اعتبر والى اترارزة السيد عبد الله ولد محمد محمود، أن بداية عودة اللاجئين تكللت بالنجاح على جميع الأصعدة مشيرا إلى أن ذلك عائد إلى وثوق المعنيين فى الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات الموريتانية بالتعاون مع السنغال والمفوضية السامية للاجئين.
وأوضح الوالي فى لقاء مع بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء، أن الاستقبال الذي حظي به هؤلاء العائدون من طرف السلطات العليا فى موريتانيا ممثلة فى الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية ووزير الداخلية وعدد من المسؤوين الساميين والسلطات الجهوية إضافة إلى كافة الفاعلين السياسيين وهيئات المجتمع المدني والاستقبال العفوي من طرف السكان، كان محل تقدير العائدين وهو ما عبروا عنه فى تصريحاتهم لمختلف وسائل الإعلام .
وبخصوص التنظيم المادي لهذه العودة أكد الوالي أنها كانت ناجعة من حيث نقل العائدين إلى موريتانيا فى ظروف مقبولة فى سيارات وفرتها المفوضية السامية للاجئين و كذلك وسائل الاستقبال والراحة خلال فترة تسجيلهم – التي لم تستغرق إلا ساعات- قبل نقلهم إلى أماكنهم الأصلية فى ظروف مرضية وسريعة.
وابرز الوالي أن المرحلة اللاحقة لمرحلة التكفل المؤقت بالعائدين ستكون المباشرة فى تنفيذ برامج الدمج التي تتولاها الوكالة الوطنية لاستقبال ودمج اللاجئين حسب البرامج التي تقررها الحكومة بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين.
و بخصوص وضعية العائدين الإدارية قال الوالي أن التصاريح التى قدمت لهم بعد تسجيلهم فى سجلات الشرطة والحالة المدنية، تمكنهم من التنقل فى انتظار التأكد من هوياتهم لتسليم الوثائق المدنية لمن يثبت انه موريتاني الجنسية.
أما فيما يخص وجود ممتلكات للعائدين قال والى اترارزة انه سيتم التحقيق فى أي حالة من هذا النوع وتسويتها بإعادة الحق إلى صاحبه.
وفى الأخير تمنى السيد عبد الله ولد محمد محمود أن تمكن تجربة عودة الدفعة الأولى من اللاجئين، من عودة جميع الباقيين فى نفس الظروف.
من جهة أخرى أجمعت الأسر الستة(42 فردا) من اللاجئين العائدين والذين تم نقلهم البارحة إلى قرية “مدينة سلام.، موطنهم الاصلى، لبعثة الوكالة التي زارتهم اليوم الأربعاء، عن رضاهم الكامل عن ظروف عودتهم بجميع مراحلها وشكروا كل الموريتانيين بدون استثناء على ما وصفوه بهذه الوقفة التضامنية معهم والتي تعبر عن تلاحم كافة مكونات الشعب الموريتاني وحرصها جميعا على تعزيز الوحدة الوطنية.
كما عبر سكان “مدينة سلام” عن سعادتهم وفرحتهم بعودة إخوتهم إلى أماكنهم بعد ترحيلهم عنها سنة 1989 مؤكدين استعدادهم لتقاسم قوتهم اليومي مع هؤلاء فى انتظار دمجهم فى الحياة النشطة.
وفى هذا الإطار أوضح مسؤول القرية السيد يعقوب ديوب، أن دمج هؤلاء العائدين فى المنطقة يتطلب انجاز مشاريع مدرة للدخل لصالحهم.
وطالب الحكومة بدمج 230لاجئا كانوا قد عادوا إلى قرية “مدينة سلام” فى الفترة مابين 1994-1997 مؤكدا على ضرورة أن لا تقتصر البرامج المعدة للدمج على العائدين فى العملية الحالية دون من سبقوهم فى العودة.
تجدر الإشارة إلى أن قرية”مدينة سلام” التابعة لمركز انتيكان الإداري تتوفر على مدرسة ابتدائية ونقطة صحية لا تتوفر- حسب السكان- الا خدمة واحدة تتعلق بالإسعافات الأولية للملا ريا.
ويشكل نهر السنغال المحاذي للقرية المصدر الوحيد لماء الشرب للسكان بدون معالجة لهذه المياه
الموضوع السابق
الموضوع الموالي