عاد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية الى نواكشوط مساء اليوم السبت قادما من بانجول بعد أداء زيارة رسمية لجمهورية غامبيا دامت يومين بدعوة من نظيره الحاج الدكتور يحي جامي رئيس جمهورية غامبيا الشقيقة.
وقد استقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله مطار نواكشوط الدولي من طرف الوزير الاول السيد الزين ولد زيدان والوزير الامين العام لرئاسة الجمهورية السيد يحي ولد أحمد الواقف وأعضاء الحكومة وقائد الاركان الخاصة لرئيس الجمهورية العقيد محمد ولد عبد العزيز والسيد محمدو ولد التجاني المدير المساعد لديوان رئيس الجمهورية وشخصيات سامية في الدولة ووالي نواكشوط ورئيس مجموعتهاالحضرية.
ولدى مغادرته بانجول ودع رئيس الجمهورية لدى سلم الطائرة التي أقلته والوفد المرافق من طرف الحاج الدكتور يحي جامي رئيس جمهورية غامبيا محاطا بنائبته السيدة عيشة انجاي سيدي وبعثة الشرف المرافقة لرئيس الجمهورية وسعادة السيد انغام يحي سفير موريتانيا المعتمد في بانجول وأعضاء السفارة وممثلي الجالية الموريتانية في هذه الدولة.
وبعد الاستماع الى النشيدين الوطنيين الموريتاني والغامبي استعرض رئيس الجمهورية رفقة نظيره الغامبي وحدة من القوات المسلحة الغامبية أدت لهما تحية الشرف، وصافح رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أعضاء الحكومة الغامبية والشخصيات السامية فيها ورؤساء البعثات الديبلوماسية المقيمة في بانجول وممثلي قطاعات واسعة من الشعب الغامبي.
واجرى رئيس الجمهورية ونظيره الغامبي مؤتمرا صحفيا في نهاية الزيارة أكدا فيه على قوة العلاقات التاريخية الممتازة القائمة بين البلدين وعلى دور هذه الزيارة في استمرار وتوطيد هذه العلاقات.
وقال السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في رده على أسئلة الصحافة الغامبية:
“اود أن اعبر عن غبطتي العميقة ازاء هذه الزيارة التي قمت بها الى جمهورية غامبيا والتي مكنتني من أن ألمس بشكل حي ومكثف عمق الصداقة التي تربط موريتانيا وغامبيا، سواء على الصعيد السياسي او على مستوى الشعبين.
وبامكاني القول بعد لقائي أمس مع الجالية الموريتانية المقيمة هنا كم تحس هذه الجالية بانها بين أهلها وذويها هنا في غامبيا.
وقد لاحظت في الواقع انني لم أتلق اية شكاوى او أية تظلمات اومشاكل مطروحة من طرف مواطني المقيمين هنا وهو شي ء نادر بالفعل ويستحق ان يذكر هنا وهو مؤشر متميز على نوعية وعمق هذه العلاقات التي تجمع الشعبين وحكومتيهما.
وسيقودني ذلك أن أقول لكم ان علاقات التعاون القائمة بين الدولتين لا يمكنها ان تكون الا جيدة جدا ونحن بصدد تعزيزها انطلاقا من تعلقنا المشترك بالاندماج الافريقي ولن ندخر جهدا من أجل تحقيق ذلك”.
وأضاف في رده على سؤال لهذه الصحافة بخصوص التعاون مع غامبيا في مجال استغلال الموارد الطبيعية خاصة المجال المعدني:
“بامكاني أن اقول لكم مع أخي وصديقي الحاج الدكتور يحي جامي اننا قررنا ان نقوم بكل ما يمكن فعله من اجل تطوير التعاون وتبادل التجارب بين البلدين، وفي المجال المعدني بالذات ورغم ان تجربتنا في الحقيقة محدودة فاننا لن ندخر جهدا في جعل هذه التجربة تحت تصرف الجانب الغامبي بكل سرور ولن نتوانى عن الاستفادة من تجاربه في مجالات أخرى”.
وشكر الرئيس الغامبي خلال المؤتمر الصحفي نظيره الموريتاني على قبول الدعوة وعلى أداء هذه الزيارة التي قال انها كانت قصيرة مبرزا ان مشاغل رئيس الجمهورية لم تسمح له بقضاء وقت أكثر في بلده الثاني غامبيا.
واضاف ان هذه الزيارة الاولى من نوعها لرئيس الجمهورية الى غامبيا منذ انتخابه لتولي مقاليد الامور في البلاد تمثل شيئا مهما جدا بالنسبة للبلدين، وأنه يعتبر ان العلاقات مع موريتانيا استراتيجية باعتبارها دولة مهمة في مجال التعاون والاندماج شبه الاقليمي، الذي ينبغي ان يأتي من الشعوب بتكاملها مع جهود الحكومات من أجل تحقيق ذلك.
وقال ان اندماج الجالية الموريتانية المقيمة في غامبيا رغم تنوعها القومي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الغامبي خير مثال على امكانية تحقيق اندماج فاعل ومهم للمنطقة ولافريقيا بوجه عام.
وأوضح ان البلدين سينتقلان ابتداءا من اليوم الى مرحلة تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم توقيعها في السابق.
وأسفرت الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية الى جمهورية غامبيا عن صدور بيان مشترك بحضور الوفدين المرافقين وسفيرا موريتانيا في غامبيا وهذه الاخيرة في موريتانيا وفيما يلي نص البيان:
“بدعوة من من أخيه وصديقه فخامة الحاج الدكتور يحي جامي رئيس جمهورية غامبيا قام السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية رفقة وفد هام بزيارة صداقة لجمهورية غامبيا من 29 فبراير الى فاتح مارس 2008.
وقد استقبل رئيس الجمهورية والوفد المرافق له بمطار بانجول الدولي من طرف فخامة الحاج الدكتور يحي جامي رئيس جمهورية غامبيا محاطا بأعضاء الحكومة والنواب والسلك الديبلوماسي المعتمد في بانجول وكذا اعضاء الجالية الموريتانية المقيمة في هذا البلد.
وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيسان محادثات على انفراد تناولت القضايا الثنائية والاقليمية والدولية.
وقد جرت هذه المباحثات في جو تطبعه الأخوة وتطابق وجهات النظر وعبر الرئيسان خلالها عن ارتياحهما لهذا التطابق في مجمل القضايا التي تم بحثها.
وعلى الصعيد الثنائي عبر الرئيسان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات التاريخية والاخوية الممتازة القائمة بين البلدين، وشددا على التزامهما بتعزيزها نحو الافضل بما يخدم المصلحة المتبادلة للشعبين الموريتاني والغامبي.
وهنأ الرئيسان على الجو الذي طبع اشغال الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين التي التأمت في 12 فبراير المنصرم بالعاصمة الغامبية بانجول، وأعطيا تعليماتهما لوزيري خارجية البلدين لترجمة توصيات هذه الدورة الى واقع ملموس”.
وقد تباحث الرئيسان بشكل واسع حول الوضع في شبه المنطقة والقارة الافريقية بوجه عام مسجلين بارتياح ما تحقق من تقدم ايجابي على صعيد تعزيز السلم والامن في القارة وحيا الرئيسان الجهود التي بذلها الاتحاد الافريقي والمجموعة الدولية في هذا المجال.
وعبر الرئيسان عن عزمهما الحازم للعمل معا من اجل محاربة جميع أشكال تهديد السلام والامن والاستقرار في شبه المنطقة.
وخلال وجوده في بانجول قام السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله رئيس الجمهورية والوفد المرافق بزيارة لمركب الصيد في غنجور وميناء بانجول البحري.
وقد التقى رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله خلال هذه الزيارة الجالية الموريتانية المقيمة في غامبيا.
وجدد فخامة الرئيس الحاج الدكتور يحي جامي تهانئه لفخامة السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله على انتخابه رئيسا للجمهورية في موريتانيا، مشيدا بالنضج الذي تحلى به الشعب الموريتاني من خلال السير الجيد لهذه الانتخابات الاخيرة في كنف الشفافية والسكينة باعتراف ومباركة المجموعة الدولية.
وقد وشح فخامة الدكتور الحاج يحي جامي فخامة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بوسام كوماندور كبير في نظام الاستحقاق الوطني الغامبي.
وفي نهاية الزيارة عبر فخامة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عن الامتنان لفخامة الرئيس الحاج الدكتور يحي جامي وللحكومة والشعب الغامبيين على الاستقبال الحار والاخوي والضيافة الكريمة التي كان موضعا لها والوفد المرافق منذ قدومهم الى بانجول.
ووجه فخامة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله دعوة لفخامة الرئيس الحاج يحي جامي للقيام بزيارة صداقة وعمل لموريتانيا.
وقد قبل فخامة الرئيس الحاج الدكتور يحي جامي هذه الدعوة بسرور على ان يحدد موعدها بالطرق الديبلوماسية.
حرر في بانجول بتاريح فاتح مارس 2008 بنسختين انجليزية وفرنسية”.
وتجدر الاشارة الى أن رئيس الجمهورية كان مرفوقا خلال هذه الزيارة بوفد ضم على الخصوص السادة:
محمد المختار ولد محمد الحسن وزير النفط والمعادن وسيدي محمد ولد أمجار مدير ديوان رئيس الجمهورية وجالو ممادو باتيا وادومو ولد محمد الامين واحمد كلي ولد الشيخ سيديا وأحمدو ولد الشيخ الحضرمي مستشارين رئيسيين برئاسة الجمهورية واسلمو ولد المحجوب وهاديتو كامرا مستشارين برئاسة الجمهورية وشخصيات أخرى.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي