أكد مدير الزراعة السيد محمد ولد النمين أن الوضعية الزراعية والرعوية مطمئنة فى موريتانيا بفضل التساقطات المطرية الهامة التى شهدتها البلاد شهري أغسطس وبداية سبتمبر الجاري.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه الوكالة الموريتانية للأنباء اليوم الثلاثاء أشار فيها إلى أن الوضعية الزراعية والرعوية فى البلاد تعرف تباينا، حيث تعتبر جيدة في ولايات الحوضين ولعصابة وغورغول وغيدي ماغة مقارنة بولايات تغانت وآدرار واترارزة ولبراكنة التى تاتي فى الدرجة الثانية، فى حين تتميز الوضعية الزراعية والرعوية فى انواكشوط وانشيري وتيرس زمور وداخلت نواذيبو بعجز كبير ناتج عن تأخر التساقطات المطرية.
وأبرز أن الأمطار هذه السنة خلفت خسائر مادية متفاوتة فى بعض المزارع والمساكن فى غورغول حيث تهدد مياه النهر الحاجز الواقي لمدينة كيهيدي فى الوقت الراهن، إضافة إلى تضرر مناطق أخري في لعصابة “باركيول” وفى غيدي ماغة والحوضين.
وقال مدير الزراعة أن التأخر الملحوظ فى التساقطات المطرية هذه السنة أثار رعبا فى نفوس المنمين والمزارعين الذين اعتادوا على هطول الأمطار أواخر أغسطس وبداية سبتمبر.
وأبرز أن ذلك التأخر سبب بطء فى عمليات البذر على مستوى الزراعات المطرية وهو ما”سينعكس بدون شك على المردودية الإنتاجية فى هذه المناطق، علاوة على الفيضانات والسيول التى تؤدي هي الاخري إلى تلف فى الزراعات الواقعة فى المناطق المنخفضة والى أضرار كبيرة ببعض السدود والحواجز المائية خاصة فى الولايات الشرقية والمستغلة من قبل شريحة عريضة من المزارعين التقليديين ذوي الدخل المحدود”.
وذكر بأن المساحات المروية المزروعة قاربت 15 ألف هكتارا مبرمجة خلال الحملة الزراعية الجارية وبأن الأمطار الأخيرة أدت إلى غمر بعضها خاصة على مستوى ولايتي غورغول وغيدي ماغة وهو ما “قد يؤدي إلى تراجع فى المحصول الزراعي فى هذه المناطق فى حالة حصول فيضانات تزيد من مستوى النهر وروافده خاصة خلال هذا الشهر الذي لوحظ فيه ارتفاع ملحوظ فى مستوى النهر فى منطقة غورغول”.
وبين أن الحكومة تتابع عن كثب تطور هذه المياه عبر لجان فنية متخصصة وأن وزارة الزراعة والبيطرة تدرس إمكانية تنظيم حملات شتوية على مستوى المناطق المغمورة لسد الثغرة الناجمة عن تلك الفيضانات مع مواصلة تطبيق الإجراءات العملية التى اتخذتها فى إطار الحملة الزراعية 2007-2008 خاصة فيما يتعلق بحماية المزروعات من الطيور آكلات الحبوب والآفات الزراعية الاخري.
وتمني السيد محمد ولد النمين أن تتواصل التساقطات المطرية- رغم كل هذه المخاوف- لغاية نهاية الشهر الجاري وبداية أكتوبر المقبل لضمان مردودية زراعية جيدة خاصة بالنسبة للمحاصيل ذات الدورة الزراعية الطويلة فى ولايتي لبراكنة واترارزة، موضحا أن بعثات فنية متخصصة تابعة لإدارة الزراعة تجوب بعض الولايات الزراعية لتقييم الوضع الزراعي والرعوي وتحديد المناطق التي لاتزال تشكل بؤرا فى موريتانيا.
وشدد على التحلي باليقظة التامة لمتابعة عمليات الاستكشاف والمكافحة ضد الآفات الزراعية وخاصة الجراد المهاجر الذي يجد ظروفا مناخية مواتية للراحة والتكاثر فى موريتانيا.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي