AMI

رئيس الجمهورية يستمع إلى الشباب ويؤكد أهمية دوره في تنمية البلاد

لقد كان لقاء رئيس الجمهورية في البرنامج الذي بثه التلفزيون الوطني بمئات من الشباب والاستماع لهم والرد بصورة واضحة وصريحة على أسئلتهم واستشكالاتهم دليلا واضحا وبرهانا ساطعا على الاهتمام الذي يوليه السيد الرئيس لهذه الشريحة ووعيا عميقا لدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد.

وسبق لرئيس الجمهورية أن عقد العديد من اللقاءات بمختلف الهيئات والتنظيمات شكلت محطات مهمة بما تضمنته من مشاركة مباشرة للمواطنين وتقديم آرائهم في مختلف القضايا الوطنية وتسيير الشأن العام عموما.

وعلى الرغم من أهمية هذه اللقاءات وما أسفرت عنه من نتائج كانت واضحة في حفز المشاركة الشعبية في التنمية المحلية من خلال التنظيمات الاجتماعية والثقافية وتفعيل دور المجتمع المدني، إلا أن لقاء رئيس الجمهورية بالشباب تميز بصبغته الحميمية وطبيعته التشاورية مع الشباب المهندسين والأطباء والأساتذة.

لقد كان اللقاء فرصة لهؤلاء للتعبير عن سعادتهم البالغة للأريحية التي طبعت هذا اللقاء وجو الحرية في اتناول المواضيع والجدية في النقاش كما تقدموا بآراء واقتراحات كانت محل عناية السيد الرئيس.

آراء واقتراحات شملت قطاعات التعليم والصحة والطاقة والمعادن والأمن والإدارة والمياه والصرف الصحي والمجتمع المدني والخدمات والرياضة.

ولا شك أن نتائج اللقاء ستكون سندا يعزز التوجهات المتبعة بغية استكمال الأهداف التي طالما عمل السيد الرئيس من خلال تنفيذ برنامجه الانتخابي لتحقيقها والمتمثلة في بناء موريتانيا قوية آمنة تواكب التطور العلمي والتقني وتسهم بدورها الرائد في تحقيق السلم والاستقرار على المستوى القاري والإقليمي والدولي.

وقد أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أهمية هذه المبادرة والتي تتيح له فرصة الإستماع إلى أفكار الشباب ومناقشة مشاكلهم باعتبارهم الشريك الأول في العملية التنموية في البلاد مؤكدا على أهمية تجديد الطبقة السياسية من أجل ضح دماء جديدة في سياسة البلاد.

وفي المجال الاقتصادي أشار السيد الرئيس إلى تطور مؤشرات الاقتصاد من خلال التحكم في التضخم وتحقيق رصيد من العملة الصعبة قدره مليار و107 ملايين دولار، وانخفاض نسبةالبطالة من 30 إلى 10 في المائة.
وفي إطار الجهود المتعلقة بسوق العمل أكد رئيس الجمهورية على أهمية التكوين المهني باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية.

وأشار سيادته إلى الجهود المبذولة في مجال تطوير التعليم من خلال التركيز على بناء المدارس المتخصصة كمدرسة المهندسين ومدرسة المعادن إضافة إلى انشاء كلية للطب .

وفي رده على المداخلات المتتعلقة بالنظام التربوي عموما خاصة التعليم والبحث العلمي والتشغيل والتكوين أكد رئيس الجمهورية على أهمية المواضيع المطروحة مذكرا بالأيام التي سبق أن نظمت حول التعليم والجهود التي تم بذلها لمعالجة أوضاع التعليم .

وأضاف انه تم اتخاذ قرار بإنشاء هذه المدارس للحد من المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع وسد الثغرات الموجودة به. وفي هذا الإطار تم بناء ثانويات ومدارس علمية ومدرسة عسكرية.
وفي كل الحالات يضيف رئيس الجمهورية أن عملية الإصلاح في قطاع التعليم مستمرة ولن تتوقف حتى نصل إلى النتائج المرجوة وذكر في هذا الصدد بالتطور الحاصل في رواتب الأساتذة والمعلمين ورغم هذه الزيادات فهناك إرادة لتحقيق المزيد.

وبخصوص الأسعار قال رئيس الجمهورية أنها ترتفع باستمرار وهذا أمر خارج عن إرادة الدولة، ولكن المساعي مبذولة من طرف الدولة من أجل تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، وهي جهود يقول رئيس الجمهورية متواصلة في مختلف الميادين.

وفي رده على المداخلات في مجال الصحة وانتشار الأمراض والأغذية الفاسدة والطرق الكفيلة بمراقبتها أكد رئيس الجمهورية على أهمية قطاع الصحة كغيره من القطاعات حيث كان يعاني من مشاكل و اليوم يشهد تحسنا في الخدمات ، خاصة ما يتعلق بالقضاء على التسيب وإعادة بناء الثقة بين الممرض والأطباء إضافة إلى حل مشاكل التجهيزات وتحسين أوضاع الأطباء،وبناء المستشفيات والمراكز الصحية،كما ستكون هناك عناية بمراقبة الأغذية.
أما بخصوص التجهيزات فقد أكد السيد الرئيس على توفر الإمكانيات،حيث أن هناك 76 مليار من الأوقية مخصصة لحل المشاكل التي تعانيها كافة قطاعات الدولة بما في ذلك قطاع الصحة .
أما بخصوص المصادر البشرية فقد أكد رئيس الجمهورية انه أعطى تعليماته لقطاع الصحة من أجل اكتتاب الأطباء وسد الثغرات المسجلة في هذا المجال،وطمأن رئيس الجمهورية المواطنين على أن الدولة تبذل كل الجهود من أجل صحة المواطنين.

وفي معرض رده على المداخلات المتعلقة بمجالات الصيد والزراعة والبيئة والبيطرة قال رئيس الجمهورية إن هذه القطاعات مهمة في نمو البلاد فنحن اليوم ننفق خمسمائة مليون دولار في استيراد المواد الغذائية كالألبان وغيرها.وهذه المبالغ يمكن إنفاقها في الداخل لزيادة منتوجاتنا، وقد حسنا يضيف رئيس الجمهورية من زراعة الأرز لتصل إلى نسبة 60 في المائة من حاجياتنا كما تم إلغاء 13 مليار أوقية من ديون المزارعين تشجيعا لهذا القطاع ،وفتح القروض من خلال صندوق الإيداع والتنمية ،وضمان شراء إنتاج المزارعين بأسعار تشجيعية إضافة إلى العديد من المشاريع قيد التخطيط والتنفيذ.

وفيما يتعلق بالتكوين الزراعي هناك مدرسة كيهيدي التي تم تنشيطها من خلال إعادة هيكلتها.
كما أن هناك مشاريع لصناعة الألبان ومشتقاتها وتوفير المزيد من فرص العمل.

وفي معرض رده على المداخلات المتعلقة بالعدالة والسياسة والوحدة الوطنية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني والإعلام أوضح رئيس الجمهورية أن هذه القطاعات كغيرها والعدالة واحدة منها هامة جدا حيث يقوم عملها على العنصر البشري من قضاة ومحامين وأعوان ، ونؤكد هنا يقول رئيس الجمهورية استقلال القضاء ولايمكن لأي احد أن يثبت تدخل الدولة في مهامه،فإصدار الأحكام وتنفيذها تعني القضاء وحده.
وفي هذا الصدد تم إدخال تحسينات هامة وملموسة في هذا القطاع من خلال تطوير وتحسين تكوين القضاة.

أما فيما يتعلق بحرية الصحافة فهذا أمر لارجعة فيه ورجاؤنا أن يضطلع كل طرف بمسؤوليته في إطار هذه الحرية.

وفيما يتعلق بالادارة ومحاربة الفساد فقد ذكر السيد الرئيس بأهمية هذه الموضوع مطالبا سيادته القائمين على هذه الورشة بتقديم كل مايفيد في هذا المجال .

وردا على بعض الايماءات بان مكافحة الرشوة موجهة إلى المعارضين نفى رئيس الجمهورية هذا الأمر جملة وتفصيلا قائلا إن المفتشية تقوم بعملها وهي التي تقرر بنفسها .
وقال انها قد تقوم بعملها في بعض القطاعات بناء على معلومات محددة وهي بعيدة عن السياسة ولا تستهدف المعارضين من الموالين.

فالعملية يضيف رئيس الجمهورية تستهدف المفسدين ولا يشكل المعارضين أكثر من 5 في المائة من المستهدفين والباقين من الموالين.الا ان تسييس المفتشية يأتي من طرف السياسين انفسهم .

وأضاف ان منظمة الشفافية التي يذكرها البعض في حاجة إلى شفافية ،اذ ان طريقة حصولها على المعلومات ليست شفافة.
وأضاف رئيس الجمهورية في هذا المجال أن ماتقوله هذه الهيئات وما تقوم به لو كان تصنيفا حقيقيا لذكرت ما تحقق على مدى السنوات الأخيرة من تحسين التسيير وما شهده الاقتصاد من تقدم في مؤشراته.

وبخصوص الجباية يقول السيد الرئيس إن العديد من الشركات لم تكن تدفع الضرائب المستحقة عليها في الماضي وأنها اليوم أصبحت مجبرة على تسديدها وهو ماساهم في توسيع الوعاء الضريبي.

ونبه السيد الرئيس إلى ان ما يثار حول الضرائب والرشوة لايعدو كونه حملة يقوم بها بعض من لا يريدون الوفاء بالتزاماتهم أو يريدون التهرب منها.

واكد سيادته ان الاجراءات المتخذة في مجال محاربة الرشوة مكنت من تقويم هذا القطاع.

وفيما يتعلق باللامركزية ذكر السيد الرئيس انه كان لابد من القضاء على الفوضى التي كانت سائدة باسم اللامركزية مما تطلب إعادة الأمور إلى نصابها على أسس دقيقة مع متابعة كل قطاع والحد من تلك الفوضى، فاللامركزية يجب ان نفهمها في اطارهاالصحيح.

وفي معرض رده على مختلف المداخلات التي قدمها ممثلو الولايات في هذا اللقاء شكر رئيس الجمهورية المتدخلين وقال إن القضايا التي تم طرحها مهمة ويجب ان تبرز ضمن أشغال الورشات التي ستقدم نتائجها غدا.

وأضاف سيادته انه يعي جيدا المشاكل في الداخل ومشاكل المواطنين عموما ويعمل من أجل تسويتها.

و تقدم أصغر المشاركين من الشباب سنا(14)سنة بكلمة تضمنت مطالب ثقافية واجتماعية لتعزيز اللحمة بين مكونات الشعب.

وفيما يتعلق بالمحور الخاص بالدين والثقافة والمجتمع قال رئيس الجمهورية إن هذا الموضوع يعتبر موضوعا مهما وأن الدين الذي يريد البعض استخدامه ديننا جميعا وعلينا الحفاظ عليه. وما حدث في الأيام الماضية لم يكن الهدف منه الدين بل زعزعة الاستقرار والنظام.

فالدين للجميع ويجب ان لايستغل سياسيا يضيف الرئيس، ومن حاولو استغلاله فشلوا في ذلك ، لأن من انصاعو وراء ما تم تنبهوا وعرفوا انهم غرر بهم.

وأضاف ان التحقيقات لم تثبت تمزيق المصحف ، وما حدث لم يكن يستهدف المصحف ولا القرآن الكريم بل استهداف المرافق العمومية والممتلكات الشخصية.

وأكد رئيس الجمهورية ان الدولة مسؤولة عن حماية المواطن وممتلكاته وستقوم بذلك وستحمى المقدسات ،وذكر سيادته في هذا المجال بما تم تحقيقه .
وقال إن أفضل حماية للدين هي ترسيخ التعاليم وجعل مواده اساسية في النظام التربوي .

وبخصوص حماية المجتمع من مساوئ الانترنت قال رئيس الجمهورية إن هذا الموضوع مهم ولكن حجب المواقع يتطلب امكانات فالدول الاكثر تقدما ماتزال عاجزة حتى الآن في هذا المجال .

وفيما يخص المداخلات المتعلقة بالطاقة والمعادن والبترول والمياه والصرف الصحي أوضح رئيس الجمهورية ان الورشة الخاصة بهذه القطاعات لم تحظى بنقاش كبير من طرف المتدخلين على الرغم من اهميتها متمنيا ان يتم الاهتمام بها يوم غد وفي هذا الصدد يقول رئيس الجمهورية اود ان اشير إلى ان الدولة تنفق 700 مليون دولار سنويا في الطاقة وما وصلنا اليه في هذا المجال مفاجأة للجميع.

وهذا التقدم في مجال الطاقة متواصل حيث سنحصل في نهاية السنة على 120 ميكاوات وخلال 4 أشهر على 30 ميكوات .

وستكتمل بحلول السنة المقبلة إن شاء الله تعالى 110 إلى 120ميكوات من الطاقة المتجددة .
وبخصوص المعادن قال رئيس الجمهورية إن الدولة تنتهج سياسة مشجعة من خلال الحوافزالتي توفرها .

أما المياه فقال السيد الرئيس انه باكتمال مشروع آفطوط الساحلي تحقق الكثير،وأن هناك مشاريع مهمة قيد التنفيذ،ومن المتوقع ان نصل إلى أهداف الألفية في مجال المياه خلال السنة القادمة.

وفي مجال الصرف الصحي قال رئيس الجمهوية أنه كان هناك عقد مع شركة أجنبية سنة 2009 وتبين ان مكلف لم يكن مجديا وأنه من المتوقع بداية العمل في هذا المشروع الهام آواخر العام الحالي بإذن الله تعالى.

وفيما يتعلق بالمداخلات الخاصة بمجالات البنى التحتية والاسكان والتجهيز والنقل والخدمات اكد رئيس الجمهورية على أهمية هذه القطاعات مشيرا إلى العناية التي اولتها الدولة لربط الولايات والمقاطعات .

وردا على مقترح انشاء أكاديمية للطيران قال رئيس الجمهورية إن هذا الموضوع قيد الدراسة وسيتم انجازه.

وبخصوص الشركات الوطنية وتشجيعها فقد قامت الدولة يقول رئيس الجمهورية بالكثير في هذا المجال الا ان بعض هذه الشركات لم تلتزم بالإتفاقيات مع الدولة.

وفي كل الحالات من المنتظر ان يركز على هذا المجال في عمل الورشات.

وفي رده على المداخلات المتعلقة بالقطاع الخاص ومناخ المقاولة والاستثمار الخصوصي اكد رئيس الجمهورية على أهمية هذه المجالات داعيا إلى تعميقها من خلال الورشات للتوصل إلى مقترحات بناءة من شأنها ان تخدم هذه الحالة نظرا لدورها في التنمية والحد من البطالة.

وأضاف رئيس الجمهورية ان هناك مبالغ مرصودة لتمويل المشاريع الا ان هذه المشاريع لم تحقق الهدف المرجو منها وما يتطلب ترشيدها وتسديد التمويلات في النهاية لاعطاء الفرصة للاخرين.

وفي رده على مداخلات بعض الشباب من خارج البلاد من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية عبر اسكايب قال رئيس الجمهورية انه سعيد بتدخل هؤلاء الشباب من خارج الوطن وطمأنهم على على ان هناك امكانيات متوفرة لتمويل مشاريع للشباب .

وقال ان المهم هو ان يضطلع الكل بمسؤولياته والتزاماتهم اتجاه التمويلات.

وشكر رئيس الجمهورية في نهاية اللقاء الشباب على النضج والأفكار الهامة والمداخلات التي تقدم بها المشاركون خلال هذا اللقاء مبرزا ان المقترحات والآراء ستتم صياغتها في ورشات يوم غد.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد