AMI

غياب الوعي الحضري يعيق مسيرة البناء

من الواضح أن الكثير منا يعيش حياة بعيدة عن واقع عصره، يعيش وكأنه في ريف معزول أو في كوكب ليس كوكبنا.

فهؤلاء في حاجة ماسة إلى دورات ودورات ليتعلموا كيف يتعاملون مع وسطهم الجديد.

عليهم أن يعرفوا أن للمدينة سلوكها ونمط عيشها الذي يختلف في جوهره عن حياة البادية، ومن أبسط قواعد هذا التمدن أن يعرف كل واحد أن له شركاء وأنه جزء من كل، يرتبط في مصالحه بالآخرين و له الحق كما لهم الحق في المرافق العامة ومسؤولون جميعا عن صيانة هذه المرافق، كل واحد مطالب باحترام شعور الآخر، فما يزعجك يزعج بالضرورة جارك.

فما نشاهده يوميا من رمي الأوساخ في الشوارع ينافي بالتأكيد أي ذوق سليم، كما أن احتلال الأماكن العمومية ومنع الآخرين من حقهم فيها سلوك مرفوض هو الآخر.

أما ظاهرة التبول على قارعة الطريق وسد الشوارع والممرات من طرف الباعة فهذا السلوك أصبح شيئا معتادا يمارسه البعض بانتظام وكأنه السلوك الأمثل.

باختصار للمدينة سلوكها وحياتها ومتطلباتها، وعلينا أن نتعلم كيف نعيش حياتها ونؤمن أنفسنا من مخاطر الأخطاء التي قد نرتكبها جهلا أو تجاوزا.

إن ظاهرة حرق القمامات بين المنازل وفي الشوارع دون مراعاة لما ينتج عن ذلك من مضايقة للجيران وما قد يؤديه من أمراض ومخاطر على أمن وسلامة الأشخاص وممتلكاتهم مثال حي على هذه المسلكيات السيئة.

وخلاصة القول أن للمدينة العصرية سلوك ومظاهر خاصة بها لابد لساكنها أن يتقنها ويلتزم بها كي لا يسبب الحرج و المشاكل للآخرين من جهة وكي لا يحكم عليه الآخرون بالغباء أو يعد من الثقلاء وهو أضعف الإيمان.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد