AMI

الندوة العلمية حول الإسلام وجدلية الاعتدال والغلو في الفهم والسلوك تختتم أعمالها

اشرف الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف مساء اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات في نواكشوط على اختتام فعاليات الندوة العلمية الأولى حول الإسلام و جدلية الاعتدال والغلو في الفهم والسلوك المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية.
وتهدف الندوة التي تضمنت محاضرات ومداخلات لكوكبة من علمائنا الأجلاء وقادة الفكر والرأي على مدى أربعة أيام إلى إيجاد كلمة سواء انطلاقا من رؤية إسلامية مؤسسة على الكتاب والسنة في مجتمع يتبنى الاعتدال منهجا وسلوكا.
واكد الوزير الأول في كلمة له بالمناسبة أن إجماع العلماء والمفكرين على التنديد بالتشدد والمغالاة والتطرف والإرهاب رغم تنوع رؤاهم ومشاربهم وسعة الفضاءات الفكرية التي عالجوا يمثل اكبر دليل على أن” ديننا الإسلامي الحنيف بمدارسه المختلفة ومناهجه المتعددة هو دين السماحة والترغيب والتعاون والمناصحة، وأنه بعيد من التطرف والترهيب والطيش والتشديد”.
واضاف: “ان الجمهورية الإسلامية الموريتانية وكما قال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في خطابه الهام أمام ملتقاكم هذا الأول من نوعه الذي ضم نخبة علماء هذا البلد والساهرين على أمنه، ستبقى بعون الله تعالى قلعة إسلامية حصينة، تملأ مساجدها وزواياها حلق الذكر، وتبين محاظرها دين الله تبيانا، ويحكم حكامها وقضاتها بشرعه إيمانا وعدلا، دون إفراط ولا تفريط، ولا زيف ولا تحريف، وانها ستبقى كذلك تعلم الجاهلين وترشد المنحرفين وتحارب الفقر والمفسدين، محصنة أجيالها بالأمن والإيمان والمسالمة والإحسان”.
وقال “إن هذا الدين الذي عم مشارق الأرض ومغاربها بالكلمة الطيبة والمعاملة السليمة والقدوة الحسنة يتعرض اليوم لأعظم فتنة وأكبر فرية، تلك التي تقول إنه دين العنف ومنهج للتشدد والتطرف إنها فرية ماأنزل الله بها من سلطان، إن يقولون إلا كذبا”.
ورصد التقرير الختامي للندوة الذي تلاه العلامة لمرابط ولد محمد الأمين أهم المحاور التي تناولها المشاركون واثرها فى ابراز سماحة الدين الإسلامي وتصحيح الفهم لدعوة الإسلام إلى الاعتدال ورفضه للغلو والتطرف والإرهاب، معرفا الاعتدال بأنه الوسطية في القول والفعل وهو توسط بين طرفي الإفراط والتفريط المذمومين في الدين.
وأشار التقرير الصادر عن الندوة إلى أن من أعراض الغلو والتطرف التدين بعد غفلة وربما انحراف شديد سرعان ما يتحول إلى انطوائية وانعزال ثم إلى نقمة وحقد على المجتمع لا يلبث أن يترجم إلى فعل عنيف وان من اسبابه الحماس الزائد لحديثي التدين والأخذ بفتاوى الجماعات المتطرفة من غير تمحيص ولا بصيرة ونقص العلم وعدم اخذه عن اهله.
ونبه التقرير الى جملة من الاضرار الدينية والاجتماعية لظاهرة التطرف والغلو من بينها تكفير المسلم بناء على اجتهاد شخصي ممن لا يملك اهلية الاجتهاد واستباحة دمه وعرضه وماله وسوء الظن بالناس والتعصب للرأي ورفض الآخر والجرأة على العلماء وإهلاك النفس بالضلال إلى غيرها من الاضرار.
واصدر المشاركون في الندوة جملة من التوصيات من أبرزها اعتماد استيراتيجية مدروسة لنشر فكر الوسطية والاعتدال ، فتح باب الحوار مع أصحاب فكر التطرف والغلو وقبول توبة التائبين منهم واستمالة المتعاطفين معهم ، تدعيم الهوية العربية والإسلامية للبلاد بتعزيز مكانة التربية الإسلامية في المناهج والمقررات التعليمية والتمسك بمقومات الشخصية الشنقيطية وموروثها الحضاري، دعم التعليم الأصلي وتعميم المعاهد الشرعية على كافة الولايات، تصحيح مفهوم الولاء والبراء والتعريف بأحكام الجهاد وضوابطه الى غيرها من التوصيات التي تصب في مجال إبراز سماحة الإسلام ورفضه للغلو.
هذا وجرى الحفل بحضور عدد من اعضاء الحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي وكوكبة من العلماء والفقهاء ووالى نواكشوط ورئيس مجموعتها الحضرية وحاكم مقاطعة تفرغ زينة وشخصيات اخرى.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد