AMI

رئيس الجمهورية يشرف علي انطلاق ندوة علمية حول الإسلام وجدلية الاعتدال والغلو في الفهم والسلوك

رئيس الجمهورية يشرف علي انطلاق ندوة علمية حول الإسلام وجدلية الاعتدال والغلو في الفهم والسلوك
نواكشوط ، 05/01/2010 – ترأس السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية صباح اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات بنواكشوط حفل انطلاق ندوة علمية هي الأولي من نوعها تحت عنوان: الإسلام وجدلية الاعتدال والغلو في الفهم والسلوك. وتنظم هذه الندوة، التي تدوم أربعة أيام، من طرف وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي تحت شعار- من أجل فهم صحيح للإسلام.
وحضر انطلاق الندوة، الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف ورئيس الجمعية الوطنية والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية وأعضاء الحكومة والشخصيات السامية في الدولة والسلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد لدي موريتانيا والولاة وممثلي منظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات العلمية والثقافية والمفكرين والمشايخ والأئمة والخبراء في قطاع الشؤون الإسلامية.
ويتضمن جدول أعمال الندوة، جلسات ومحاضرات علمية تدعو إلي الفهم الصحيح للإسلام وتعرف بفقه التسامح والاعتدال وتحذر من الغلو والإرهاب والتطرف وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
وتوجه رئيس الجمهورية بهذه المناسبة بخطاب إلى الحضور هذا نصه:”بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم، أيها العلماء الأجلاء، أيها السادة أيتها السيدات، أن أعز ما يفتخر به الشعب الموريتاني هو ما دأب عليه أوائلنا من تضحيات وأعمال صالحة ، تمثلت أساسا في نشر الإسلام ومسالكه ومشاعره عبر الصحراء وفي أصقاع شاسعة من المعمورة، بهذا العمل الدؤوب أقام الموريتانيون حضارة متميزة أشعت في هذه الربوع عملا نافعا وعلما صالحا امتد عبر فضاءات رحبة واستفادت منه شعوب عديدة تحت الشعار الوضاء “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”.
أيها العلماء الأجلاء، والمثقفون الأفاضل ،انطلاقا من هذا الإرث المشرف فانه لمن واجبكم أن تكونوا خير خلف لخير سلف وأنكم بحمد الله لأهل لذلك كما أنه من حق مجتمعكم عليكم، أن تحفظوا له مكانته ووئامه وانسجامه في العمل بالمعروف والنهي عن المنكر.ولهذا فمن حق الإسلام عليكم أن تنقوا صورته داخل أمته وخارجها من زيغ الجاهلين وتحريف المضللين وانتحال المبطلين وللوصول إلى هذا الهدف ينبغي علينا أن نربي شبابنا تربية سليمة في دف ء الإيمان وعلى منهج الرحمة المهداة للعالمين.
ومن حق الآخرين علينا أن نقدم لهم النموذج الأعلى والقدوة المثلى التي ترغبهم في الإسلام وترشدهم إلى سبيله بعيدا عن متاهات الغلو والتطرف. أيها العلماء الإجلاء والمفكرون الأفاضل، أنكم لتدركون بلا شك الفتنة العظمى والفاجعة الكبرى التي تجتاح العالم عموما ويكتوي بنارها العالم الإسلامي خصوصا جراء ترويج شبه وتأويلات فاسدة زرعت بذورها عن قصد في أدمغة أجيال من ناشئة الأمة فولدت فيها النقمة على المجتمع واليأس من الحياة واقتادتها إلى دهاليز العنف التي لا تحصى ولا تعد. ولئن كانت بلادنا بحمد الله من أقل البلاد تعرضا لظاهرة الإرهاب وكان شعبنا من أشد الشعوب رفضا لها فان ذلك لا يعفينا من مواجهتها ولا من مسؤولية التحصين منها، بل إن المسؤولية في هذا المجال تتسع اتساع الخطر المحدق بالبشرية بسبب التطرف وتعدد روافده، المتمثلة في الجهل وانتشار الفقر انحلال الأخلاق وبالتالي تدهور القيم والمثل الفاضلة. إن ما نحن مطالبون به اليوم هو إصلاح المجتمع والحفاظ على الأخلاق الإسلامية الفاضلة والتشبث بالعقيدة والابتعاد عن كل ما يحول دون الانصياع لأوامر الخالق.
أيها العلماء الإجلاء والمفكرون الأفاضل، إن انعقاد هذه الندوة الأولى من نوعها والتي نعلق آمالا جساما على نتائجها يدخل في صرح الوفاء بالتزاماتنا أمام الشعب لتحصين مجتمعنا من أضرار ظاهرة الإرهاب وللإسهام في إبراز الصورة الناصعة للإسلام فهما وسلوكا. ولا يراودني أدنى شك في أنكم ستلعبون دور الموجه المسؤول والمرشد الحكيم مساهمة في جهود الحكومة الرامية إلى استرجاع بلادنا لدورها التاريخي في نشر الإسلام وتعاليمه السمحة، مذكرا بقول الله تعالى”ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون” صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”. وكان السيد أحمد ولد النيني وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ألقى كلمة قبل ذلك أعرب فيها عن غبطته بإشراف رئيس الجمهورية على أول ندوة علمية تعرفها البلاد تتعلق بالغلو والتطرف والإرهاب، مبرزا أن حضور رئيس الجمهورية شخصيا لترؤس حفل افتتاح هذه الندوة رغم مشاغله الجمة لخير دليل على العناية القصوى التي يوليها للإسلام.
وقال مخاطبا رئيس الجمهورية ” إن سهركم الدائم على حماية وتحصين مجتمعنا من أخطار الإرهاب الذي أصبح يهدد أمن العالم وحرصكم سيدي الرئيس على أن تجعلوا من موريتانيا ورشة كبرى للسلم والعلم والعمل والديمقراطية والمساواة يبين عمق اهتمامكم بالمصالح العليا للوطن والمواطن”.
وأبرز الوزير مخاطر التطرف الجمة ورفض الشرائع السماوية له ووجوب حفظ النفس والعقل والنسب والعرض التي هي كلها في خطر اليوم بسبب تنامي ظاهرة العنف التي تتعارض مع الإسلام في جوهره ومقاصده.وقال مخاطبا العلماء والأئمة “إنكم مصابيح الدجى وهداة المجتمع ونخبة قادة الرأي المسؤولون عن حفظ بيضة الإسلام في هذه البلاد التي تميز أبناؤها بأنهم حملة راية الإسلام إليهم ترنوا قلوب كثيرة وتشرئب أعناق عديدة ولهم الفضل في نشر العلم والأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي انتشرت وانبتت نباتا حسنا كانت ثمراته التسامح والوسطية ورفض الغلو والتشدد لما يؤولان إليه من تكفير للأمة في مجتمعها وحكامها” .
وأضاف “ان عليكم جميعا سلطات وعلماء وأئمة ورجال فكر وقادة رأي أن تخرجوا من هذه الندوة العلمية المتميزة بتوصيات نوعية تساهم بجدارة في إغناء وإثراء الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى التصدي لظاهرتي العنف والاعتداء”.
وقد استقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله قصر المؤتمرات من طرف الوزير الأول ووزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ووالي نواكشوط ورئيس مجموعتها الحضرية والسلطات الإدارية والبلدية بمقاطعة تفرغ زينه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد