AMI

وعلى الباغي تدور….. a.moulaye.md@gmail.com بقلم: أحمد ولد مولاي امحمد

علل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هجماته الإرهابية على البلاد، وخاصة محاولته الفاشلة الأخيرة في نواكشوط بحجج وتبريرات واهية لا تستقيم، حيث إن هذا النظام وبشهادة خصومه قبل غيرهم، هو الذي أقدم على طرد الصهاينة جهارا من البلاد وإغلاق سفارة تل أبيب في نواكشوط، وهو الذي فعّل دور الأئمة والعلماء باعتماده سلسلة من الإجراءات المادية والمعنوية التي أعادت الاعتبار للإمام وللفقيه وللعالم في هذا البلد.. وهو الذي أطلق إذاعة للقرآن الكريم لأول مرة في تاريخ البلاد، ثم إنه بنى المساجد وساهم في بنائها حيث يعمل حاليا على بناء أكبر مسجد في تاريخ البلاد يتسع لأكثر من خمسة عشر ألف مؤمن..
هذا النظام هو الذي أعلن الحرب على الفساد الذي يتناقض كليا مع تعاليم الإسلام، وهو الذي أطلق سراح السجناء المتهمين قبله بالغلو، بل وأكثر من ذلك، حاور من كانوا غلاة بالأمس وأطلق سراحهم بعد أن تبين لهم طريق الرشد، فكيف لنظام بهذه المواصفات أن يكون “مواليا للصليبيين معاديا للمسلمين”، وعلى من قد تنطلي مثل هذه الدعايات الكاذبة التي يبرر بها تجار المخدرات والبشر وقتلة المسلمين أعمالهم الإرهابية الهمجية التي روعت الآمنين من مؤمنين متهجدين وعاكفين في العشر الأواخر من رمضان في مدينة النعمة ومقيمو الليل في عاصمة أرض المنارة والرباط، ممن روعهم التنظيم الإرهابي في محاولته الأخيرة للاعتداء على المواطنين الموريتانيين في عاصمة البلد قبل أيام؟!
وقد حاول هذا التنظيم إيهام البعض بأن دفاع موريتانيا عن نفسها وتوغلها في معاقل التنظيم ردا على هجماته الإرهابية ضد البلاد هو حرب بالوكالة عن بلد آخر، وهو أيضا تبرير واه ودعاية رخيصة تدحضها الوقائع، ولو أن موريتانيا أدارت خدها الآخر لهذا التنظيم لما كانت “موالية للصليب”، ولكن هيهات.. فعلى منظّري القتل أن يتوقعوا الرد القاسي كلما نفذوا اعتداء أو حاولوا ذلك لأننا لن نرضى بأن نظل في موقع دفاع عن النفس في حرب اختارها طرف آخر وحدد توقيت اندلاعها منذ يونيو 2005 م.
لقد وردت تلك التبريرات الواهية في بيان منسوب لهذا التنظيم المسلح قبل أيام عقب محاولة اعتدائه على أمن وسلامة المواطنين في محاولته الأخيرة لتنفيذ هجمات إرهابية داخل العاصمة نواكشوط والتي تصدى لها بكل عزم وحزم أفراد قواتنا المسلحة وقوات أمننا البواسل فافشلوا هذا الهجوم المزدوج الذي أراد به القتلة تسجيل قائمة جديدة من أرواح المسلمين في سجلاتهم الدموية.
ولعلنا جميعا نتذكر أن موريتانيا لم تتعرض لهؤلاء القتلة رغم تهديدهم لأمن البلد ولاقتصاده بما يمارسونه من تهريب للمخدرات وللبضائع وابتزازهم للمواطنين في المناطق الحدودية، بل إنهم تمادوا في غيّهم لدرجة الإقدام على ذبح وإصابة أكثر من ثلاثين جنديا عام 2005 في عملية لمغيطي الغادرة، ثم أتبعها هؤلاء القتلة بسلسلة من العمليات الدموية مثل تورين والغلاوية وألاك ونواكشوط في ثلاث حوادث منفصلة على الأقل، ثم عملية النعمة التي أراد فيها هؤلاء تفجير المنطقة العسكرية الخامسة بمن فيها، غير أنه بفضل الله ويقظة أفراد قواتنا المسلحة الميامين فشلت مخططاتهم…
فهل يتوقع هذا التنظيم أن لا يرد الموريتانيون على مثل هذه الجرائم وما تضمنته من تمثيل بجثامين الشهداء وتفخيخ لها واستباحة مطلقة لحرمة بلد بأسره لمجرد أنه البلد الوحيد على الكرة الأرضية الذي يمثل فيه الإسلام 100% وهو البلد السني المالكي الأشعري، المتسامح الذي احتضن كل المسالمين عبر تاريخه..؟!
لقد انزعج هؤلاء القتلة من الطوق الأمني الذي أحكمته قواتنا المسلحة على البلد لحمايته من غدر من يدّعون الإسلام والدفاع عنه من خوارج جدد، وضايقهم الرد القوي والعقاب المناسب الذي أنزلته بهم قواتنا المسلحة عندما تعقبتهم في أوكارهم في عملية ملاحقة لم يسبق أن تعرضوا لها من قبل حيث كانوا يسرحون ويمرحون ويعبثون بأمن المنطقة كما يشاؤون، فهل يتوقع هؤلاء غير الأسوإ إن لم يوجهوا أسلحتهم وجهتها السليمة لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وغيرها من أراضي الإسلام المستباحة؟!
إن من يحارب بلاد المسلمين ويقتل المؤمنين متعمدا فليس له من جزاء سوى القتل والخزي في الدنيا وعذاب الآخرة.
إن من يريد حرب الآخرين، فليست موريتانيا من ينوب عنهم، بل عليه أن ينقل حربه إلى أعدائه وليس إلى المسلمين المسالمين في أرض المنارة والرباط، التي ستظل عصية على أن يطوعها أي كان لأنها أرض الفاتحين المجاهدين، ولن تخضع في يوم من الأيام – بإذن الله – لغير سلطان المولى عز وجل وإرادة أبنائها بعد إرادته سبحانه.
ولا يجوز أن يتوقع من أحفاد الفاتحين، بأي حال وتحت أي ظرف، رفع الراية البيضاء للمفسدين في الأرض من قتلة المسلمين الركع السجود حفظة كتاب الله، لأن الباطل إلى زوال ونحن ندافع عن أرضنا وعرضنا وأمن مواطنينا، وعلى أولئك إعادة النظر في ترتيب أولوياتهم بل ومراجعة حساباتهم الخاطئة ونظرتهم إلى بلاد شنقيط وأهلها والذين يقفون صفا واحدا خلف جيشهم الوطني وقيادته في وجه الغلو والتكفير والفساد في الأرض إلى أبد الآبدين. وعلى الباغي تدور الدوائر…

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد