يهدف مشروع أتويزة الذي يعد تجربة وطنية صرفة الى توفير السكن الاجتماعي لفئات المجتمع الضعيفة .
وقد تدخل هذا المشروع الان في ثمانية أحياء بخمس مقاطعات من مقاطعات انواكشوط التسع، من خلال عمل ملموس توخى استفادة عدد كبير من الاسر الفقيرة عبر توفير السكن اللائق لهم .
وقد تدخل المشروع في مرحلته الاولى (1999 – 2009 في أحياء البصرة، الكوفة بمقاطعة السبخة، والدار البيضاء والنزاهة بمقاطعة الميناء وقندهار وكوسوفو بمقاطقة عرفات والسعادة بمقاطعة توجنين وحي التيسير بمقاطعة دار النعيم، هذااضافة الى مقاطعة الرياض التي تعتبر أولوية من أولويات تدخل المشروع .
ولإلقاء الضوء على التجربة الرائدة للمشروع في مجال توفير السكن الاجتماعي لفئات المجتمع الضعيفة، التقى مندوب الوكالة الموريتانية للأنباء بالسيد عبد القادر ولد محمد، مدير الإسكان بوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي .
وأوضح المدير ان إدارته مسؤولة عن متابعة وتنفيذ سياسة الوزارة في مجال الاسكان، معتبرا ان السكن ينقسم الى ثلاثة أقسام، هي السكن الاجتماعي، الذي يستهدف فئات المجتمع الفقيرة وسكن اقتصادي ويستهدف عمال الدولة والمواطنين ذوي الدخل المتوسط وسكن عالي الجودة يستهدف الأشخاص ذوي الدخول العالية .
واعتبر مدير الاسكان ان الدولة تولي اهتماما خاصا للسكن الاجتماعي طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يعطي أولوية للتخفيف من معاناة الفئات المهمشة والفقيرة من المجتمع .
وأضاف انه من أجل مساعدة هذه الطبقة الضعيفة في المجتمع وتمكينها من الحصول على سكن لائق تم إنشاء مشروع اتويزه الذي يعتبر تجربة وطنية رائدة في هذا المجال تتماشى مع الامكانيات الاقتصادية لهذه الطبقة ومع مطالبها المادية .
وقال مدير الاسكان ان مشروع اتويزة حقق انجازات اقتصادية واجتماعية وسكنية هامة، حيث وفر خلال فترته الأولى (1999 الى 2009 ) ما مجموعه 5200 وحدة سكنية لصالح سكان الأحياء المستهدفة بغلاف مالي قدره ثلاثة مليارات ومائتي مليون أوقية .
وقال ان الوحدة السكنية الواحدة تكلف اربعمائة وخمسين الف أوقية تقدم كقرض للمستفيد تتحمل منها الدولة نسبة 60 % كمنحة، يشارك المستفيد بنسبة 10 % على أن يدفع 30 % الباقية كقرض .
ويعطي المشروع للمستفيد حسب مدير الاسكان الخيار بين وحدتين سكنيتين احداهما عبارة عن حائط ومرافق عمومية، والثانية عبارة عن غرفة للسكن .
وأضاف مدير الاسكان انه بالاضافة الى ذلك يقوم مشروع اتويزة بتمويل مجموعة من الأنشطة المدرة للدخل في هذه الأحياء من خلال تقديم قروض لمشاريع صغيرة يتراوح رأس مالها من 10000 الى 100000 الف أوقية .
وأكد أن المشروع مول مجموعة كبيرة من المشاريع خاصة في مجال صناعة الالبان ودكاكين التقسيط وبيع الملاحف والسمك والخضروات … هذا اضافة الى المساهمة في تشييد البنية التحتية بالأحياء المستهدفة عبر بناء المدارس والمستوصفات وترميمها وإنشاء حدائق الأطفال وتزويد المدارس بخزانات مياه وتشييد مكتب لأباء التلاميذ وفتح حجرات لمحو الامية مبرزا أن هذه الجهود جعلت من المشروع مشروعا تنمويا وسكنيا في نفس الوقت .
واستعرض المدير دور مشروع اتويزه في ترقية وتحسين أداء اليد العاملة في هذه الأحياء، بالتعاون مع المعاهد الفنية المتخصصة، والدورات التكوينية المنظمة في هذا السياق من أجل تنوير وفتح المجال أمام اليد العاملة بالأحياء المستهدفة للمشاركة بفعالية في العملية التنموية .
وقال مدير الاسكان ان مشروع اتويزة في اطار تدخله في هذه الأحياء قام بإدخال الكهرباء ذات الدفع المسبق لصالح 1300 اسرة بغلاف مالي قدره 175 مليون من الأوقية .
وتحدث عن نية الوزارة بتحويل مشروع اتويزة الى برنامج مستدام من أجل تعزيز وديمومة التدخل لصالح فئات المجتمع الفقيرة هذا اضافة الى سعي القطاع الى انشاء صندوق وطني لتمويل السكن في المستقبل وترقيته وتعزيز محاوره الثلاثة المتمثلة في المحور القانوني والتشريعي والمحور المالي والمحور الفني