عاد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى نواكشوط مساء اليوم السبت قادما من جمهورية مالطا، بعد المشاركة في القمة الثانية لمجموعة دول خمسة زايد خمسة التي احتضنتها العاصمة المالطية (لافاليت) يومي 05 و 06 أكتوبر الجاري.
وقد استقبل رئيس الجمهورية في المطار من قبل الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف وعدد من أعضاء الحكومة وقائد الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية الجنرال اديا آداما عمار والسيد عبد الله ولد بنحميده مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية ووالي نواكشوط ورئيس مجموعتها الحضرية.
وقد مكنت مشاركة رئيس الجمهورية في هذه القمة من التباحث مع عدد من نظرائه حول سبل تعزيز التعاون الثنائي ومواجهة التحديات التي تواجهها ضفتاالمتوسط.
وكان رئيس الجمهورية حضر صباح اليوم في (لافاليت) جلسة مغلقة لرؤساء دول وحكومات البحر الأبيض المتوسط.
وندد رئيس الجمهورية خلال هذه الجلسة بتنامي ما يعرف بالاسلاموفوبيا واحتقار الدين الإسلامي والديانات السماوية الأخرى في أوروبا تحت ذريعة احترام حرية التعبير، معتبرا أن تلك كلمة حق أريد بها باطل.
وحذر رئيس الجمهورية من الإنعكاسات السلبية لذلك وما يفضي اليه من زرع للكراهية والحقد ضد المسلمين واهانة لمعتقداتهم ومقدساتهم، مشيرا إلى أن ذلك في حد ذاته يشكل أحد المصادر الفكرية الأساسية لتغذية التطرف والغلو والإرهاب.
وأجرى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على هامش الجلسة المغلقة مباحثات مع الرئيس التونسي المؤقت السيد محمد المنصف المرزوقي.
وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في جميع المجالات وكذا القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى رئيس الجمهورية بالرئيس الفرنسي أفرانسوا هولاند ورئيس حكومة مالطا وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والمواضيع التي تهم البلدين.
وأصدرت القمة في نهاية أشغالها اعلانا سمي ب”اعلان لافاليت” تضمن ضرورة تفعيل فضاء خمسة زايد خمسة كاطار للتشاور والتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والأمني بين ضفتي المتوسط.
كما درست القمة مقررات اجتماعات وزراء الخارجية في فبراير 2012 في روما والداخلية في الجزائر والدفاع الذي احتضنته نواكشوط هذه السنة من أجل بلورة رؤية متوسطية للفضاء المتوسطي.
ونص الإعلان على أن رؤساء الدول والحكومات درسوا بشكل معمق عددا من الاشكاليات منها التعاون والتكامل الاقتصادي وسبل استفادة دول جنوب المتوسط من التقدم الهائل في الشمال خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والمصادر البشرية من جهة واستفادة الشمال من الموارد الطبيعية الضخمة التي تتوفر عليها دول جنوب المتوسط خاصة في مجالات النفط والغاز والأسماك والمناجم واسهام ذلك في التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية التي تشهدها أوروبا من جهة أخرى.
وأكد الإعلان حاجة كل طرف للطرف الآخر والفوائد الكبيرة التي يتيحها اندماجهما ككتلة بشرية من 300 مليون نسمة منها 100 مليون في دول المغرب العربي، وفرص انشاء قطب اقتصادي مشترك يعود بالنفع على مجمل انحاء أوروبا عبر الدول الأعضاء في المجموعة وعلى إفريقيا عبر دول المغرب العربي.
وأكد الإعلان أهمية اسهام دول الضفة الشمالية للمتوسط في حل الإشكاليات التي تواجهها دول الضفة الجنوبية خاصة في مجالات البطالة وانعدام التكوين باعتبارهما هاجسا يعزز أحلام الشباب في الجنوب في الهجرة إلى الشمال وضرورة اسهام دول جنوب أوروبا في حل هذه المعضلة من خلال مساعدة دول جنوب المتوسط على مواءمة فرص التكوين مع حاجات السوق وتوفير مزيد من فرص العمل وتوعية الشباب بايجاد فرص في بلدانهم مع تناقص أهمية الهجرة إلى الشمال بفعل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها أوروبا.
وأبرز الإعلان الترابط بين الأمن في ضفتي المتوسط ما يجعل الضفة الشمالية معنية بمساعدة دول الجنوب على مواجهة التحديات الأمنية.
وتبنت القمة اقتراحين أحدهما تونسي، يقضي بتشكيل قوة تدخل مشتركة لانقاذ المهاجرين ورقابة الشواطي والآخر جزائري بإنشاء مرصد للأمن الغذائي.
وتقرر عقد اجتماعين في نواكشوط للوزراء المكلفين بالشباب في الدول العشر يحدد موعده لاحقا من قبل الوزراء المعنيين وآخر لوزراء الخارجية في 28 مارس 2013. ورافق رئيس الجمهورية في هذا السفر وفد هام ضم على الخصوص السادة:
– حمادي ولد باب ولد حمادي وزير الشؤون الخارجية والتعاون
– إسلكو ولد أحمد إزيدبيه مدير ديوان رئيس الجمهورية
– محمد المختار ولد داهي سفير موريتانيا في مالطا
-أحمد ولد أباه الملقب احميده مستشار برئاسة الجمهورية
– عبد الله ولد احمد دامو مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية
– محمد يحي ولد حرمة مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية
– عبد الرحمن سيسيغو مستشار برئاسة الجمهورية
– الرسول ولد الخال مستشار مكلف بالاتصال برئاسة الجمهورية
– دمان ولد محمد ولد همر المدير العام لتشريفات رئيس الجمهورية.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي