AMI

“لقاء الأحبة” محمد عبد الرحمن المختار السالم

كانت رحلات الحج مصدر التقارب الثقافي بين الشناقطة والسودانيين, ودام ذلك التقارب ردحا من الزمن، وأتت الأيام الثقافية السودانية لتصب في هذا المصب، وما إن أعطت وزيرة الثقافة والشباب والرياضة إشارة الانطلاق للأيام الثقافية السودانية برفقة وزير الثقافة السوداني، حتى عمت البهجة وجوه الحضور لما تمثله هذه الثقافة من مصدر لتبادل الرؤى والأفكار بخصوص موضوعات ثقافية معينة.
وفي خضم الافتتاح تناول الدكتور إبراهيم الدلال في محاضرة له، علاقة الشناقطة بالسودانيين، ورحلات العلماء الشناقطة والمتصوفة، وكيف ربطوا جسر المحبة بين الخرطوم وشنقيط قديما، وفي اليوم الثاني تواصلت فعاليات الأيام الثقافية السودانية, حيث تابع الجمهور الشنقيطي الموسيقي السودانية عن قرب بعد أن كان يسمعها من خلال الإذاعة الوطنية وبصوت الفنان عمر مصطفي..
وتمر الساعات ليأتي يوم جديد ويتجدد معه العطاء الثقافي السوداني من خلال الشعر والشعراء، فيعتلي خشبة المسرح في دار الشباب القديمة شعراء سودانيون وشناقطة منعشين الليلة بقصائد في مختلف أغراض الشعر، كما كان للمديح النبوي نصيبه من الفن.
وتسارعت وتيرة الأنشطة الثقافية السودانية علي أديم الأراضي الشنقيطية ليحاضر في اليوم الثالث الدكتور خالد محمد فرح عن التشابه بين العامية السودانية واللهجة الحسانية ومدى التقارب بين اللهجتين، وفي السياق نفسه يضيف الدكتور إن كلمة راعي ويُراعي تستخدم للدلالة على الحماية وهو نفس المفهوم في اللهجة الحسانية، وتابع الدكتور خالد محمد فرح ليقول إن كلمة “لبن” لا وجود لها في اللهجات المنطوقة في الوطن العربي من المغرب إلي البحرين بهذه اللفظة إلا في موريتانيا والسودان فكل اللهجات في الدول العربية الأخرى تقول “حليب”، كما أثار الدكتور خالد محمد فرح كل الإشكاليات المتعلقة بالموضوع أمام الحضور في المتحف الوطني.
وفي اليوم الختامي تبادل علي خشبة المسرح في دار الشباب القديمة، كل من محمد الميداح وعمر مصطفى في مشهد فني ينم عن فرحة الأخوة بأخوتهم، ليتحقق هدف الأيام الثقافية السودانية المنشود “لقاء الأحبة.”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد