موسم الحج في موريتانيا ومعوقات التنظيم

يشهد موسم الحج في موريتانيا كل سنة الكثير من المعوقات على مستوى التنظيم والتأطير وتوقيت نقل الحجاج وكيفية استقبالهم واقامتهم في الديار المقدسة وكذلك تنظيم عودتهم الى ارض الوطن.
وتعرض الحجاج الموريتانيون فى السنوات الاخيرة لعدد من المشاكل، ابرزها ماحدث
في السنة الماضية حيث تأخر سفرهم الى الديار المقدسة أكثر من اسبوع عن الوقت المحدد أصلا للمغادرة ،كما تعرضوا عند العودة لمشاكل مماثلة.
وللوقوف على حقيقة ما قامت به الدولة لتفادي هذه الأخطاء التقينا السيد سيدي محمد ولد صالح، مستشار وزير الشؤون الاسلامية والتعليم الأصلي الذي اكد ان الدولة انشأت لجنة عليا للحج يرأسها الوزير الأول، وقد انبثقت عنها لجنة فنية تمثل فيها كل القطاعات ذات الصلة خاصة وزارات الخارجية والداخلية والصحة والنقل والمالية وادارة الأمن والبنك المركزي و ولاية انواكشوط ومجموعتها الحضرية.
واضاف ان اللجنة الفنية تعمل منذ فترة للقيام بدراسة متكاملة حول هذا الموضوع، وقد قدمت تقريرها الذي من المقرر ان تجتمع عليه اللجنة العليا للحج اليوم
الجمعة.
واشار مستشار وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الى ان الدراسة ترتكز على ثلاثة محاور،تقييم الموسم الماضي،دراسة تجارب البلدان المجاورة بغية الاستفادة منها في وضع خطة ناجعة وتقديم مقترحات لحل المشكل بصورة دائمة.
وقد تضمنت هذه المقترحات من بين امور اخرى التحضير الجيد للموسم الحالي 1428 هجرية وذلك في ميدان النقل والسكن والتأطير والرعاية الطبية وكذلك تنظيم مشاركة وكالات النقل الحرة في هذه العملية .
واكد السيد سيدي محمد ولد صالح، مستشار وزير الشؤون الاسلامية ان الدولة ستشرف من خلال وزارة النقل على اعداد العقود و ابرامها مع الناقلين، موضحا ان شركة الخطوط الجوية الموريتانية ستشارك في المناقصة كباقي الشركات العالمية وذلك لضمان الاختيار الأمثل.
وبين المستشار ان قطاع الشؤون الاسلامية سيقوم بفتح مناقصة للحصول على السكن المناسب في الديار المقدسة لحجاجنا هذا العام،على ان يكون هذا السكن قريبا من الحرمين الشريفين ويتوفر على وسائل الراحة والأمان لهؤلاء الحجاج .
وأضاف السيد سيدى محمد ولد صالح ان بعثة من الوزارة ستتوجه الى الاراضى المقدسة – قبل مغادرة الحجاج بشهرين- للوقوف على ظروف السكن والاقامة ومختلف جوانب التنظيم على مستوى الديار السعودية .
وأضاف ان مستوى التأطير سيرتفع ليكون لكل مائة حاج مؤطر اضافة الى تزويد الحجاج بالمنشورات والكتب اللازمة لأداء هذه الشعيرة الاسلامية، مبرزا ان المقترحات تضمنت انشاء هيئة دائمة للحج تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلالية المالية والادارية للقيام بدورها تحت وصاية قطاع الشؤون الإسلامية .
وكذلك اقتراح انشاء مجلس وزاري برآسة الوزير الأول لضمان التنسيق المحكم بين مختلف القطاعات والجهات المعنية بالحج كما هو موجود في الدول المجاورة.
ثم ان افتتاح الموسم في وقت مبكر( شهرين قبل المغادرة) وافتتاح مكاتب جهوية هي اقتراحات أيضا للتخفيف من الضغط على مجمع انواكشوط الوحيد والذي كان يستقبل كل الراغبين في الحج خلال السنوات الماضية .