دعا رئيس الجمهورية الحكومة والمولاة والمعارضة إلى الاعتناء بالتراث الثقافي الأصيل للمدن القديمة وحمل الأمانة التي تركها الأجداد من أجل تثمين التراث الثقافي الموريتاني والنهوض به خدمة للبلاد حاضرا ومستقبلا وأداء للأمانة التي تركها الأجداد.
واستنهض رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز شباب وسكان هذه المدن -في خطاب ألقاه ظهراليوم الأربعاء بمدينة شنقيط لدى الافتتاح الرسمي للمهرجان الأول للمدن القديمة- بلعب دور هام في هذا الصدد وذلك قبل أن يقطع الشريط الرمزي إيذانا ببدء فعاليات المهرجان.
وتفقدالسيد الرئيس أجنحة المهرجان والمعارض الثقافية، وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية بالمناسبة:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم سكان مدينة شنقيط، أشكركم على التواجد المكثف في هذا المكان العظيم والتاريخي، حيث يشكل المهرجان الذي نشرف على افتتاحه اليوم، بداية تظاهرة سنوية فى كل واحدة من مدننا التاريخية الغالية، كما يعتبر النسخة الأولى فى سلسلة مهرجانات سنوية تعنى بالتراث الثقافي بمناسبةالمولد النبوي الشريف في مدينة شنقيط وولاتة وودان وتيشيت، هذه المدن التاريخية المهمة للبلد والتي هي معاقل العلم والعلماء وحواضن لتراثنا الثقافي الأصيل، تمثل بالنسبة للجمهورية الاسلامية الموريتانية منطلقا للاسلام والثقافة العربية الاسلامية والأخلاق والقيم الحميدة وهي فوق ذلك نبراس لما يمتلك هذاالشعب من تراث وثقافة يجب علينا جميعاالمحافظة عليهما باعتبارهما رصيدا تركه لناالأجداد.
وعلينا كذلك أن لا ندخر أي جهد من أجل النهوض بهذه المدن التي هي رمز للجمهورية الإسلامية الموريتانية ولعبت دورا مهما في الماضي والحاضر لتمكينها من مواصلة هذا الدور المشرف.
وأقل ما يمكن أن نقدمه فى هذاالصدد هو صيانة الماضي والمرحلة والهدف الذي أوصله لنا الأجداد رغم عاديات الزمن وذلك من أجل تسليم الأمانة للأجيال القادمة ضمانا لمتابعة ذلك المسار الذي يخدم ثقافتنا وديننا الإسلامي الحنيف، الإسلام الذي يجب أن يكون خاليا من كل غلو أو تطرف أو شبهات .
لقد خصصت الحكومة نسبة مئوية من ميزانية الدولة ومن موارد الشعب، من عائدات الجمارك، من أجل العمل على تنمية الثقافة في البلد وأول المستفيدين من هذه المخصصات هي المدن التاريخية الأربع، كما من شأن هذه المبالغ الهامة أن يستفيد منها فضلا عن هذه المدن، الشباب من خلال تشجيع الأنشطة الرياضية والمشاريع المدرة للدخل التي سيتم تسييرها على مستوى السكان في جميع المدن.
إن هذا اللقاءالتاريخي السنوي سيكون مناسبة للتواصل بين السكان وتعزيز ارتباطهم بهذه المدن كما سيمثل فوق ذلك تلاقيا بين جميع مناطق الوطن من الجنوب إلى الشرق إلى الشمال إلى الغرب.
ويستمد هذاالمهرجان أهميته من أصالة هذه المدن وتراثها وأشكر بهذه المناسبة الجميع وأرحب بهم وأهنئهم على إقبالهم من مختلف مناطق الوطن الحبيب وذلك حرصا منهم على المشاركة في هذاالحفل الذي لا يخص مدينة شنقيط وحدها وإنما جميع مقاطعات الوطن الأخرى باعتبار هذه المدينة رمزا لموريتانيا وذلك يمثل الكثير بالنسبة لتاريخ الشعب الموريتاني وهو ما ينطبق على المدن التاريخية الأخرى التي عرفت من خلالها الجمهورية الإسلامية الموريتانية وعلينا جميعا المحافظة عليها وعلى هذاالرصيد الثقافي وهو ما يعنينا.
وأطلب من جميع الموريتانيين، حكومة وموالاة ومعارضة، الاعتناء بهذا التراث لما يعنيه بالنسبة للشعب الموريتاني حاضرا ومستقبلا وعلينا مواصلة ذلك الإشعاع والتعريف ببلدنا من خلاله وبالجهود التي قام بها خدمة للوسطية والاعتدال في الإسلام، بعيدا عن أي شكل من أشكال التطرف والغلو والإرهاب.
وأشكركم”.
الموضوع الموالي
المهرجان فرصة لاستدعاء ذاكرتنا الثقافية وإعادة الإعتبار لتراثنا