AMI

الرخام في موريتانيا: حملات البحث تكشف عن إمكانيات واعدة

تقرير: القطب ولد الحسين
تشير مصادر وزارة المعادن والصناعة إلي أن حملات البحث المكثفة مكنت في الفترة الأخيرة من الكشف عن توفر موريتانيا على إمكانيات هامة وواعدة من مادة الرخام.
فقد تم التعرف على 26 تكشفا أساسيا من الرخام أو (السيبولين) وتعتبر هذه المؤشرات محفوظة في الذاكرة بفعل استخداماتها الصناعية في شكل طلاء أو حجارة للزينة وخاصة المؤشرات الواقعة في منطقة اسفاريات (في الشمال الموريتاني).
ويعرف الرخام بأنه حجر جيري متبلور من أصل متحول ويظهر في الغالب على شكل عروق بألوان متنوعة، ويطلق على الصخور المكونة من كربونات الكالسيوم والتي يمكن أن تكون مصقولة بالإضافة إلى إمكانية اشتمالها على الحجر الجيري العادي.
وفي الشمال الغربي لموريتانيا تتميز صخور الرخام بالندرة ولكنها أكثر وفرة مما توحي به أو تعكسه الخرائط الجيولوجية لتلك المنطقة، وهو ما يتجلى من الحملات الأخيرة والتي بفضلها تم تحديد عدة اكتشافات صغيرة لا تظهرها الخرائط الجيولوجية المتوفرة.
وتظهر طبقات الرخام حسب نفس المصادر على شكل تتداخل فيه مع “الشيست” و”الكالكو شيست” الموجودين في مجموعة لبثينية، فعند الكيلومتر 18 جنوب غرب لقريدات (الشمال الغربي لموريتانيا) بالقرب من منطقة التقاء منطقتي لبثينية وتازيازت، تمكن ملاحظة مجموعة من التكشفات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض بواسطة كثبان رملية.
واشارت هذه المصادرالى ان هذا الرخام يتميز بالكثافة وقلة التشققات (على الرغم من أنه يحتوي قليل من الكالكير في السطح) وهو ما يمنحه خاصية مهمة كحجر للزينة.
كما أن الكتل الأخرى من هذا النوع من الصخور والتي لها مساحات متكشفة أصغر ينبغي اعتبارها أقل أهمية أو ذات أهمية ثانوية.
واعتبرت هذه المصادر ان العينات التي تم جمعها مماثلة ومطابقة للرخام “الدولوميتي” مع “السيربانتين” و”بوولنجيت” الناتجين من تحول “لوليفين” وهذه العينات تمتلك لونا بنيا ومعها عروق بيضاء متقاطعة من “الكالسيت” ولها لمعان قوي وتعتبر قريبة من حيث الخصائص من مجموعة تجارية تسمى بالإسبانية لوراليتو (لون ضارب إلى الحمرة).
وتقول مصادر وزارة المعادن والصناعة إن أغلب هذه التكشفات من الرخام الأخضر تشتمل على الخصائص والأبعاد التي تجعلها مثيرة جدا للاهتمام ولهذا فإنه يعتبر من الضروري إجراء مزيد من البحوث حول ذلك.
واشادت هذه المصادر بالرخام الموجود في منطقة الموريتانيد وخصوصا في لعويجة وواوا بالقرب من فم لكليته.
وتأتي كلمة الرخام من اللغة العربية باللفظ “مرمر” فصفة الرخام في الحقيقة موجودة قبل وجودها في اللغة العربية في لغات أخرى فبالإغريقية “مارماروس” وبالأتينية “مار مور “.
وارتبط استخدام الرخام منذ العصور القديمة بعاملين أساسيين، بالفن وتطوره وبالإرادة البشرية كذلك ونموها.
ويعتبر في الواقع مادة نادرة وثمينة كما يتميز بالثقل والهشاشة في نفس الوقت، وكان العمل في هذه المادة محصورا على السادة فقط أو محتكرا من قبلهم.
وقد اكتشف الرخام من قبل اليونانيين القدامى، كما نحتت منه الأصنام في البداية وكان ذلك في عهد الحضارة السيكلادية ومن ثم تم استخدامه في شكل كتل صلبة للتماثيل المعمارية المرموقة (الدينية، وفي المعابد والمقابر) أو اجتماعية مثل الملاعب.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد