أكد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، أن موريتانيا قامت بتجفيف منابع بعض عمليات التهريب التي تخدم العصابات المسلحة في منطقة الساحل.
وأضاف رئيس الجمهورية في مقابلة مع جريدة “لوموند” الفرنسية أن بلادنا عززت حدودها بواسطة نقاط مراقبة ووحدات متحركة، موضحا أن هذا الجزء من التراب الموريتاني بات منطقة عسكرية محظورة النشاط. “لقد بدأنا بالتزود بالطائرات من أجل المراقبة ومن أجل العمليات الهجومية على الأرض كذلك”، يقول السيد محمد ولد عبد العزيز في المقابلة التي نشرت اليوم الجمعة والتي أجريت من وادان إبان انطلاق مهرجان المدن القديمة.
وهذا هو نص المقابلة:
سؤال: هل تعتبرون قدوم عدة سفراء إلى المنطقة الحمراء حدثا
جواب: الحدث هو مهرجان وادان الذي يجري في سياق صعب نظرا لانعدام الأمن الذي تعاني منه منطقة الساحل برمتها منذ عقد من الزمن وتعاني منه موريتانيا منذ 2005. إننا نحاول محاربته، والوضعية تتحسن بشكل ملحوظ على الصعيد الأمني. بالنسبة لنا، موريتانيا ليست حمراء بل خضراء. لقد عززنا الحدود بواسطة نقاط مراقبة ووحدات متحركة، وكل هذا الجزء من التراب الموريتاني بات منطقة عسكرية محظورة النشاط. كما بدأنا بالتزود بالطائرات من أجل المراقبة ومن أجل العمليات الهجومية على الأرض كذلك، وهو ما قمنا به، بما في ذلك خارج حدودنا ـ في شمال مالي.
إن العصابات المسلحة التي كانت تغدو وتروح لارتكاب أعمال على الأرض الموريتانية كما هي الحال في سنوات 2005، 2008 و2009 لم تعد قادرة على ذلك. لقد قمنا بتجفيف منابع بعض عمليات التهريب التي تخدم هذه العصابات المسلحة، حتى وإن كان التحكم في أراض شاسعة كالأراضي الموريتانية ليس بالأمر السهل.
سؤال: تتواجد في موريتانيا قوات عسكرية فرنسية، وتستضيفون، منذ وقت قصير، قوات أمريكية. ما هو الهدف من ذلك
جواب: إننا نتعاون مع فرنسا والولايات المتحدة. غير أن الأمر يتعلق أساسا بمدربين. ولم يحصل أبدا أن جرى التفكير في إقامة قاعدة عسكرية أمريكية، فهذه فكرة لا وجود لها إلا في مخيلة بعض الأشخاص.
سؤال: هناك حركة تمرد للطوارق في مالي، جارة موريتانيا. هل تهددكم هذه الحركة.
جواب: بالتأكيد، هو مصدر قلق. كلما اشتعلت بؤرة في هذه البقعة، فذلك يخلق مشاكل في المنطقة بأكملها. وهكذا تصبح المعارك أمرا اعتياديا غير ملفت، ويصبح الموت نفسه كذلك.
لقد استقبلنا حتى الآن 6000 لاجئ، وننتظر المزيد. إنها وضعية خطيرة ومعقدة جدا. ولا توجد في شمال مالي حركة تمرد واحدة بل هما اثنتان تقولان إنهما تقاتلان من أجل الهدف ذاته: الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة إياد آغ غالي، الدبلوماسي المالي السابق. هذا الأخير، بعد فترة ارتباط بالسلطة المالية، عقد تحالفات مع المجموعات الإرهابية، وهو من لعب دور المبعوث لدفع الفدى.
إن الشمال المالي منطقة متروكة لشأنها فعليا، وهي مفتوحة للإرهاب الذي يقيم بها ومنها يعمل الإرهابيون ويفرضون دفع الفدى لتعزيز قوتهم. ويوجد هؤلاء الإرهابيون فوق شريط صحراوي من 300 كيلومتر ويتزودون بالمحروقات والمواد الغذائية من ثلاث أو أربع مدن معروفة من بينها تومبوكتو وغاوو. إن الأشخاص الذين يمونونهم معروفون، حتى أننا نعرف في بعض الأحيان أرقامهم.
سؤال: هل تخشون انتشارا للأسلحة بعد الصراع الليبي
جواب: لقد تم تجاوز مرحلة الخوف. ونحن على يقين بأن الإرهابيين تزودوا بشكل جيد. ففي شهر أغسطس على الحدود، قام طيراننا بتدمير سيارة مزودة بصاروخ أرض ـ جو. لقد جرى توزيع الأسلحة في ليبيا بشكل فوضوي على كل من هب ودب. كما أن الوحدات التي كانت تدافع عن القذافي غادرت ليبيا إلى النيجر أو مالي مصطحبة معها أسلحتها. لكن حدودنا في ذلك الوقت كانت قد تم إغلاقها.
سؤال: تم إنشاء مركز عمليات عسكري مشترك بين الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا في تامنراست، في الجزائر. هل يعمل هذا المركز
جواب: لقد تم تحديد هدف المركز ووضع النصوص المتعلقة به، لكن الأشياء ظلت عند هذا الحد ولا زلنا ننتظر الانتقال إلى الأمور الملموسة. ونحن نعتقد أن من مسؤولية هذه الدول القضاء على هذه الآفة. فالأمر يتعلق بعدو محدود الإمكانيات جدا، لا يتجاوز عدد أفراده 300 رجل. إنه في متناول أي دولة مهما كانت. لا أريد توجيه النقد للآخرين، ولكننا لا يمكن أن نحصل على الأمن في موريتانيا بدون تنسيق جيد، وذلك شيء نحرص عليه. وستظل مخاطر الانجراف قائمة طالما بقيت بؤرة في مكان ما من المنطقة. وإذا سمحنا لقاعدة المغرب الإسلامي بالاستقرار في أراضينا، فإن كل شيء سيختفي معها، بما في ذلك السياحة والتنقيب والاستغلال المنجميين.
سؤال: لماذا تم تأجيل الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة أصلا في العام 2011 في موريتانيا
جواب: لقد تم تأجيلها بطلب من المعارضة بهدف تنظيمها بشكل جيد. إننا نضع حاليا اللمسات الأخيرة على إنشاء حالة مدنية بيومترية وسنقوم بتشكيل لجنة انتخابية مستقلة. لقد عانى بلدنا كثيرا من الجفاف في العام 2011. ما جعلنا نضع خطة لدعم المواد الأساسية كالسكر والأرز والزيت والمعجونات الغذائية بنسبة تتراوح بين 30% و40% وننشئ دورة لعلف المواشي. لقد كلفت هذه الخطة 150 مليون أورو.”
الموضوع السابق