انطلقت اليوم الثلاثاء في نواكشوط أعمال دورة تكوينية حول التغطية الصحية الشاملة وتمويل الصحة والنظام التأميني للصندوق الوطني للتضامن الصحي “CNASS”.
وتهدف الدورة، التي تدوم يومين، إلى تعزيز قدرات المسؤولين الجهويين للصحة في مجال فهم وتنفيذ السياسات الوطنية المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة، وتعميق خبراتهم بآليات تمويل النظام الصحي، إضافة إلى توضيح أسس ومكونات النظام التأميني الذي يشرف عليه الصندوق الوطني للتضامن الصحي.
ويشارك في هذا التكوين عدد من كبار مسؤولي وزارة الصحة وخبراء الصندوق الوطني للتضامن الصحي، حيث يقدمون عروضا حول التجربة الوطنية في تعميم التغطية الصحية، وسبل التنسيق بين القطاعين العام والتأميني لضمان وصول الخدمات الصحية إلى جميع المواطنين.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز الحوكمة الصحية وتحسين كفاءة النظام التأميني الوطني، وتجسيدًا لالتزام الدولة بتحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة في أفق 2030.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أوضحت الأمينة العامة لوزارة الصحة، السيدة العالية يحي منكوس، أن هذه الدورة التكوينية الهامة تجمع نخبة من مسؤولي القطاع الصحي وشركائه في التنمية، مبرزة أن الدورة تتنزل في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى ترسيخ أسس التغطية الصحية الشاملة في البلد عبر تحسين أداء منظومة الأمان الاجتماعي التي أرسى دعائمها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي استفاد جل المواطنين الأكثر هشاشة من برامجها وتدخلاتها المتنوعة.
وأضافت أن الصندوق الوطني للتضامن الصحي، يمثل محور منظومة الأمان الاجتماعي، بما يضطلع به من دور أساسي في تعميم التغطية الصحية الشاملة، خاصة فيما يتعلق بعمال القطاع غير المصنف الذين يشكلون شريحة واسعة من المواطنين.
وثمنت الأداء المتميز الذي حققه الصندوق خلال بداية عمله، سواء من حيث التوسع في عدد المستفيدين أو جودة الخدمات المقدمة لهم، مؤكدة على دعم ومؤازرة القطاع الوصي للصندوق، باعتباره أداة أساسية لتحقيق العدالة الصحية وتكريس مبدأ التضامن الوطني.
وحثت الطواقم الطبية والإدارية بالمستشفيات والمراكز الصحية على التعاون الوثيق مع الصندوق، والعمل بروح الفريق الواحد لضمان التكفل اللائق بالمؤمَّنين، موضحة أن نجاح الصندوق يعتمد بالأساس على جودة الخدمات المقدمة، مؤكدة أهمية هذه الدورة التكوينية التي تشكل فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز القدرات بما يسهم في رفع الأداء وتحسين التنسيق بين مختلف الفاعلين بالمنظومة الصحية.
من جهتها، قالت المدير العامة للصندوق الوطني للتضامن الصحي، السيدة أمال سيدي الشيخ عبد الله، إن هذه الدورة التي ينظمها الصندوق الوطني للتضامن الصحي، بالتعاون مع وزارة الصحة، وبدعم من مشروع الدعم المؤسسي لبرنامج دعم قطاع الصحة، تأتي في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ أسس التغطية الصحية الشاملة، التي تعد ركيزة من ركائز برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ومحورا أساسيا في برنامج حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، وهدفا استراتيجيا تسعى وزارة الصحة إلى تحقيقه.
وبينت أن هذه الدورة تشكل محطة مهمة في مسار تعزيز قدرات الكوادر الطبية، والمديرين الجهويين للصحة ومديري ومسيري المستشفيات، باعتبارهم فاعلين أساسيين في تنفيذ نظام التأمين الصحي، وضمان جودة الخدمات وتكامل الأدوار بين الصندوق والمنشئات الصحية العمومية.
وأوضحت أن هذه الأيام التكوينية ستشكل فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات واقتراح الحلول العلمية، بما يعزز التنسيق بين مختلف مكونات المنظومة الصحية، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في “تأمين صحي شامل ومنصف لكل المواطنين”.
وشكرت وزارة الصحة، وممثلي المنشئات الصحية، وكل الشركاء والمكونين، على الدعم والمواكبة، متمنية للمشاركين نجاح أعمال دورتهم، وأن تخرج بتوصيات عملية تساهم في تحسين الأداء الميداني وجودة الخدمات.