AMI

حملة الانتخابات البلدية والتشريعية تنطلق الساعة صفر من يوم غد ونضج التعاطي معها أمر مطلوب

تنطلق غدا السبت 4 نوفمبر 2006 عند الساعة صفر،الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات البلدية والنيابية المقررة يوم 19/11/06، ضمن أهم خطوات المرحلة الانتقالية، بعد التعديلات الدستورية التي جرت في 25 يونيو الماضي والرئاسيات المزمعة العام القادم.
وتتنافس في هذه الحملة للبلديات( 1222)لائحة منها( 888) للاحزاب السياسية و(334)للمستقلين فيما أودع للنيابيات( 441)لائحة للاحزاب منها( 260) والمستقلين (124) والتحالفات(32) إضافة إلى لائحة وطنية تتالف من( 25) حزبا سياسيا.
وتنطلق الحملة في جو من الانفراج بعد تفاعلات ماعرف خلال الأسابيع الماضية “بقضية المستقلين” حيث أكد ائتلاف قوى التغيير الديمقراطي (9 أحزاب معترف بها)كامل الارتياح بعد لقاء الأحزاب السياسية يوم 31/10/06 اللجنة الوزارية المكلفة بالمسلسل الانتخابي وتلك المستقلة للانتخابات وسلطة الصحافة.
وكان الرئيس الدوري لهذا الائتلاف، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم واضحا في هذا المجال حيث قال “نحن مرتاحون ازاء تلبية السلطات الانتقالية جميع مطالب الأحزاب بشأن ضمان شفافية الانتخابات القادمة، باستثناء مايتعلق بتمويل الدولة للأحزاب “.
ويتطلع المراقبون السياسيون في سياق التنافس من أجل الفوز بثقة الناخبين الموريتانيين (1069375ناخبا)، الى مؤشرات عملية جديدة على الساحة السياسية الموريتانية، التي طالما كبل عدم الشفافية وضلوع الادارة، صناديق اقتراعها، طوال العقود الأربعة الماضية من العمر الرسمي للبلاد( 1960-2003 ).
وتتعلق هذه المؤشرات، من ناحية، بحسن أداء اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وسلطة الصحافة ومختلف الدوائر الرسمية لمهامها، وفقا لمقتضيات الإنصاف والحياد والممارسة الديمقراطية الحقيقية، ومن ناحية أخرى، بالأخلاقيات واحترام الثوابت الوطنية والرأي الآخر دون قدح أو تشهير وتمشيا مع ما يجب أن يضبط سلوك المتنافسين وخطابهم الاعلامي.
ويعتقد على نطاق واسع، في صفوف الموريتانيين، على اختلاف ولاءاتهم الحزبية وغير الحزبية، أن درجة النضج السياسي التي ستطبع هذه الحملة وتعامل كل الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية معها، هي أدق معيار يمكن من خلاله توقع طبيعة نتائج الاقتراع.
ويرى المهتمون بهذا الشأن أن توعية الناخبين وتثقيفهم الديمقراطي يجب أن يكون الميدان الذي يتنافس فيه المتنافسون، قبل الفوز بألاصوات يوم الاقتراع.
ويقرأ كثيرون في التطورات الاخيرة (تذمر الأحزاب من المستقلين والسلطات الانتقالية) وكلمة رئيس الدولة خلال الأيام الماضية وجو الانفراج الذي شاع بعدها خلال الأسبوع الحالي، ظاهرة صحية اذا تكرست ثقة وسلوكا حضاريا في هذه الحملة واستحقاقاتها يوم 19/11/2006.

وينشغل الضمير الجمعي الديموقراطي في البلاد كثيرا بنجاح الحملة وانتخاباتها، تماما كرئاسيات 2007، لآنه يرى في ذلك توفيقا للتجربة الموريتانية برمتها،يفوق التحزب والاستقلالية، ويقطع الطريق أمام عودة الشمولية والانفراد بالسلطة وحكم النزوات والاهواء التي أهلكت العباد والبلاد.
وبالجملة، وكما تشاور الموريتانيون وأجمعوا فى أكتوبر المنصرم من اجل ضمان مستقبل
ديموقراطي حقيقي للبلاد، ما كان له ان يتأتي لولا تغيير الثالث اغسطس 2005، فانهم هذه الايام واكثر من اي وقت مضى، امام مسؤوليات تاريخية ، هي فى الحقيقة فرض عين لا تعرف له صناديق الاقتراع كفاية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد