الكاتب: محمد محمود ولد احريمو
يجرى غدا الأحد 25 مارس 2007، على عموم التراب الموريتاني، اقتراع الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية التي نظم شوطها الأول يوم 11 مارس 2007، وتنافس فيه عشرون مترشحا، تأهل منهم اثنان(2) لهذا الشوط (الثاني) الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الاستحقاقات الرئاسية الموريتانية.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للاستحقاقات التي يبدأ دورها الثاني غدا، الساعة السابعة صباحا وينتهي الساعة السابعة مساءا، 1133152 ناخبا، صوت منهم يوم 11 مارس الماضي 794979 ناخبا في مجموع مكاتب التصويت البالغ عددها في البلاد 2378 مكتبا.
ويخوض غمار الشوط الثاني غدا كل من المترشح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي حصل في الشوط السابق على نسبة أربعة وعشرين فاصل ثمانين في المائة(24،80%) من الأصوات المعبر عنها والمترشح احمد ولد داداه الذي حصل في ذات الشوط على نسبة عشرين فاصل ثمانية وستين(20،68%).
وقد عرفت الساحة السياسية الموريتانية في الفترة الفاصلة بين الشوطين(أسبوعين)، تموقعا لمختلف المترشحين الذين لم يحالفهم الحظ في التأهل للشوط الثاني، حيث أعلن(17) منهم الانضمام لهذا أو ذاك من الفائزين (2) بأهلية الدور الأخير.
وبغض النظر عن الأرقام التي حققها جمهور من سقطوا من قائمة المنافسة الرئاسية الموريتانية يوم 11 مارس 2007، (ما بين:15،28-0،20%) وخارج إعلان واحد(1) منهم، الحياد(رشيد مصطفى0،27%)، فان المترشح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله سجل مساندة كل من الذين ولد زيدان ومولاي الحسن ولد أجيد ودحان ولد احمد محمود ومحمد احمد ولد صالحي واسلمو ولد المصطفى ومحمد ولد شيخنا ومسعود ولد بولخير ومحمد ولد غلام ولد سيداتي وعثمان ولد الشيخ أبي المعالي.
كما سجل المترشح احمد ولد داداه مساندة كل من محمد ولد مولود وصالح ولد حننا ومحمد ولد محمد المختار ولدالتومي و بامامادو ألاسان وسيدي ولد اسلمو ولد محمد أحيد وصار مختار ابراهيما ومحمد خونا ولد هيدالة واشبيه ولد الشيخ ماء العينين.
والى جانب هذه التفاعلات، غص المشهد الإعلامي الموريتاني بالإعلان عن مواقف حزبية وبرلمانية ومبادراتية، منسجمة حينا ومنشقة حينا أخر، عن أطرها، تساند ولد الشيخ عبد الله أو ولد داداه، فيما تعودت العامة الموريتانية وصفه، فيما قبل الثالث أغسطس 2005 وخلال المرحلة الانتقالية، ب”رحلة الشتاء والصيف” بين مراكز الاستقطاب الانتخابي وان تغيرت فى البلاد، حسب الظروف والسياق السياسي العام.
وفى غمرة ذلك، انفردت الفترة الفاصلة بين دوري هذه الانتخابات عن مثيلاتها بمناظرة انتخابية مرئية ومسموعة بين طرفي التنافس، لا سابقة لها في التاريخ السياسي الموريتاني، وتحسب مع سلطة الصحافة والسمعيات البصرية ولها، رغم رتابتها عند المولعين بنبرة اختلاف الخطاب السياسي، وحصر مواضيعها من منظور عشاق اللاحدود المناظراتية…
وفى خضم هذه التطورات وما يتأثر به الناخب في البلاد من معطيات ليس بعضها من قاموس و لا مصطلحات الديموقراطية، يتطلع الموريتانيون-بناء على ما ميز استحقاقات المرحلة الانتقالية من شفافية وصدقية- إلى نزاهة عالية في سير الاقتراع المرتقب، وان كان “العقائديون” منهم لا يخفون مع ذلك خيبة الأمل في الطبقة السياسية التي يحملونها، عن حق أو العكس، مايرون انه تقصير في التاطير وتضعضع في الخطاب السياسي وتوظيفه وحتى تنكر لما يطلقون عليه “المبادئ”…
أما الواقعيون ومن يتشبثون بنظرية المراحل، فيرون في اكتمال المسلسل الانتقالي بهذه الرئاسيات وعلى النمط النظيف الذي ادخل موريتانيا التاريخ من أوسع الأبواب، قاعدة صلبة لتعزيز وتوطيد التجربة الديموقراطية، في ربوع ذاقت الأمرين من فعل الحزب الواحد والحلقة المفرغة للانقلابات العسكرية والتعددية الصورية العاملة بمزاج الفرد وكابوس التفرد بالسلطة…
ومهما يكن الفائز بثقة الناخبين يوم 25 مارس 2007، فلا مكان إطلاقا، في هذه الأوساط، لغالب أو مغلوب، لان كسب الرهان الفعلي هو نجاح التجربة الديموقراطية الموريتانية ونشوة نصره الحقيقية تكمن في تشبث الضمير الجمعي لكل الموريتانيين بهذا المكسب، أو لاتكون.