الشباب هو أمل الأمة الواعد ومستقبلها الوضاء، ورجالها العظماء الذين تعول عليهم في بناء المجتمعات والنهوض بها، نحو الأفضل لتحقيق حياة كريمة ينعم فيها الناس جيلا بعد جيل بالعيش الرغيد.
ذلك ما أدركه مبكرا شباب بلدة “المرام” التابعة لبلدية “الخط” بولاية الترارزة، وفهمه على الوجه السليم، فانصهرت جهوده الضخمة في بوتقة واحدة، ينشر الوعي بهذا التوجه في صفوفه المتراصة للبناء والتنمية، من خلال رابطته الفاعلة “رابطة شباب المرام”.
نعم.. لقد سخر هؤلاء الشباب القنع طاقاتهم المتفجرة فوظفوها أحسن توظيف لتجسيد طموحاتهم الجامحة، وترجمتها إلى واقع ملموس، في مجالات الثقافة والاقتصاد والاجتماع والتربية الصحيحة.
وفي هذا السياق تندرج التظاهرة الثقافية الكبيرة التي جرت فعاليتها الأسبوع الماضي في بلدة المرام الطيبة، بحضور عدد كبير من الشباب ورجالات الفكر والثقافة والأدب، والمهتمين بالشأن الثقافي والتنموي الشامل.
كان لقاء المرام في نسخته الثانية، فرصة لتبادل الآراء والأفكار، لإيجاد استراتيجية ناجعة، من أجل النهوض بهذه البلدة ذات القدرات التنموية الرائدة في مجالات الثقافة والزراعة، والتنمية الحيوانية، والصمغ العربي.
وقد تضمنت نشاطات هذا الموسم الثقافي، عروضا متنوعة تصب كلها في غرض واحد وإن اختلفت عناوينها، ذلكم هو التأسيس على قاعدة صحيحة وقوية لبناء بلدة المرام في تكامل بين قدراتها المذكورة آنفا.
وعلى هامش العروض أنجز الشباب بعض الأعمال التطوعية كالتشجير، وإعداد مخطط لملعب رياضي محلي، ومخطط للقرية، وتهيئة الظروف الملائمة لافتتاح مكتبة زاخرة تشمل بعض المخطوطات القديمة والكتب الحديثة.
كل هذا بمجهودات ذاتية، وعصامية نادرة في أيامنا هذه، فهنيئا لشباب المرام على هذا التوجه ولتتكلل جهوده بالنجاح.
هذا وجرت فعاليات الموسم في أيام الطل على خلفية لوحة فنية ساحرة، هي التي رسمها لنا امحمد ولد أحمد يوره حيث قال:
من لم ير “الخط “ممطورا وساكنه
فإنه ما رأى الدنيا ولا الناسا!!
أما عن التظاهرة نفسها وما ترمي إليه من أهداف، ومبتغيات فيقول أحد المدعوين هذه الأبيات:
رباطك يا مرام بلا مراء
رباط للمحبة والعطاء
رباط للوئام وللتآخي
رباط للتشاور والبناء
رباط للتكافل والمزايا
رباط للمودة والإخاء
رباط للثقافة لا يبارى
رباط للنزاهة والوفاء
رباط العلم فيه كل خير
جدير بالعناية والثناء
جزاه الله عنا كل خير
وعن أجيالنا خير الجزاء