AMI

رئيس الجمهورية يؤكد تقاسم موريتانيا واسبانيا نفس الإيمان بأهمية الحواربين الشعوب

أكد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية أن موريتانيا واسبانيا تتقاسمان نفس الإيمان بأن الحوار هو السبيل الأمثل لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب و”تتطلعان الى أن يكون الفضاء المتوسطي حقلا خصيبا للتعاون بين شعوبنا في كنف السلم والرفاه”.
واعتبر رئيس الجمهورية ،في خطاب ألقاه أمام المجلس البلدي لمدينة مدريد ،بمناسبة تسلمه مفتاح هذه المدينة من عمدتها، أن هذا التسلم يمثل “رسالة ود وصداقة وحسن جوار ورمزا للعناق الحضاري بين بلدي وبين اسبانيا”.
وهذا نص الخطاب”:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
السيد البرتو ارويث غاياردون ، عمدة بلدية مدريد
السادة أعضاء المجلس البلدي
السيدات والسادة،

ببالغ السعادة والامتنان ، أقف معكم اليوم لنوثق معا جسور التعاون والصداقة التي تربط بين بلدينا منذ مئات السنين ، تلك الجسور التي قامت من التاريخ والجغرافيا على أساس متين. أقف معكم لأحيي الدور التاريخي العظيم الذي لعبته مدريد واسبانيا عامة عبر التاريخ ، في تيسير التلاقح بين حضارات البحر الابيض المتوسط ، والربط بين العالم القديم في آسيا وافريقيا وأوروبا والعالم الجديد في الامريكيتين.
ان بلادكم -سيدي العمدةـ تحتل مكانة عظيمة في ذاكرة كل الموريتانيين ، هي تلك المكانة التي تشغلها حضارة انسانية عظيمة جسدت التواصل وعمقت التلاقح البشري عبر الابيض المتوسط وانتجت معالم باقية ومعارف نافعة استقت منها الحضارة البشرية الحديثة ، عبر أعلام أجلاء منهم ـ على سبيل المثال ـ امام الرياضيين في الاندلس أبو القاسم مسلمة المجريطي نسبة الى مجريط ، الاسم العربي القديم لمدريد.
ان الموريتانيين يحملون في وجدانهم صورة زاهية عن هذه البلاد ، هي تلك الصورة التي رسمها شعراء وعلماء عرب كبار تغنوا بالاندلس وكتبوا عن فضلها ودونوا مآثرها الخالدة.
وهي الصورة التي ترسمها متون علماء الاندلس التي يكب عليها طلبة المحاضر الموريتانية بشغف وانبهار. انها أيضا صورة اسبانيا المعاصرة بعظمتها وبسعيها الدائب لتجديد دورها التاريخي كجسر بين الشعوب والامم ومنطلق لمبادرات عديدة من أجل حوار الحضارات والثقافات ، كان من آخرها المؤتمر العالمي للحوار الذي احتضنته مدينتكم الجميلة مدريد قبل بضعة أيام.
اننا نتقاسم معكم تلك الاهتمامات ونشاطركم الايمان بأن الحوار هو السبيل الامثل لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب ونحن نشترك جميعا التطلع الصادق الى ان يكون الفضاء المتوسطي حقلا خصيبا للتعاون بين شعوبنا في كنف السلم ولرفاه.
السيد العمدة
السادة أعضاء المجلس البلدي
تعود بي الذاكرة الى الماضي المشترك وانأ أتسلم منكم مفتاح مدينة مدريد ، رسالة ود وصداقة وحسن جوار ورمزا للعناق الحضاري بين بلدي وبين اسبانيا. أتذكر أولئك الأسلاف الذين فتحت لهم مدريد صدرها في عصور غابرة وأذكر منهم على سبيل المثال ذلك العالم الشنقيطي الشيخ محمد محمود ولد اتلاميد الذي استقبلته مدريد بالترحاب، حين جاءها قبل قرن وزيادة ليضع فهرسا بأهم ما احتوت عليه مكتبة الاسكوريال من نوادر المخطوطات العربية.
إنني أتسلم باعتزاز هذا المفتاح نيابة عن كل أولئك الذين ساهموا عبر القرون الماضية في صياغة جوانب مضيئة من تاريخنا المشترك ونيابة عن كل الموريتانيين الذين يحلمون بعلاقات موريتانية اسبانية متطورة، متعددة الإبعاد متسعة الافاق مغموسة في الماضي مفتوحة على المستقبل.
أشكركم على المساعدة التي تقدمونها الى موريتانيا وأخص بالذكر المشاريع المنجزة في العاصمة نواكشوط. وأنا متأكد انكم ورئيس مجموعتها الحضرية ستدفعون بهذه العلاقات الى الامام وأشكركم”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد