تناولت ندوة” خوصصة المؤسسات العمومية الواقع والا انعكاسات” التى احتضنها فندق الخاطر بنواكشوط امس ثلاثة محاور تناولت مفهوم الخوصصة بشكل عام وامثلة تطبيقة له فى الواقع العملى .
وخلال المحور الاول للندوة تحدث الدكتور محمد محمود ولد اماه عن الخوصصة فى ابعادها المختلف كما تطرق الى ابرز المدارس الغربية المهتمة بها.
واوضح ولد اماه ان مدرسة “كينز” تركز فى نظرتها للخوصصة على العلاقة بين العرض والطلب معتبرة انه كلما زاد الطلب زاد العرض مما يؤدى الى امتصاص اليد العاملة وبالتالى زيادة الطلب
اما المدرسة الثانية فهى المدرسة التى تزعمها “حايك وافريدمان” وابنه ذات التوجه الليبرالى المتوحش التى تحمل تدخل الدول كامل المسؤولية فى محتلف الازمات الاقتصادية .
واضاف ان من بين منظرى هذا الاتجاه من ذهب بعيدا ليقول انه بالامكان خوصصة الجريمة من خلال بيع التعويض المترتب عليها قبل تحصيله ليقوم المشترى بالمتابعة نيابة عن البائع .
واوضح ان هذا الاتجاه تعزز بفضل وصول الجنرال بينوشى الى السلطة فى اتشيلى الذى حاول تنشيط مدرسة شيكاغو بوينزالتى هى جزء من تلك النظريات الليبرالية المتوحشة.
وبين ولد اماه ان الازمة الاقتصادية الناتجة عن عرقلة امتدادات النفط سنة 1973 شكلت منعطفا كبيرا ادت الى تعويم اسعار العملات ليتم التحكم فى اسعار المواد الاولية خاصة النفط الشيئ الذي ادي الى انهياراسعارالدولار وسبب خسارة كبيرة للبلدان المصدرة للنفط.
وفى المحور الثانى للندوة تم استعراض نماذج وطنية من تجليات الخوصصة فى المؤسسات العمومية ،خاصة فى شركة الخطوط الجوية والشركة الوطنية للصناعة والمناجم ليجمع المتدخلون بخصوص شركة الخطوط الجوية على فشل الطريقة التى تمت بها هذه الخوصصة فى ظل اختيار ختيار شريك استراتيجى يحتضر وهو شركة الخطوط الجوية الافريقية .
واشار المتدخلون الى ان عدم الانسجام بين الدولة والخصوصصين والتركيز على الرحلات الدولية من خلال تاجير طائرتين من ماركات شركة ابوينغ كلفتا ازيد من ثلاثة مليارات كانت عوامل حاسمة فيما وصلت اليه الشركة .
اما المحور الاخير المتعلق بشركة اسنيم فكانت الاراء فيه متضاربة حيث راى السيد اسماعيل ولد اعمر مدير سابق للشركة ان قضيةالخوصصة ليست مطروحة لان الشركة طبقتها منذ قرابة ثلاثين سنة ومكنتها من استغلال مناجم “الغلابة”
وانما المطروح اليوم فى نظره هو الحديث عن بيع الدولة لاسهمها للحصول على اموال رغم كونها طريقة يتم اللجوء اليها فى حالات المديونية مؤكدا عدم انطباق ذلك على وضعية شركة اسنيم.
واضاف ولد اعمر انه لايرى اى مبرر لهذا البيع ،خاصة و ان الشركة تمتلك القدرة على مواصلة مسيرتها بفضل توفرها على الخبرة والتقنية اللازمتين .
اما السيد محمد السالك ولد هيين ، مدير سابق للشركة لمدة عشرين سنة
فابرزأن الخبرة الوطنية كبيرة بهذه الشركة غير ان التقنيات فى تطور .
وقال “كنا فى السابق لانتوقع اى امكانية لاستغلال مناجم العوج غير ان ظهور جيل جديد من الاجهزة مكن من استغلال هذاالنوع من الخامات ”
و اضاف ولد هيين ان ما يدور حاليا من حديث بشان بيع اسهم الشركة يعبر فى تجلياته عن انفصام بين الطبقة السياسية فى نواكشوط وباقى البلاد مؤكدا على ضرورة الرجوع للفنيين الوطنيين بالشركة قبل اتخاذ اتخاذ اى قرار فى هذا المجال
وكان من بين المعقبين على محاور الندوة محفوظ ولد ابراهيم الاستشارى بشركة شنقيتل و الوزير السابق كان مصطفى واسماعيل ولد الخلف ومحمد ولد عبد الله الملقب النهاه .
نشير فى الاخير الى ان الندوة تمثل انطلاقة انشطة مركز الارقم للاعلام والدراسات الاستراتيجية .
الموضوع السابق
رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية يعودالى نواكشوط