AMI

المواطن الكاميروني إيبوليت: حين يصبح الطموح جواز سفر نحو النجاح

في زمنٍ امتلأت فيه طرق الهجرة بالضياع والمخاطرة، والقلوب بالقلق من المجهول، اختار المواطن الكاميروني أكيت نوب ياكي إيبوليت، من مواليد 1983 بمدينة دوالا العاصمة الاقتصادية للكاميرون، أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريقًا تصنعه الإرادة والالتزام، لا الحلم العابر ولا المغامرة بالمصير.

اختار هذا المواطن الكاميروني أن تكون موريتانيا نقطة بداية لنجاحه حيث دخل إليها بطريقة شرعية حاملًا معه حلمًا صادقًا ورغبة عميقة في العمل الشريف، فتحول حلمه إلى قصة نجاح لافتة وأساسا لمشروع سيصبح قدوة للحالمين في كيفية تحقيق الطموح ضمن إطار النظام والقانون.

سنة 2008، غادر إيبوليت بلده الأم ليحطّ الرحال بالعاصمة الموريتانية نواكشوط حيث وجد شيئًا مختلفًا: الاستقرار، والأمان، والفرص، الشيء الذي وفر لهذا المهاجر الذي لم يكن يحمل معه رأس مال، ملاذا، فبدأ تحقيق حلمه من خلال خبرة ثمينة في إصلاح الهواتف المحمولة، اكتسبها منذ شبابه في دوالا.

دخل إيبوليت السوق المعروف بنقطة ساخنه، حيث المنافسة الشديدة والبيئة الصعبة، وبدأ في ممارسة مهنته بهدوء وصبر، ولم تمضِ فترة حتى بدأ اسمه يتردد بين رواد السوق الذين وجدوا فيه ضالتهم المنشودة.

مع مرور الوقت، أصبح من أشهر المصلحين في السوق، فتحوّل محله البسيط إلى مركز صيانة معروف، ليس فقط للعمل، بل أيضًا كمركز للجالية الكاميرونية.

لم يحتفظ إيبوليت بالنجاح لنفسه فقط، بل مدّ يده لإخوانه الطامحين للعمل في هذا المجال فكوّن العديد من الشباب وفتح لهم أبواب العمل.

لديه شعور قوي بأن موريتانيا بلد الأمن والأمان حيث ترجم هذا الشعور على جدران محله بعبارات مثل: موريتانيا بلد السلام.

اليوم، يُعرف بأنه أحد رموز الجالية الكاميرونية في موريتانيا، وقد ترأسها لعدة سنوات، ويُعتبر صوتًا قويًا في الدفاع عن حقوقها وتوجيهها نحو السلوك القانوني والاستقرار.

يرى إيبوليت أن موريتانيا وفّرت له ما لم يجده من قبل: بيئة آمنة، وشعب ودود، ودولة لا تضيّق على الأجانب، بل تفتح المجال أمام من يحترم قوانينها.

لذلك، لا يتردد في وصفها بأنها “أرض سلام وفرص استثمار”، مؤكدًا أنه لم يتعرض منذ قدومه لأي مضايقة، لا من الدولة ولا من الشعب.

ومن موقعه كرئيس سابق للجالية، يوجه إيبوليت دعوة واضحة وصريحة إلى كل المهاجرين قائلا: صحّحوا وضعياتكم القانونية، وعيشوا في وضح النهار.

ويدعو كذلك رؤساء الجاليات إلى توجيه أعضائهم ومساعدتهم على الاندماج القانوني والاجتماعي، لما في ذلك من خير للفرد والدولة معًا.

ختاما لا شك أن قصة إيبوليت تُقدّم نموذجًا رائعًا لرجل عصامي يحترم للدول قوانينها، ولنفسه بتحويل الحلم إلى حقيقة، فبإيمانه وعمله الشريف أصبح رائد أعمال، وناصحًا، وصوتًا مسؤولًا داخل المجتمع ليسطر بذلك قصة نجاح موريتانية -كاميرونية، تبدأ من دوالا لتنتهي بحياة مليئة بالعطاء والاستقرار بالعاصمة انواكشوط.

الشيخ باي أحمدو الخديم

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد