلك خطأ، فالأفضل وجود محاور مفتوحة تحت الرقابة، ففي حالة انعدامها سيمر الناس من كل مكان.

ان اهمية هذين المشروعين بالغة للغاية بالنسبة للمنطقة لان جسر روصو ليس لموريتانيا والسنغال وحدهما بل لكل البلدان التي ستستفيد من علاقات الشمال والجنوب.

وعلي صعيد الوضع في المنطقة، استعرضتا النتائج التي تم إحرازها في غينيا بيساو علي سبيل المثال وأثرت أنا شخصيا العلاقات الطيبة القائمة بين بلادي مع غامبيا كما تناولنا في غرب القارة الوضع في ساحل العاج والنتائج المعتبرة التي تحققت إضافة إلي المشاكل في دارفور وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

وبصورة عامة سجلنا التقدم الحاصل علي صعيد السلام لان المهم هو تعلقنا المشترك بالسلام لاعتقادنا ان كل شيء يمر عبره ولا مجال لأي تقدم في إفريقيا من دونه، وبالسلام يمكن لدول القارة ان تعبئ إمكانياتها وإرادتها في بناء القارة.

إن مثال الطريق بالغ لأنه يظهر أن المهم بين الدول الإفريقية هو إمكانية المرور من بلد إلي آخر ونحن لا نشيد هذه الطريق لنغلقها بل لمرور الناس بحرية وفقا لرؤية حرية الإنسان التي تتضمن أيضا حرية التنقل.

لقد أثرنا كذلك بعض المشاكل الدولية مثل مشكلة فلسطين التي نحن متعلقون بها ونعتقد ان الشعب الفلسطيني عبر بحرية وفقا لقاعدة كونية ولا يمكننا الاان نحترم ارادته.

كما تطرقنا إلي مشاكل من قبيل التضامن الرقمي الذي هو مشروع إفريقي وقد عبرت للسيد الرئيس عن رغبتي في أن تنخرط الدولة وكبريات المدن الموريتانية في هذا المشروع الكبير.

وفيما يتعلق بمشاكل أخري اعتقد ان حكومة انتقالية لا يمكنها إنجاز كل شيء لكني أجزم بان الركائز أرسيت قوية وأن الطريق رسم بوضوح ، وقد هنأت رئيس الدولة علي الشروع بموريتانيا مباشرة في نهج سيادة لشعب واختياره من سيتولون قيادته انطلاقا من خيار حر، خاصة وإنكم تعرفون انه في قارتنا ليس متاحا في أغلب الأحيان ان يأتي الي السلطة من لا يرغب فيها ويكتفي بوضع وخلق الشروط اللازمة للشعب من أجل ان يختار بحرية من يتولي أمره.

لقد هنأت السيد الرئيس علي هذا المثال النادر وأعرف انه يفعل ذلك بكل قناعة وتربوية تعد درسا يقتدي به بالنسبة لكل شعوب القارة.

وأهنئ موريتانيا علي النجاحات التي حققتها في كافة المجالات مع العلم انه لا يوجد بلد بدون مشاكل وبان الحكومة الحالية تعمل من أجل إتقان الأمور.

مرة أخري لا يمكنني الا ان أهنئ السيد الرئيس متمنيا للشعب الموريتاني كل السعادة والنجاح في ما سيقوم به”.

وردا علي سؤال حول حل” لمشكل المبعدين في السينغال” قال الرئيس عبد الله واد “هذا مشكل ورثناه نحن الاثنان ولم يتسبب أي منا فيه و يتعين علينا تسييره.

وقد أكد السيد الرئيس أن هذا المشكل بقدر ما هو موريتاني يعود للموريتانيين ولموريتانيا ان تحله وليس أن يترك تائها الي مالانهاية.

وأنا اتفهم تماما ان سلطة انتقالية لا يمكنها ان تشرع هكذا في مشكل بهذه الدرجة من التعقيد والمهم في ظل سلطة انتقالية هو ان تكون هناك رؤية لهذا الموضوع وتحديد لطريق واضح من أجل الوصول الي حل.

وأوافق السيد الرئيس في ما طرحه من ان الأمر لن يكون حديثا بين الدول بل ان يكون الشعب الموريتاني بكل مكوناته يعرف في يوم من الايام، فوق الحكومات والمؤسسات ان هذا المشكل يعنيه ويجب أن يجد له حلا.

ونحن الجار الذي يأوي مواطنين من الطرف الآخر ، جاؤوا بقوة الأشياء ولست بحاجة الي القول بأن هؤلاء الموريتانيين في السنغال هم في بلدهم، نضمن أمنهم وبعضهم يعمل ونوفر لهم كل التسهيلات ، لكن ليس علينا ان نجد الحل ، بل يرجع لموريتانيا ذلك، وهو ما عبر عنه السيد الرئيس ، وطالما لم يتوفر ذلك فهؤلاء الموريتانيون في السنغال في بلدهم “.

وفي جوابه علي سؤال بشأن تسريع اندماج موريتانيا في الاتحاد الإفريقي قال الرئيس واد “لا يمكن ان أدعي سلطات ليست بيدي لكن من الواضح أنني الي جانب موريتانيا وزيارتي اليوم لها دلالتها في هذا المنحي خاصة واني كنت أول من اعترف بنظام الرئيس اعل ولد محمد فال لأنني كنت أعرف انه يحمل تغييرا يستجيب لتطلعات الشعب الموريتاني .

اذن، سأقدم كل ما أستطيع ليس في إفريقيا وحدها بل في كل انحاء العالم، وهذا ما يعرفه السيد الرئيس حيث حاولت منذ اليوم الاول اقناع الاتحاد الافريقي ولجنته بان الرئيس اعل ولد محمد فال ليس نكرة بل ديموقراطي مخلص واعتقد أنني نجحت في إقناعهم وان ذلك هو ما أوصل الي تغيير المواقف الأولي و قد عملت نفس الشيء مع أصدقائنا في الغرب، ولا اعتقد انني قد أخطأت في تقديم الصورة الحقيقية عن السيد الرئيس فهو اليوم مثال لرجل قناعة ديموقراطي يحب وطنه غير عابئ بالسلطة”.

ورد الرئيس عبد الله واد علي سؤال حول علاقته بالصحافة السنغالية قائلا: “ان العلاقة بالصحافة متأرجحة بين ان تكون حميمة يوما وعكرة يوما آخر وان ذلك هو السر وراء تنظيم استطلاعات الرأي في دول العالم، واعتقد ان علاقتي بالصحافة جيدة رغم المد والجزر أحيانا.

لقد ساعدتني الصحافة في الوصول الي السلطة الي حد ان البعض قال ان نصر واد هو نصر للصحافة لأنها أوصلت النتائج الحقيقية للانتخابات التي فزت فيها الي قاعات التحرير وأخذت هذه الأخيرة المواقف بناء علي ذلك في وقت كانت محاولات التزوير في أوجها.

وحقيقة ما حصل في السنغال ليس مع كل الصحفيين وأنا حين تسلمت زمام الامور اتحت الحرية وفتحت ابوابها للجميع وفي كل المجالات وهو ما لست نادما عليه لان ثمة من يؤطرون الحرية وينظمونها.

لكني أخطأت في هذا المجال واعترف بذلك لانه بين عشية وضحاها اندفع من ليسوا صحفيين ولايتشبثون باية ادبيات مهنية ولاتوجد لديهم مؤهلات اعلامية من اصحاب الشهادات المتواضعة في انشاء الصحف وتصدر الواجهات، فتأتت الفوضي العارمة .

وكان علي أمام ذلك ان اصحح الوضع لان كل شي ء تطور علي نحو مبهم عديم المعني ينتهي المطاف الي اليقين بانه لايمكن ان يدوم .

واليوم يمكن القول بان الاشياء في تحسن حيث شرعنا في مناقشات بشأن رفع العقوبات واصلاح المهنة لان الصحافة لايمكن ان تكون المجال الوحيد المتاح ولوجه دون امتحان اوشهادة اوتكوين، بل مهنة ذات اصول وقواعد وضوابط…

ان الصحافة تكوين مهني واخلاقيات مهنة يتعين بمقتضاها قياس الكتابة والتقيد بكل ما تفرضه.

واعتقد ان الحكومة السينغالية ستحدد في القريب العاجل موقفها في هذا المجال، لان القانون لايمكنه في هذا الميدان ان يحمي غير الصحفيين…”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد