AMI

الملتقى الدولي حول الدراسات في موريتانيا يتواصل لليوم الثالث

تواصل اليوم الثلاثاء الملتقى الدولي حول موريتانيا:
وقفة مع الدراسات في العلوم الانسانية في يومه الثالث والأخير.
وقد تميزاليوم بعدة محاضرات، تناولت الأولى منهاموضوع “الإسلام وتجلياته في موريتانيا”، تطرق فيها الاستاذ يحي ولد البرا إلى مراحل تجليات الإسلام في موريتانيا.
وأشار المحاضر إلى إن موريتانيا مرت بثلاثة مراحل في هذا المجال، هي مرحلة التجارة القافلية والحملات الخاطفة، حيث ظهرت في ذلك العهد فرق إسلامية غير سنية، مثل الصفرية الأباضية، بينما كانت المرحلة الثانية مرحلة الحركات الإصلاحية (المرابطين)، حيث وحدوا سكان البلاد على المذهب السني وذلك في حدود القرن ال 11 الميلادي.
أما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة انتشار العلم في أنحاء موريتانيا ونشاط حركة العلماء في هذه البلاد وذلك ابتداء من القرن ال16 الميلادي وحتى الآن.
وتحدث المحاضر عن المذهب المالكي وعقيدة الأشعري وطريقة الجنيد ولد محمد رحمه الله في الطريقة الصوفية، إضافة إلى تجليات مظاهر الإسلام الحديثة.
وتركزت المداخلات في هذه المحاضرة على ضرورة التمسك بالمذهب المالكي باعتباره أبرز المذاهب التي تأخذ بالنص والقياس معا.
أما المحاضرة الثانية فقد ألقتها السيدة كاترين تن الشيخ حول اللغات والأدب والتعليم في موريتانيا تحدثت فيها عن اللغة السائدة اليوم، مشيرة إلى أن هذه اللغة بشكل عام يمكن أن يطلق عليها”اللغة الوسطى” أو “الحسانية المهذبة” كما يسميها الموريتانيون.
وعبرت عن شغفها باللهجة الحسانية والشعر الحساني، مبرزة أنها قد أصدرت فيها تأليفا تحت عنوان “اللهجة الحسانية عند أهل الكبله”.

وأشارت إلى بعض الغرابة التي تكتنف اللهجة الحسانية كمخالفتها للهجات الشرق العربي في بعض الأحيان وتشابهها معها أحيانا أخرى.

وقالت إن وحدة اللهجة الحسانية مدهشة في كل من موريتانيا ومالي وتيندوف، مبرزة أن اللغة الصنهاجية على وشك الاختفاء وأنها الآن فقيرة في مجملها، ممثلة لبعض عباراتها التي مازالت تكتنف اللهجة الحسانية اليوم.
وتمحورت التعليقات على الحديث عن الموسيقى الموريتانية الكلاسيكية وعلاقتها بالشعر الحساني، وأهمية الشعر الشعبي باعتباره قد يكون تعليميا في بعض الأحيان فيكون نوعا من النظم الذي يعلم الناس.
وكان يوم أمس قد عرف تقديم محاضرتين تمحورت الاولى منهما حول مصادر وحقب التاريخ الموريتانى ألقاها السيد عبد الودود ولد الشيخ وتناول فيها دراسات ما بعد الاستعمار وتأثير الاستعمار فى نفوس المستعمرين (بفتح الميم)الذين عايشوا المستعمر بعد رحيله، وتيار ما بعد البنيوية.
وحاول المحاضر توضيح الرؤية لما قبل الاستعمار وأثناءه وبعده مركزا على مشاعر المواطنين فى تلك الحقب من الزمن.
وتساءل قائلا:” هل هناك حقيقة وراء الصراع بين المستعمر (بالكسر) والمستعمر (بالفتح).
أما المحاضرة الثانية فكانت تحت عنوان: “مويتانيا فى ظل العولمة ” ألقاها السيد على بن سعد، أستاذ جغرافيا بمركز جاك بوك، وأوضح فيها أن موريتانيا دخلت فى عالم العولمة عن طريق الهجرة حيث أصبحت بلد هجرة أكثر من أى دولة أخرى.
وتحدث عن الهجرات المتواصلة التى شهدتها موريتانيا بين المجموعات وبين أوروبا وافريقيا، مضيفا “ليست هناك صحراء فى العالم بها واحات غير هذه الصحراء التى بموريتانيا”.
وقال إن الهجرة قد لا تكون ناتجة عن عوامل اقتصادية كما يتوهم الكثير وانما بعامل الاستطلاع ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة، كما فى موريتانيا، واستعرض فى حديثه الارتباط بين الهجرة والدوافع السياسية، والهجرة والتداخل على الصعيد الاقليمي.
وفى تصريح للوكالة الموريتانية للانباء، أوضح السيد ددود ولد عبد الله، أستاذ تاريخ بجامعة نواكشوط ومحاضر سابق فى الملتقى حول التراث الثقافى الموريتاني أن دراسة التراث الموريتاني أظهرت أن المخطوطات الموريتانية كانت فى حدود (30)ألف مخطوط لم يبق محفوظا منها وموجودا اليوم سوى حوالى ستة آلاف مخطوط فقط.
وقال إن السلف حافظ على المخطوطات الموجودة فى ظروف اقتصادية صعبة ولذلك فإن العلامة الشيخ محمد المامى أفتى بأن العلماء فى عصره من مصاريف الزكاة الذين يستحقونها باعتبارهم يمثلون الفقراء فى الوقت الذى يحفظون فيه الكتب النفيسة من الضياع.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد