AMI

جرائم “المجتمع الدولي”!!بقلم: أحمد ولد مولاي محمد a.moulaye.md@gmail.com

لا غرابة أن يواصل كيان غير شرعي مثل الكيان العنصري الصهيوني انتهاك ما اصطلح على تسميته بقرارات الشرعية الدولية، فهو الكيان الوحيد عبر التاريخ الذي (ولد) بطريقة غير شرعية، وهو نفس الكيان الذي يتعهد من يسمون أنفسهم بـ “المجتمع الدولي” بحماية أمنه والدفاع عنه في كل المحافل وفي كل المناسبات ويزودونه بالأسلحة الفتاكة والمتطورة في الوقت الذي يحاصرون خصومه العزل ويمنعون عنهم الغذاء والدواء.
ما قامت به قوات الاحتلال الصهيوني في المياه الدولية بحق دعاة سلام وحملة رسالة حب إلى الشيوخ والنساء والأطفال المحاصرين في غزة ليس فقط قرصنة دولية بل يتعدى ذلك إلى ما يفوق مستوى جرائم الحرب وهو ليس غريبا على مجرمين متمرسين بالفطرة.
فمنذ الولادة غير الشرعية للكيان الصهيوني ومؤسسوه يتناوبون على ارتكاب مختلف أنواع الجرائم التي تعجز قواميس لغات الأرض عن وصفها، وهي جرائم لا تستثني قتل الأطفال وحرقهم واغتيال النساء وبقر بطونهن وسحل الشيوخ والتمثيل بهم وغير ذلك من الجرائم التي عودنا الصهاينة منذ “بن غوريون” إلى “نتن ياهو” على ارتكابها، لكن هذه الجرائم مصنفة في عرف “الشرعية الدولية” على أنها دفاع عن النفس تماما كجريمة مذبحة أسطول الحرية!!.
وإذا كانت (إسرائيل) ولدت بطريقة غير شرعية على أيدي مسيحيين صهاينة من أمثال بلفور وغيره ممن اتبعوا نهجه في تبني قيام “الدولة اليهودية” وحماية أمنها والدفاع عنها عسكريا وسياسيا وتعزيز إمكاناتها الاقتصادية، فإن جميع الجرائم التي ترتكبها منذ مذابح دير ياسين إلى مذبحة أسطول الحرية هي (للدفاع عن النفس) كما يقول حماة الكيان الصهيوني في العواصم الغربية، أما ما تقوم به المقاومة من عمليات تستهدف الاحتلال فهي جرائم وإرهاب مدان وهو ما جعل “المنظومة الدولية” أو “المجتمع الدولي” يصنفان حركات المقاومة على أنها منظمات إرهابية” مثل حماس وأذرع فتح العسكرية وحزب الله، بل وأكثر من ذلك عملت هذه “المجموعة الدولية” على معاقبة هذه المقاومة ومحاصرتها عسكريا وسياسيا لأنها تقاوم المحتل الصهيوني وكأن مقاومة المحتل عمل غير شرعي في الأعراف والمواثيق الدولية!!.
منذ الولادة غير الشرعية للكيان الصهيوني بقرار من مجلس الأمن – قسم أرض فلسطين إلى جزأين أهمهما منح للصهاينة – وهذا الكيان يمتنع عن تطبيق قرارات “الشرعية الدولية” المزعومة بما في ذلك قرار التقسيم نفسه؟!، بل لا يأبه هذا الكيان الإجرامي للقرارات والمواثيق الدولية لأنه غير شرعي أصلا ولا غرابة في أن تكون كافة تصرفاته غير شرعية خاصة وأنه يلقى الحماية والرعاية والدعم غير المشروط من عواصم المسيحية الصهيونية التي تعرف نفسها اختصارا بـ “المجتمع الدولي” وهي التي تتحكم بقرارات الهيئات الأممية.
إن من واجب أحرار العالم اليوم وبصفة خاصة أولئك المتضررين من وجود الكيان الصهيوني العمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها من خلال استعادة كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1948 ووضع ما يسمى بالمجتمع الدولي أمام مسؤولياته، فليس الفلسطينيون هم من (أحرق اليهود في أفران الغاز) وليس ما يسمى بالاضطهاد النازي من فعل العرب والمسلمين، لذلك فالتعويض لليهود لا يعقل أن يتم على حساب العرب الفلسطينيين بل يجب أن يتم (التكفير) عن تلك الممارسات المبالغ فيها قطعا، من قبل من مارسوها لا أن يكفر عنها بارتكاب جرائم أشد فظاعة كما يحصل منذ 1948 في فلسطين!!
إن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج قد فقد ثقته بما يسمى “الشرعية الدولية” وبقراراتها، وعليه أن يكون صاحب المبادرة في التغيير لوقف معاناة الإنسان العربي والمسلم وذلك عبر تفعيل مقاطعة الكيان الصهيوني والدول الداعمة لإرهابه المتواصل، والعمل على محاكمة كل من ارتكبوا جرائم بحق الإنسانية على الأراضي العربية والإسلامية في فلسطين وفي لبنان والعراق وليبيا والسودان وأفغانستان وغيرها، ولن يتم ذلك مع مواصلة الإذعان لمجموعة دولية تكيل بمكيالين، وفي هذا الصدد تجب محاكمة كافة المجرمين الموتى منهم والأحياء على حد سواء بدءا ببلفور الذي “أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق”، وانتهاء بمن يرتكبون أبشع جرائم العصر في أيامنا هذه.
إن ما يملكه العرب من وسائل ضغط هي في الواقع كافية لتغيير موازين القوى وتغيير المواقف المعلنة تغييرا جذريا يخدم قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأقلها تأثيرا سلاح المقاطعة الفعال والذي يجب أن يتم عبر تسلسل تدريجي يستهدف الدول الأكثر التصاقا بالكيان الصهيوني والأكثر دفاعا عن جرائمه، ولا يجب أن نتردد في تفعيل سلاح المقاطعة مهما كانت التكلفة لأنه أثبت في السابق أنه أكثر الأسلحة فتكا باقتصاد الصهاينة وحماتهم.
إن مذبحة أسطول الحرية سيكون لها ما بعدها، وعلينا أن لا نبقى أمة تتبنى ردود الفعل، غائبة عن الفعل والمبادرة، خاصة وأننا أصحاب حق مغتصب وعلينا أن نسعى بكل ما نملك من وسائل وإمكانات على استعادته كاملا غير منقوص وليس على طريقة “الشرعية الدولية” و”المجتمع الدولي” اللذين خبرناهما منذ بداية المأساة، بل بطريقة صاحب حق مسلوب يسعى لاستعادته غير منقوص، ولا يأبه لغير ذلك، خاصة وأن الرأي العام الدولي بدأ يستوعب حقيقة (إسرائيل) وأنها ليست ذلك “الحمل الوديع الذي يعيش بين الذئاب الجائعة” فقد سقط القناع وتعرى الكيان الصهيوني ليظهر على حقيقته الوحشية الدموية كما هي، والتي عمل حلفاؤه من المسيحيين الصهاينة على تزويرها منذ أكثر من ستين عاما.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد