تأسست المدن الموريتانية القديمة (شنقيط وولاتة وودان وتيشيت) في القرن ال 11 وال 12 تجاوبا مع مقتضيات التجارة عبر المسالك الصحراوية من أجل تقديم خدمات كانت التجارة والقوافل في أمس الحاجة إليها.
ووفرت هذه المدن أسبابا للتلاقح الثقافي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي عبر قرون عديدة وأخذت مراكزها التجارية والدينية مع الزمن حاضنة للثقافة الإسلامية كما جسدت حواضر هذه المدن محطات مختلفة للتجارة الصحراوية وامتازت بخصوصية طرازهاالمعماري المتمثل فى منازلها ذات الصحون المتميزة وبطرقهاالضيقة المحيطة بمسجد ذي منارة مربعة الأضلاع شاهدة على نمط خاص من الحياة التقليدية المتمركزة حول الثقافة البدوية لشعوب الصحراءالغربية.
وتحتوي هذه المواقع أنماطا حضرية متنوعة ومحمية بممرات ضيقة ومتعرجة ومنازل منتظمة حول ساحة مركزية ضرب فيها عدد من الخيام أمام منصة بديعة لاحتضان المهرجان الكبير الذي يشرف على افتتاحه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز اليوم الأربعاء وقد نظم بهذه المناسبة معرض يضم أجنحة للصناعة التقليدية وهندسة معمارية أصيلة من الحجارة المزخرفة.
وتعتبرالمدن التاريخية مراكزاشعاع قوي للحياة الثقافية والدينية بجذورها الضاربة في التاريخ منذ سبعة قرون، مما منحها شهادة حية على دورها فى المبادلات المرتبطة بالمحاورالكبري للتجارةالصحراوية شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.
وتلبية للاحتياجات المادية للصيانة والتسيير فى إطاررؤية الدولة عام 2009 وطبقا للقانون رقم 46/2005 المتعلق بحماية التراث الثقافي المادي من أجل التأسيس للاطار القانوني لتسيير واستثمارالمدن القديمة ،قامت وزارة الثقافة والشباب والرياضة بالسهر على تطبيق المعايير واعطاء جرد للثروة الثقافية لهذه المدن وذلك عن طريق المؤسسة الوطنية لحماية المدن القديمة التى انشئت سنة 1993.
وتقوم هذه المؤسسة على تسيير تراث هذه الحواضر وحمايته وتثمينه وتنمية الأنشطة الاقتصادية والاحتماعية فيها،- حيث تم فى إطار تننفيذالمحورالثقافي من البرناج الانتخابي لرئيس الجمهورية-انشاء صندوق دعم لحفظ التراث المعماري لهذه المدن بمختلف أوجهه في شهر ديسمبر سنة 2009 وصادق البرلمان على تمويله فى اطار القانون المالي لعام 2011.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي